قالت تقرير وكالات الأنباء العالمية، أمس، أن أعيان بلدة بني وليد قاموا بتعيين حكومة موازية لحكومة عبد الرحيم الكيب التي تمثل المجلس الانتقالي الليبي، في إشارة إلى امتداد حالة اللاستقرار في ليبيا إلى الصراع السياسي بعد أسبوع من المواجهات الدامية بين قوات المجلس الانتقالي والمواليين للنظام المخلوع. لا يزال الغموض يخيم على المشهد الليبي سواء من الناحية الأمنية وحتى السياسية، بينما يحاول المجلس الانتقالي الليبي نفي الأخبار التي تتحدث عن سيطرة فلول نظام القذافي على بلدة بني وليد، التي شهدت مواجهات دامية خلفت عدة قتلى في صفوف فوات المجلس الانتقالي، كما قال عبد الحكيم بلحاج قائد ثوار طرابلس الذي تحدث أمس لوسائل الإعلام الأمريكية، نافيا استيلاء أتباع نظام القذافي على مدينة بني وليد، وقال: ”إن الذي حدث هو خلاف بين مجموعة من الثوار مع مجموعة من سكان بني الوليد”. إلا أن تصريحات أعيان القبائل الليبية الغاضبة من أداء المجلس الانتقالي الليبي، أكدوا أن المواجهات سببها عودة فلول القذافي للسيطرة على المدينة وسط تأييد سكان المدينة الذين لم يعد يروق لهم أداء المجلس الانتقالي المتهم بسرقة ثمار الثورة الليبية واستغلال السلطة لتمرير أجندات خاصة، كما أكدت وكالة رويترز أن أعيان القبائل الليبية قاموا بتعيين حكومة جديدة لهم ورفضوا أي تدخل من السلطات في العاصمة طرابلس. وفيما دفعت التطورات الأخيرة بالعديد من سفراء ليبيا في الخارج إلى تقديم الاستقالة، حاول وزير الداخلية الليبي فوزي عبد العال إلى احتواء الأزمة من خلال تصريحات جديدة متهما أزلام نظام القذافي بخلاط أوراق الأمن، وقال عبد العال، في رسالة تليفزيونية: ”إن من يحرك الأحداث هم الأشخاص الذين يحسبون على نظام القذافي وإنهم يلعبون لعبة الموت بتحديهم لثوار 17 فيفري”. وأضاف أن ”أمن الليبيين فوق كل اعتبار وعليهم أن يعلموا جيدا بأننا نملك القدرة على سحقهم جميعا بقوة القانون وبقوة الثوار”. وأوضح أن ”بقايا نظام القذافي، هم نفس المجموعة التي كانت تقاتل عندما كان سيف القذافي متحصنا بمدينة بني وليد، وهي نفس المجموعة التي قاتلت الآن ونفس الأشخاص ونفس الوجوه مستخدمة الأسلحة الثقيلة ورشاشات الأغراض العامة”. جدير بالذكر أن مدينة بني وليد شهدت الأسبوع الماضي، مواجهات عنيفة خلفت عدة قتلى، كما سبق وأكد على ذلك رئيس المجلس المحلي لمدينة بني وليد مشيرا إلى أن عددا من ثوار ليبيا من كتيبة شهداء 28 ماي الذين قاتلوا وشاركوا في تحرير ليبيا، تعرضوا إلى هجوم عنيف. وتزامنا مع هذه الأنباء، قال المجلس الانتقالي الليبي أن المحكمة الجنائية الدولية وافق على محاكمة سيف الإسلام القذافي المعتقل لديهم منذ حوالي ثلاثة أشهر في ليبيا، وهو الأمر الذي نفته في لحظتها المحكمة الجنائية.