أدى الرئيس التونسي المنتخب من قبل المجلس الوطني التأسيسي المنبثق عن انتخابات 23 أكتوبر الماضي، منصف المرزوقي، اليمين الدستورية أمس. وبحسب مصادر اعلامية، أكد المرزوقي، في كلمة له عقب أدائه اليمين أمام المجلس، أن المهمة الأساسية التي يجب أن يضطلع بها المجلس في هذه الفترة من تاريخ تونس هي "بناء جمهورية تعددية ديمقراطية ومجتمع متسامح". وقال المرزوقي إنه قرر لأن يكون رئيسا لكل التونسيين، وأضاف أنه استقال من حزب المؤتمر من أجل الجمهورية، مشيرا إلى أن المهمة "التاريخية" للمجلس التأسيسي الآن هي تجاوز كل ما فشل فيه المجلس السابق حتى لا تضطر تونس لثورة أخرى، على حد تعبيره. وعدد المرزوقي (66 عاما) مجموعة من التحديات وصفها ب "الكبيرة بسبب حجم الخراب الذي خلفته الدكتاتورية" في اشارة منه الى نظام بن علي السابق وعلى رأسها معالجة مشكل البطالة وتجاوز الصعوبات الاقتصادية. وقال إنه مطالب بتحقيق أهداف الثورة وضمان الاستقرار. كما أنه مطالب بجلب الاستثمار دون السقوط في المديونية. وايضا مطالب لحماية المنقبات والمحجبات إلى جانب حماية الأمن دون المس من الحرية. وأكد المرزوقي أن السلطة الجديدة التي تولت مقاليد الحكم بتونس لن تخضع لأي ابتزاز أو تهديد مهما كان، مشيرا إلى أنه على جميع الأطراف أن تتحمل مسؤوليتها. وشدد على أنه سيعمل جاهدا لتمتيع كل التونسيين بالحقوق العالمية، وخاصة تطوير حقوق المرأة وعلى رأسها المساواة. يشار إلى أن منصف المرزوقي أصبح بعد انتخابه رابع رئيس في تاريخ تونس منذ استقلال البلاد عن الاستعمار الفرنسي في ال20 من مارس 1956. ويخلف الرئيس التونسي المؤقت فؤاد المبزع الذي تسلم الرئاسة منذ 15 جانفي 2011. في سياق ذي صلة، قالت مصادر من الائتلاف الفائز في الانتخابات في تونس، أمس، إن صهر راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة الاسلامية سيكون وزيرا للخارجية في تونس بينما سيكون وزير المالية من حزب التكتل من أجل العمل والحريات اليساري. وأضافت المصادر ذاتها، أن علي العريض المسؤول في حركة النهضة وهو سجين سياسي سابق سيكون وزيرا للداخلية في الحكومة المقبلة التي ينتظر أن يعلن تشكيلها هذا الاسبوع، وفقا لمصادر إعلامية، وتابعت أن رئيس قسم الدراسات بقناة الجزيرة القطرية رفيق عبد السلام سيكون وزيرا للخارجية.. وقال العريض إن اسمه في مقدمة الاسماء المرشحة لهذا المنصب، وأضاف أن لائحة الوزراء شبه جاهزة ورئيس الوزراء وحده يمكنه ان يعرضها قبل ان تنال ثقة المجلس التأسيسي، على حد قوله. وكان المجلس التأسيسي في تونس، انتخب أمس الأول المعارض السابق منصف المرزوقي رئيسا جديدا للبلاد، فيما يمثل علامة جديدة على طريق التحوّل الديمقراطي بعد الثورة.