رفع أنصار العقيد المقتول القذافي، أمس، الأعلام الخضراء في بني وليد، كما اندلعت أعمال عنف غير مسبوقة بالعاصمة الليبية طرابلس، في أعقاب الزلزال السياسي الذي يهز، منذ أيام، أركان المجلس الوطني الانتقالي. في التفاصيل، سيطر عدد كبير من أنصار القذافي، أمس، وتضاربت الأنباء بشأن عددهم الحقيقي، على بني وليد، إحدى المدن التي ناصرته حتى مقتله، ورفعت الأعلام الخضراء بحسب شهود عيان، في المدينة. وقد أسفرت المواجهات عن مقتل خمسة أشخاص على الأقل وأصيب أكثر من 20 آخرين في اشتباكات عنيفة. وأشارت تقارير إخبارية إلى أن قاعدة للثوار سابقا تعرضت، أمس، للقصف من قبل أنصار القذافي. وقال قائد ثوار بني وليد، أمبارك الفطماني، إن مجموعة مجهولة من أنصار القذافي في المدينة يحاصرون مقر كتيبة شهداء 28 مايو، ويرفعون العلم الأخضر، مشيراً إلى أنهم ''يرددون الثلاثية المعروفة: الله.. ومعمر.. وليبيا بس''. وأوضح الفطماني أن المجلس الانتقالي أرسل طائرات مروحية لمساندة ثوار المدينة، وقال لصحيفة ''قورينا الجديدة'' إن المسلحين وزعوا، ليلة البارحة، مناشير يقولون فيها إنهم ''سيعودون قريباً وأنهم سيطردون الجرذان، حيث هناك اتفاق بين أنصار القذافي في المناطق المجاورة على أنه لو سيطروا على بني وليد، ستتم السيطرة على باقي المدن المجاورة''. اختطاف عقيد ومقتل موظف بالخارجية الليبية في طرابلس أما العاصمة طرابلس، فقد شهدت عدة أعمال عنف واختطافات غير مسبوقة، حيث تم اختطاف العقيد أحمد الزوي التابع لرئاسة أركان الجيش الليبي، منذ يومين لدى خروجه من قاعدة معيتيقة الجوية. وقال فتحي الفتيوري إن ''الزوي خرج من القاعدة بمفرده واختطف من قبل مجهولين تابعين للنظام السابق في طرابلس، بسبب معلومات يمتلكها عن تحركات بعض أنصار القذافي''. كما شهد حي بن عاشور بضواحي العاصمة الليبية طرابلس، ليلة الاثنين، انفجارات عنيفة متبوعة بطلقات نارية بأسلحة ثقيلة، حسبما أكده شهود لوكالة الأنباء الجزائرية. وأوضح سكان طرابلس أن ''هذه الانفجارات متكررة وتحدث تقريبا كل ليلة في المدينة''. ونتج عن هذه الأجواء المتوترة، مقتل شخص على الأقل وجرح خمسة آخرين في مواجهات بين سجين سابق وثوار سابقين في طرابلس. وقال مسؤول في المستشفى المركزي بطرابلس لوكالة الأنباء الفرنسية إن ''رجلا قتل وجرح خمسة آخرون، أحدهم في غيبوبة''. وأفاد شهود بشأن أسباب هذا النزاع المسلح، أن ''ثوارا سابقين نفد صبرهم من تصرفات سجين سابق أدين بارتكاب جريمة قتل وأفرج عنه نظام القذافي مع بداية الثورة الليبية، حاولوا اعتقاله لكنهم قوبلوا بمقاومة شرسة''. وقال بعض سكان الحي إن السجين السابق وشقيقه لجآ إلى منزلهما وأطلقا النار من مختلف الأسلحة، بما فيها قذائف ''أر بي جي'' وأسلحة رشاشة وقنابل يدوية، مؤكدين أن الرجلين قتلا كذلك أحد عناصر الثوار سابقا. وقال أحد أقارب جريح أصيب بقذيفة وخضع لعملية صباح أمس، إن ''الثوار سيطروا على الوضع بعد معركة دامت ساعتين ورفضوا مساعدة الجيش، مفضلين تصفية القضية بمفردهم''. وقبل ذلك، اعتصم العشرات من المواطنين الليبيين، أول أمس، وسط العاصمة لمطالبة المجلس الانتقالي ب''تصحيح مسار الثورة'' والتكفل بملف الأشخاص المفقودين والجرحى الذين خلفتهم الحرب الأخيرة. وتجمع العديد من المواطنين بميدان الجزائر وقرب فندق المهاري، حيث عقد اجتماع للمجلس العسكري المحلي لطرابلس، مطالبين أيضا باستبعاد رموز نظام القذافي من مناصب المجلس الانتقالي. وفي سياق متصل، ذكر مصدر أمني في طرابلس أن الدكتور عمر أمحمد بريبش، وهو موظف في الخارجية الليبية في القسم القانوني، قد قتل في ظروف غامضة، الخميس الماضي، عندما ذهب منفرداً إلى الزنتان استجابة لاستدعاء بغرض التحقيق معه، ومن ثمّ وجدت جثته مرمية وبها آثار تعذيب. وحسب وسائل إعلام ليبية أيضا، فإن السلطات السويسرية تعتزم تكليف نخبة من الجنود السويسريين المنتمين إلى وحدة للقوات الخاصة بمهمة الحفاظ على أمن ممثلية الكنفدرالية في العاصمة الليبية طرابلس. وأشار المتحدث الإعلامي باسم وزارة الخارجية السويسرية، أدريان سوللينبيرغير، إلى أنه لن يتم الإعلان عن عدد الجنود الذين سيرسلون إلى طرابلس ولا عن نوع الوحدة الخاصة التي ينتمون إليها، لأسباب أمنية. المحكمة الجنائية تنفي الموافقة على محاكمة سيف الإسلام في ليبيا وبخصوص قضية سيف الإسلام القذافي، ما يزال الجدل متواصلا بين السلطات الليبية ومحكمة الجنايات الدولية. فقد نفى المتحدث باسم المحكمة الجنائية الدولية، أمس، أن تكون المحكمة قد اتخذت قرارا بخصوص محاكمة سيف الإسلام في ليبيا أمام القضاء الليبي. وقال المتحدث باسم المحكمة، فادي العبد الله، إن ''المحكمة الجنائية الدولية لم تصدر قرارا بخصوص هذا الموضوع''، ردا على تأكيد وزير العدل الليبي، حميدة عاشور، بأن المحكمة الجنائية وافقت على أن تحاكم محكمة ليبية سيف الإسلام القذافي.