عرضت، أول أمس، بقاعة الموڤار المسرحية الاستعراضية ”أورفيوس” للفرقة الإيطالية ”سيينا مادري”، قدم من خلاله الاستعراض الذي شغل ركح المسرح عرضا مميزا نقل معالم الفن الرابع الايطالي بأجمل تفاصيله للجمهور الجزائري الهاوي للثقافة الإيطالية. وأمام جمهور أغلبه من هواة النسيج الثقافي الإيطالي، استعرضت دانييلا جيوردانو، الممثلة الوحيدة على خشبة المسرح والتي تؤدي دور ”يامي” الزوجة الإفريقية ل ”أورفي” هذا الأخير الذي أدى دوره الراقص السينغالي جون ندياي. وتدور أحداث المسرحية التي أعادت كتابتها مديرة الفرقة والممثلة دانييلا جيوردانو، حول شخصية أورفي الذي يبحث عن زوجته وفي نفس الوقت عن ذاته ليرقى بنفسه إلى مستوى النضج ومشاعر الحب وهذا في شكل رقص استعراضي أعدّه لامين دابو على وقع الموسيقى الإفريقية من توقيع إسمايلا مباي وجبريل غنينغ من السنيغال. وقصة العمل مستوحاة من أسطورة أورفي والمقتبسة من الميثولوجيا اليونانية، وقد تم تقديم المسرحية في ديكور بسيط جمع بين القماش الأبيض المعلق في سقف الخشبة كحد فاصل بين عالم الأحياء الذي يرمز إلى أورفي وعالم الأموات الذي يحبس زوجته فيما استغل الفضاء المتبقي للرقص الاستعراضي والتمثيل. وأوضحت السيدة دانييلا أن هذه المسرحية تسلط الضوء على التنوع، لا سيما في إفريقيا التي تعد حسبها ”المكان الوحيد الذي يسمح للإنسان بالعيش في تزاوج مع الطبيعة”. وأضافت أن القالب الإفريقي لأسطورة أورفي يرتكز بالدرجة الأولى على عنصر التمييز بين البيض والسود، كما أشارت الممثلة إلى أن إعادة كتابة المسرحية هو تكريم للحب، لأن أورفي حسب الأسطورة يفقد زوجته إلى الأبد، لكن الصيغة الجديدة للعمل تجعل من الزوجين يلتقيان مجددا. للإشارة، مسرحية ”أورفيوس” أنجزت سنة 2000 وعرضت في العديد من الدول الأوروبية والإفريقية كما حصدت الكثير من الجوائز.