بمجرد أن تذكر المرحوم خديس والمدرب فرڤاني، ماجر، ڤندوز ومرزقان، فإن فكرك سيذهب مباشرة إلى مدرسة فريق نصر حسين داي، التي طالما أنجبت لاعبين كبار صنعوا مجد الجزائر ورفعوا رايتها في المحافل الدولية. لكن للأسف، أصبحت هذه الأم الولود عاقرا، بعدما طغت سياسة جديدة على الكرة الجزائرية، حيث أضحى الكل يلهث وراء كسب المال السريع، دون العودة لسياسة التكوين. الحديث عن التكوين جعل أهل الاختصاص يصرون على العودة إلى القاعدة عن طريق إنشاء أكاديميات، خاصة وأن هذا الأمر ألقى بضلاله على المنتخب الوطني الذي ظل بعيداعن المنافسات القارية والعالمية، وهو الذي نافس أكبر وأبرز المنتخبات في العالم. فأين هو من مونديال إسبانيا 82 عندما فاز على الماكينات الألمانية، وبعدها في المكسيك عام 86 عندما أنسى عشاق المستديرة في نجوم منتخب السامبا. فما قام به رفقاء بلومي وماجر يجب على من يقود الكرة في الجزائر تذكره دائما، لأن العودة إلى الأصل فضيلة، كما يقول المثل، وهذا فعلا ما وافقنا عليه مسيرو نصر حسين داي حاليا، لأن غياب التسيير وتجاهل الفئات الشابة من خلال متابعة الأكابر فقط، أدى إلى تراجع رهيب في مستويات الشبان، وهو ما يسعى إليه مكتب الفريق بقيادة الرئيس بشير أفتيس، على أمل إحياء رموز ومعالم هذه المدرسة الكروية. البداية بتغيير المدربين باختلاف شهاداتهم من محاسن الصدف أننا حين باشرنا إنجاز هذا الملف، لاحظنا بعض التغيير في التفكير لدى المسيرين، والدليل على ذلك هو انطلاقهم من شعار “الرجل المناسب في المكان المناسب”، من خلال تغيير الطواقم الفنية للفرق الشابة، حيث تم تغيير ثلاثة مدربين، إلى جانب تغيير مهام الآخرين حسب مستوياتهم الفنية، وفقا لما أكده لنا نائب رئيس الفئات الشابة زبير ثعالبية، الذي بدا متحمسا من خلال حديثه ل “الفجر” لإحداث الوثبة ولِمَ لا إعادة إحياء مدرسة النهد رغم أن الطريق طويل وشائك. مضيفا بأن الجميع في المكتب الجديد رفع التحدي وراهن على الوصول إلى نتائج إيجابية مستقبلا، في حال تلقيهم الدعم من قبل السلطات وعشاق النادي الذين وعدوا بمنحهم يد المساعدة يضيف المتحدث. تغريم الأواسط ب28 مليون حرّك المسيرين ربما أن تسليط العقوبة المالية على فئة الأواسط من طرف الرابطة الوطنية التي وصلت إلى مبلغ 28 مليون كان سببا في إحداث هذه الثورة على مستوى الأجهزة الفنية للفرق الشابة، للحد من سياسة التسيب التي انتهجها المسيرون السابقون، الأمر الذي استعجل تنصيب مكتب جديد بقيادة أفتيس، على أمل إيجاد الوصفة الملائمة لإعادة الاعتبار لشبان الملاحة، الذين طالما كانوا يمثلون النوعية مقارنة بلاعبي الأندية الأخرى. مع العلم أن تشكيلة المدرب السابق للأواسط عمار مشطة كانت في كل مرة تتألق في إثارة المشاكل، في وقت كان عليها تدعيم الأكابر بعناصر فعّالة، وهي التشكيلة التي أحرزت لقب البطولة في الموسم الأخير. جني الثمار جاء سريعا والآمال بامتياز إذا لم نكن نبالغ، فإن نتائج المكتب الجديد جاءت سريعة، من خلال استرجاع فريق الآمال لنغمة الانتصارات بعد خسارته في خرجاته