كرر الرئيس التونسي المؤقت مقولته بأن ”مستقبل تونس ليس في تونس وإنما في الفضاء المغاربي”، مؤكدا أن هذا ”المارد” يمكن إحياؤه، خاصة بعد سقوط الدكتاتوريات في كل من تونس وليبيا، وتوجه الجزائر والمغرب نحو الإسراع بالإصلاح والانتباه إلى مطالب الشعوب. وكرس روح التفاؤل باعتبار هذه السنة ”سنة المغرب الكبير” عبر تفعيل الحريات الخمس المتمثلة في حرية التنقل والعمل والاستثمار، والاستقرار وحق المشاركة في الانتخابات البلدية، معربا عن أمله في أن تحتضن تونس في 2012 قمة مغاربية. ولم يتردد الرئيس التونسي محمد المنصف المرزوقي في اتهام أحزاب أقصى اليسار باستغلال الاحتجاجات الاجتماعية ”لتخريب الثورة”، هم ”ومجموعة من أزلام النظام البائد”، معتبرا أن ذلك العمل وقع ”عن لا مسؤولية أو لإرادة تخريب هذه الثورة”. ولم يفت المرزوقي وصف ما يجري في تلك الاحتجاجات من طرف هذه القوى السياسية بأنه ”استغلال وتسييس وتحريض يريد أصحابه إغراق البلد من أجل إغراق الائتلاف الحاكم”. واستعظم المرزوقي في حوار مع الجزيرة نت الخميس حمل الحكم الحالي الذي ورث ”تركة كبيرة وثقيلة هي ثمرة ستين سنة من الدكتاتورية والفساد”. وبادر الرجل الذي تسلم رئاسة البلاد منذ أسابيع إلى طمأنة المواطنين بأنه لا حل لهذه الاحتجاجات إلا ”بالإقناع والحوار” بعيدا عن الحل الأمني ف”نحن أبناء الثورة لا نتصور أن نطلق النار على أبناء الثورة”. ولم يفت الحقوقي السابق رغم ما وصفه ”بالنية المبيتة من بعض الأطراف التي تستغل عدم استخدام الحكومة للقوة” مستهدفة وضع الجميع ”أمام تحديات كبرى”، أن يقول إنه سيتعامل مع هذه المشاكل ”بكل رصانة”، تطبق القانون ”دون العنف”. لكنه تمسك بأن ”سوء نية بعض الأطراف المعارضة جعلها تعتبر أن هذه المشاكل نتيجة عدم قدرة الحكومة الحالية على معالجة الأوضاع”، وإن اعتبر أن عدم النجاح في إعادة الأمل إلى المناطق المهمشة سيكون ”دليلا على فشل الثورة”. على أنه أبدى اطمئنانه بتفهم المواطنين لموقف حكومته، إذ اعتبر ”الأغلبية الساحقة منهم ضد الاعتصامات وعلى علم بأن البلاد بدأت تسترجع عافيتها”. واعتبر أن ما تعرفه البلاد من تفاوت بين المناطق هو من ثمار الحكم السابق وأن الحكومة الحالية تسعى بإخلاص لتقليص هذا التفاوت، فتلك ”مسألة كرامة وطنية ومسألة عدالة اجتماعية”.