تنتشر عبر تراب ولاية الوادي، ظاهرة حفر الآبار الفوضوية سواء تلك الموجهة للصرف الصحي أو الموجهة للسقي الفلاحي، مما تسبب في ظهور الأمراض وتلوث الطبقة السطحية بالكامل. واستنادا إلى تقارير رسمية، فإن ظاهرة حفر الآبار بطريقة فوضوية تتفاقم من يوم لآخر دون أن تجد لها ردع قانوني أو المراقبة الكافية. وفي هذا الإطار، تشير بعض التقديرات إلى بلوغ عدد الآبار إلى ما يزيد عن مئة ألف بئر غير مرخصة، موجهة للصرف الصحي وبضعة آلاف أخرى موجهة للسقي الفلاحي، قدّرتها بعض الجهات بنحو 250 ألف بئر فوضوي. وحسب مصالح الري، فإن ولاية الوادي تتواجد بها أزيد من 60 ألف بئر تقليدي لصرف المياه القذرة عبر تراب بلدياتها ال30، لا سيما بمنطقة وادي سوف جراء انعدام شبكة الصرف الصحي، وهو مشروع قيد الربط حاليا، حيث يضطر السكان إلى حفر مثل هذه الآبار للتخلص من الفضلات ومياه التطهير أين يتواجد على مستوى كل بيت بالمنطقة بئر تقليدي للصرف. وكلما توسع العمران، وازدادت البيوت ازدادت معها هذه الآبار، إلى درجة أنها بعد امتلائها لم تعد صالحة للاستعمال ليضطر السكان إلى حفر أخرى أمام المنازل على عمق 2 إلى 3 أمتار. وقد انجرت عن ظاهرة الحفر مخاطر جسيمة كالانهيار الفجائي للآبار سواء داخل البيوت أو في الشوارع، خاصة عندما تمرّ مركبات ثقيلة فوق هذه الآبار المغطاة بالرمل وغير الظاهرة للعيان. وعلى صعيد متصل، سجلت مصالح الصحة والحماية المدنية عشرات الضحايا الذين قضوا في أعماق هذه الآبار المنهارة، منهم عائلات بكاملها كانت جالسة وسط بيوتها ردمت تحت الأرض فجأة، وماتت تحت ركام الرمال في عمق هذه الآبار. وتشير التحاليل المخبرية التي أجرتها مصالح الري والصحة إلى تلوث الطبقة السطحية بالمياه القذرة المصرفة من هذه الآبار التقليدية، حيث تنتج عنها عشرات الإصابات بمرض التيفوئيد كل عام ممتدة عبر أشهر السنة، مع زيادة ملحوظة في معدلات الإصابة خلال موسم الحرارة، حيث أكدت تقارير مصالح الصحة أن هؤلاء المصابين استهلكوا مياه السقي الفلاحي المختلطة بالمياه القذرة، كما أدت الرطوبة الزائدة الناتجة عن هذه الآبار، لا سيما في المواقع التي تشهد ظاهرة صعود المياه ووجود مياه السقي الزائدة، أدت إلى انتشار مرض الليشمانيوز، حيث تم تسجيل نحو 1600 إصابة في السنوات الأخيرة ناهيك عن أمراض الحساسية والأمراض الجلدية. وفي سياق متصل، تسبب حفر آبار السقي الفلاحي بطريقة غير شرعية في الأماكن البعيدة عن التجمعات السكانية والنائية عن مواقع صعود المياه، إلى جفاف مياه الطبقة السطحية، مثلما هو الحال في بلديات الرقيبة، قمار، حاسي خليفة وغيرها، حيث تعاني ثروة النخيل بها عطشا شديدا وماتت منها المئات من أشجار النخيل جراء استخراج المياه السطحية من العمق إلى سطح الأرض لسقي المزروعات خاصة البطاطس والخضروات التي تستهلك مياها كثيرة تستخرج من باطن الأرض بواسطة هذه الآبار غير المرخصة.