الأربعة الأولى، قبل أن يتمكّن من رد الاعتبار وجني ثماني نقاط كاملة، بتسجيله لانتصارين وتعادلين، وهو ما استحسنه ثعالبية، الذي أكد بأن البداية كانت موفقة، وهي بادرة خير لتطوير النصرية في المستقبل، قائلا “في المواسم القليلة القادمة سنلعب بفريق الأكابر يكون جله من أبناء النادي”، علما أن لاعبي الآمال كانوا قد قدموا وجها طيبا في عديد المباريات خاصة أمام جمعية الخروب عندما فازوا بثنائية، على عكس الأكابر الذين أجبروا على تقاسم النقاط بملعب 20 أوت. ولد زميرلي: “سندعم الفئات الشابة وهناك من وعد بالمساعدة“ إذا كان المشكل الوحيد الذي يصادف أي فريق حاليا، في عهد الاحتراف هو نقص الأموال، فإن رئيس النادي محفوظ ولد زميرلي أقرّ بأنه شخصيا يدعم هذا التغيير، معربا في اتصال مع “الفجر” أنه سيسعى أيضا إلى تقديم يد العون لمكتب أفتيس، وذلك بتخصيص نسبة من الأموال للفئات الشابة التي يستفيد منها الفريق الأول، مضيفا بأنه تلقى ضمانات ووعودا من محبي وعشاق النهد من أصحاب المال. وبالتالي، فإن كل المؤشرات الحالية توحي بأن الخير قادم لا محالة، في حال استمرار العمل. فتح مكتب لاستقبال المواهب على مستوى ملعب الزيوي قامت إدارة أفتيس بإعادة فتح أبواب المدرسة عبر إنشاء مكتب على مستوى ملعب زيوي، قصد استقبال أطفال مدينة حسين داي، الذين سيجربون حظهم بحضور مدربين واختصاصيين، لاختيار أنسب وأحسن المواهب، قبل الانطلاق في العمل الفعلي لتطويرها وفقا لمعايير وشروط مدروسة تتماشى والكرة العصرية. وهي المبادرة التي استحسنها الجميع من أبناء الدائرة الذين ستتاح لهم فرصة مداعبة الكرة وبتأطير فني كفء. تغطية أرضية ملعب بن صيام بالعشب الاصطناعي قريبا من الأخبار السارة التي نزفّها إلى اللاعبين الشبان في النهد، هي اقتراب وضع العشب الاصطناعي بملعب بن صيام، وذلك لمنح الفرصة لجميع الفئات بخصوص نصيبها القانوني من الحصص التدريبية، ومنه تقليص الضغط على ملعب الزيوي. من جهته، أكد ثعالبية أن هذه الخطوة مهمة جدا في تخطيط المكتب الجديد، لأن توفير الملعب يشكل بطبيعة الحال أحد العوامل الأساسية في التكوين، باعتبار أن السلطات المحلية وعدت بأنها ستشرف على تهيئة الأرضية وتجهيزها في أقرب فرصة، لكون ميزانية العشب جاهزة في انتظار بداية الأشغال. اتحاد الحراش المدرسة التي أصبحت تعتمد على “استيراد اللاعبين” اتحاد الحراش أو الصفراء كانت ولا زالت من أبرز المدارس الكروية القادرة على إنجاب اللاعبين. تأسس الفريق سنة 1931 من طرف رابح صحراوي، أطلق عليه تسمية الاتحاد الرياضي لمناجم الحراش بعد أن كان الاتحاد الرياضي ل”ميزون كاري”، قبل أن يستقر على الاتحاد الرياضي لمدينة الحراش حاليا. في جعبة الحراش ثلاثة ألقاب محلية، حيث نال البطولة موسم 1997/ 1998 بالإضافة إلى كأس الجمهورية سنتي 74 و87. أنجبت المدرسة الحراشية العديد من اللاعبين البارزين الذين لا يمكن نسيان إنجازاتهم ودورهم الكبير في تألق الصفراء. وسنكتفي بذكر كل من الثنائي طاهر وعبد القادر واللذين ساهما بقسط كبير في تحقيق أول تتويج للحراش