دعا المختصون في الأمراض الجلدية، المرضى المصابين بداء “الزونا” أو الحزام الناري، الذي يصيب خاصة كبار السن، إلى ضرورة إجراء تحاليل لتشخيص نوعية المرض ومعالجته على الفور تجنبا لأي مضاعفات خطيرة قد تؤدي إلى الإعاقة والتشوه. أفاد الدكتور أوغانم، أخصائي أمراض جلدية، “أن مرض الزونا المعروف بعدة تسميات، على غرار الحزام الناري، داء المنطقة، والزنار الناري، مرض جلدي يصيب جميع الأعمار دون استثناء، غير أن وجه الاختلاف يكمن في درجة الألم الذي يصيب المريض، نتيجة الحروق والالتهابات الناجمة عن البثور التي تولد تحت الجلد”، مشيرا إلى أنه ينتج عامة عن فيروس من نوع “الهربس”، وهو الفيروس نفسه المسبب للحصبة الألمانية (بوشوكة) الذي يبقى مختزنا وكامنا في الأعصاب وبإمكانه أن يعاود الظهور في أي لحظة، خاصة إذا كان الشخص يعاني من مرض معين أو تعب كبير”. وعن أعراض هذا المرض أضاف أوغانم: “الإحساس بالحرارة والتعب مع ألم طفيف في الرأس، بالإضافة إلى ظهور بثور مملوءة بالماء لتتحول بعدها إلى طفح جلدي أحمر اللون يتسبب في حكة لا تطاق، مع ألم داخلي فظيع قد يستمر لأشهر أو لأعوام حسب الحالة”. وفي السياق ذاته، قال محدثنا “إن مرض الزونا يصيب جهة معينة من جسم الإنسان، وهو يمس أعضاء مختلفة من جسم الإنسان كالأذنين، الوجه وكذا العينين. وأصعب أنواع هذا الداء هو زونا العينين التي دفعت البعض إلى الانتحار من شدة الألم“. كما نصح هذا الأخير بعدم استعمال أي مستحضرات أو أدوية مرهمة دون استشارة الطبيب أو مس البثور وجرحها، لأنها قد تؤدي إلى التشوه أو الإعاقة في حالة استخدامها الخطأ، كونها تسبب بكتيريا وحساسية وكذا تعفن على مستوى الحروق”. من جهته، كشف البروفيسور خياطي، رئيس الهيئة الوطنية لترقية البحث والتطوير العلمي “فورام”، “أن مرض الزونا يصيب الأطفال الذين تجاوزت أعمارهم الثلاث سنوات، وهو يأتي بعد مرض بوشوكة، ويأتي مرة واحدة في العمر، غير أنه نادر في أوساط الأطفال مقارنة بكبار السن التي تكون مناعتهم ضعيفة. وعن مدة علاجه أضاف خياطي:”تتراوح بين ثلاثة إلى أربعة أسابيع، حيث توصف للمريض أدوية مضادة للفيروس تسمح بتقليص مدة ظهوره، وكذا تخفف من شدة الألم”.