اجتمع رئيس اتحاد عنابة عيسى منادي مع الوالي محمد الغازي، قصد الحصول على إعانات مالية تسمح له بنفض غبار الأزمة التي يتخبط فيها فريقه منذ مدة طويلة، لكن الاستفهام الذي يطرحه الشارع العنابي هو ماذا بعد هذا اللقاء، لأن عجز الشركة المحترفة لاتحاد عنابة إن كانت عاجزة عن تسيير أمورها فهذا يعني أنها لا تستحق صفة الاحتراف، خاصة وأن الشركة تتألف من مجموعة مساهمين لكنهم لا يساهمون بأي سنتيم، بل وأكثر من ذلك فهم ينتظرون الأجور الشهرية، بمعنى الاستفادة من الفريق وليس إفادته، حيث مرت ثلاثة أيام فقط على فرحة لاعبي اتحاد عنابة بالفوز بنقاط المباراة التي جمعتهم بأولمبي المدية، قبل أن يتجدد التذمر في أنفسهم، بسبب تماطل الإدارة في تسوية مستحقاتهم العالقة. وحسب اللاعبين فإن الكرة حاليا في مرمى الإدارة، كما أن أي تأخر آخر في منحهم حقوقهم المالية، سيعود سلبا على مردود الفريق العائد بقوة والذي حقق تسع نقاط كاملة في آخر ثلاث جولات، ما جعل الآمال تتجدد للعب ورقة الصعود، وبسبب تأخر الإدارة في تسوية هذه القضية العالقة منذ مدة، ما أثر بالسلب على اللاعبين، فالعديد منهم أخبرونا بأنهم أصبحوا يتدربون بقلة تركيز بسبب المستحقات التي تعتبر مصدر رزقهم، ولذلك يتمنون أن يحل هذا المشكل في أقرب وقت ممكن، وذلك قبل المواجهة المقبلة، حيث يرى المتتبعون لمسيرة الفريق في المنافسة أن استمرار اللاعبين في حصد النتائج الإيجابية سيجعلهم لا محالة في موقف قوة لكسب تأييد المناصرين الذين أصبحوا يضغطون على المسيرين لكي يجدوا حلا لهذه المعضلة المالية، خوفا من أن ينعكس ذلك سلبا على مسيرة التشكيلة في ما تبقى من عمر البطولة. نفس التخوف ينتاب الطاقم الفني بقيادة كمال مواسة الذي يخشى أن تتراجع إرادة لاعبيه في المباريات القادمة، بسبب هذا المشكل الذي بدأ يعكر الأجواء داخل التشكيلة، ولو أن مواسة صرح مرارا وتكرارا أن عناصره تثق في رئيس النادي عيسى منادي، لكن ومن جهة أخرى فإن المدرب كمال مواسة لن يكون باستطاعته في هذه الحال القيام بعمله على أحسن وجه، لأنه سيجد نفسه يعمل مع لاعبين ليسوا مركزين بشكل كلي على عملهم، ما يصعب من مأموريته في فرض الانضباط وتسطير برنامجه الأسبوعي. يذكر أن مدرب الاتحاد قبل توقيع عقده كان قد طلب من مسؤولي فريقه أن يوفروا له كافة الظروف الملائمة، وذلك حتى يتمكن من القيام بعمله على أحسن وجه، مثال ذلك تحفيز اللاعبين ماديا. وإذا كان هدف الإدارة العنابية اللعب على ورقة الصعود، إلا أن تحقيق ذلك لا يكون بهذه الطريقة التي قد تؤدي بالفريق إلى الهاوية.