وكان ذلك صيف 1974 حين حصد الفريق لقب كأس الجمهورية، كما نجح الثنائي في الصعود إلى القسم الأول موسم 1975. وبعد اعتزال اللاعبين جاء الدور على المتألق مزياني والذي حمل المشعل بعدها رفقة العديد من الأسماء الكبيرة كعليق، الرئيس السابق لاتحاد العاصمة، وحجلون الابن وحكيم مدان وافتسان، ليأتي الدور بعدها على الجيل الفائز بالبطولة الوحيدة للحراش والذي ضم العديد من اللاعبين على غرار الحارس ولد ماطة والأخوين راحم ولونيسي وبوطالب وبن عيسي وحرابي والبقية. وفي السنوات القليلة الماضية عاش الفريق واحدة من أسوإ مراحله، حين سقط للقسم الثاني وظل هناك لسبع مواسم كاملة. وقد أثر ذلك سلبا على مدرسة الفريق والتي تراجعت بشكل كبير، حيث قلّ العطاء وغاب البريق الذي ميز المدرسة الحراشية، وتراجعت نتائج فرقها الشبانية. ومع استلام المدرب بوعلام شارف العارضة الفنية للفريق، فإن الحراش قد دخلت في مرحلة جديدة، حيث اعتمدت ذهنية شارف على استقدام لاعبين من غرب البلاد، في حين تقلّص بشكل كبير وجود خريجي المدرسة ضمن الفريق الأول، وهو الأمر الذي لم يعجب اللاعبين السابقين للفريق على غرار حرابي وطاهر بلقاسم، الذين دعوا إلى ضرورة الرجوع لتقاليد الفريق، ومنح الفرصة كاملة لأبناء النادي بدل الاعتماد على الأسماء التي تأتي من فرق أخرى. وجاءت النتائج الطيبة للمدرب شارف لترد على الانتقادات، وأوضح اللاعب السابق للحراش والمدرب المساعد للفريق الأول حاليا، حسان بن عمار، أن الانتقادات المتعلقة بهذا الخصوص غير منطقية، حيث إن الاحتراف يجبرك على الاعتماد على أفضل العناصر بغض النظر على منشئها، وأكد أن لاعب الفريق لديه الأولوية في حال استطاع البرهنة على قدرته في أرضية الميدان وليس بأفواه المادحين. من جانبه، عبّر خالد لونيسي عن أسفه لغياب جيل قادر على حمل راية الصفراء بعد فريقه الفائز بلقب البطولة. واعترف لونيسي أن المدرسة الحراشية تراجعت بشكل كبير عمّا كانت عليه سابقا، وهو ما قلّص حضور أبناء الفريق ضمن الفريق الأول، مشيرا إلى أن المدرب شارف يعتمد على العناصر القادرة على تقديم الإضافة اللازمة للتشكيلة بغض النظر عن حسابات أخرى وقال “لا أظن أن شارف قد همّش أبناء الفريق، لكنهم مطالبون بالبرهنة على إمكاناتهم قصد الظفر بمكانتهم مع الفريق“. وحاولت “الفجر” البحث عن مكمن الخطإ وتسليط الضوء على السياسة التكوينية المتبعة في الفريق حاليا، حيث التقينا رئيس الفئات الشبانية، بولاب، الذي اعتبر أن إدارة الفريق قد أعادت النظر في التكوين والذي يعد عنصرا هاما لبناء فريق قوي. وكشف عن وجود استراتيجية طويلة الأمد لتحسين سياسة التكوين بالحراش، وبالتالي فإن الإدارة لن تستعجل في البحث عن النتائج والثمار سريعا. رشيد مخلوفي: “دورة للمدارس الكروية في أفريل القادم بغليزان” أعلن نائب رئيس مؤسسة قدامى لاعبي كرة القدم لفريق جبهة التحرير الوطني عن تنظيم دورة كبيرة في كرة القدم، تشارك فيها 20 مدرسة، وذلك من 12 إلى 14 أفريل القادم بولاية غليزان، احتفاء بالذكرى 54 لإنشاء الفريق التاريخي لكرة