بلغت نسبة استهلاك قروض الدفع بولاية سكيكدة عند نهاية السنة المنصرمة 2011، نحو 15 في المئة. ورغم الاعتمادات المالية الضخمة التي رصدتها الدولة للولاية في إطار المخطط الخماسي 2010 -2014، وبرامج التنمية الكبيرة التي رصدت لقطاعات حيوية، التي عرفت ما بين سنة 2003 و2010 تأخرا كبيرا، إلا أن وتيرة التنمية وإنجاز البرامج المحققة ما زالت ضعيفة ودون مستوى الأهداف والطموحات المعلن عنها. وتشير التوقعات إلى أن الولاية لم تعرف على الأمد القصير على الأقل تحسنا كبيرا في نسبة إنجاز البرامج القطاعية والحيوية لاعتبارات وعوامل عديدة ومتعددة وأبرزها تراكم البرامج غير المحققة المندمجة في إطار مخططات التنمية السابقة، وبخاصة في إطار السكن بأنواعه الثلاثة الاجتماعي والتساهمي والريفي، من ذلك أن نسبة إنجاز المشاريع المسجلة في هذا القطاع الحيوي كانت عند بداية الثلاثي الأخير من السنة الماضية في حدود 16 في المئة، وهناك مشاريع لم يتم إنجازها منذ سنة 2005 وأخرى ألغيت نهائيا؛ بينما تعرف مشاريع سكنية منطلقة منذ هذه السنة بطئا كبيرا في الأشغال. ومقابل ذلك، لم تنطلق بالولاية سوى نهاية السنة الماضية برامج بحجم 11 ألف و500 سكن ريفي بعد جهود كبيرة، وهو كم برامجي محدود وضعيف ولا يلبي طلبات السكان القاطنين في المناطق الريفية والجهات الجبلية المعزولة بحكم عدم استفادة البلديات الريفية لأزمنة طويلة من أية مشاريع سكنية ريفية بسبب عدم توفر المواطنين على وثيقة الاستفادة من شهادة الملكية التي ظلت لعدة سنوات أحد العراقيل الكبرى. السكن الاجتماعي والتساهمي يعاني هو الآخر من صعوبات جمّة تتمثل في نفاد العقار الموجه للبناء وعدم توفر الولاية على مؤسسات حقيقية للإنجاز، قادرة على التكفل بحجم البرنامج المخصص للولاية، يضاف إليها غياب مكاتب دراسات حقيقية مؤهلة وذات تخصص عالي مع صعوبة الأراضي المعدة للبناء والتي تتشكل من أراض رخوة وغير صالحة للبناء، وتكلف مبالغ مالية طائلة تفوق 300 آلاف دج في المتر المربع الواحد. وتشير إحصائيات مديرية التعمير والبناء إلى ارتفاع طلبات السكان في النمط الاجتماعي والتساهمي إلى أكثر من 70 ألف سكن، مقابل 30 ألف كوخ وبناء قصديري و2000 سكن مهدد بالانهيار في المدينة القديمة. وتعاني البرامج المخصصة لقطاع الصحة العمومية، هي الأخرى، من تأخر كبير، لا سيما في ما يتعلق بمؤسسات الصحة الجوارية والعيادات المتعددة الخدمات وبعض المؤسسات الصحية الثقيلة بمقرات الدوائر والبلديات الكبرى. ولا يختلف حال التهيئة الحضرية عن السكن والصحة، حيث تعيش المدن الكبرى، لا سيما سكيكدة وعزابة والقل وتمالوس ومدينة الحروش في فصل الشتاء كوارث حقيقية، إذ تتحول ساحات وشوارع و أحياء بأكملها إلى أماكن معزولة عن المدينة. وبوجه عام، فإن وتيرة التنمية بالولاية غير مرضية في الوقت الراهن ولا تواكب حجم البرامج الضخمة المسندة للولاية في كل القطاعات.