القدم لجبهة التحرير الوطني. جاء هذا على هامش إنشاء مدرسة لكرة القدم بالبويرة من طرف ذات المؤسسة، حيث أشرف رشيد مخلوفي على حفل استحداث هذه المدرسة، وذلك بمقر مديرية الشباب والرياضة، بحضور إطارات القطاع إلى جانب أعضاء المؤسسة، وعلى رأسهم رئيسها السيد محمد سوخان، والسادة محمد زوبا وسعيد عمارة وعبد الكريم كروش. وفيما يتعلق بالأهداف الموكلة لهذه المدرسة التي تعد ال16 من نوعها التي قامت المؤسسة باستحداثها على المستوى الوطني، أوضح السيد مخلوفي أنها ستساهم في عملية البحث والكشف عن المواهب الشبانية في رياضة كرة القدم التي ستشكل، على المدى المتوسط، خزانا للفرق الوطنية في هذا الصنف من الرياضة، ناهيك عن البعد التاريخي الذي يكمن في إيصال رسالة للأجيال الحالية حول الدور الذي لعبه الفريق المجيد لجبهة التحرير الوطني إبان ثورة التحرير الوطني. التقني الجزائري بأكاديمية الوحدة الإماراتي عامر منسول ل”الفجر” “مشروع الأكاديميات هو أحسن حل لإعادة الهيبة للكرة الجزائرية” كان رأي التقني الجزائري عامر منسول، الذي يشغل منصب مؤطر في أكاديمية نادي الوحدة الإماراتي، صائبا، عندما أكد أن التكوين في الجزائر مجرد حبر على ورق، معربا في حوار سابق ل”الفجر” أنه حان الوقت لتشرع الدولة في تطبيق المشروع وإرغام الأندية على تطبيقه، عن طريق إنشاء قانون التكوين القاعدي، وبالضبط كما يحدث في الإمارات كمثال بسيط على ذلك، لأن التكوين إجباري، يفرضه مجلس أبو ظبي الرياضي. وبالتالي، فإن تطبيق التكوين في أنديتنا يجب أن يكون متوازيا بفرضه على رؤساء الأندية، الذين عليهم أن يولوا اهتماما كبيرا للفئات الشابة، ولا يركزون فقط على صرف الأموال الطائلة على فئة الأكابر من أجل ربح المال من وراء الصفقات. كما اعتبر الأخير أن أي مخالفة تفرض على الدولة أو الهيئة الوصية أن تضرب بيد من حديد، وهي أفضل طريقة لإنعاش المنتخب الوطني وتزويده بأفضل اللاعبين، لأن الفئات الشابة تمثل زبدة المنتخب، وهو ما يجري الآن في أغلب الدول مثل السعودية، قطر، اليابان وكوريا الجنوبية. وضرب منسول مثالا بالإمارات، التي تشهد تطورا ملحوظا في كرتها، بعد أن اتخذت من هذا النظام مجرى نحو الاحتراف، وإنشاء أكاديميات للشبان. وقال محدثنا “خير دليل هو أنني شخصيا أشرفت على تأطير ثمانية لاعبين من صنفي الشبان والشباب، التحقوا بصفوف المنتخب الوطني الإماراتي، حيث أدوا مشوارا لائقا في بطولة آسيا، إضافة إلى تحقيق منتخب الشباب لمفاجأة في المونديال، بتأهله للدور ربع النهائي”. كريم آيت يحيى مدرب الأصاغر “غياب ملاعب التدريب أكبر ما يعيق عملنا” اعتبر مدرب أصاغر الصفراء، كريم آيت يحيى، أن المهارات والمواهب الكروية متوفرة بشكل كبير في اتحاد الحراش. لكنه أوضح أن أبرز المشاكل التي يعاني منها مدربو الفئات الشبانية تكمن في غياب التجهيزات والملاعب القادرة على احتضان تدريبات التشكيلة وقال “نضطر في الكثير من الأحيان إلى إلغاء أو تقليص حصص التدريب بسبب الاكتظاظ، وهو الواقع الذي يصعب مهمة تطبيق تكوين في المستوى اللازم للاعبينا”.