في خطوة خطيرة تنبئ بإمكانية انزلاق سوريا إلى حرب طائفية وتوجهها نحو التقسيم، طالب أكراد سوريا باستفتاء لتقرير مصيرهم بعد تغيير نظام الحكم في سوريا، وذلك عقب هجمات لجماعات علوية محسوبة على النظام خلفت قتلى من الطائفة السنية. يأتي ذلك تزامنا مع رفع الجامعة ليدها عن سوريا وسحبها لمراقبيها من دمشق وطرحها للملف السوري على مجلس الأمن الدولي، لتكون الجامعة بذلك قد فتحت الباب على مصراعيه أمام التدخل الأجنبي. طالب عدد من ممثلي الأكراد السوريين بإجراء استفتاء لتقرير مصيرهم في بلادهم، بعد تغيير النظام فيها، فيما رفض آخرون إقامة إقليم مستقل كالذي يتمتع به أشقاؤهم في العراق. وعقدت أكثر من 210 شخصيات كردية جاءت من 25 دولة أجنبية، مؤتمرا في أربيل حضره رئيس إقليم كردستان العراق الشمالي مسعود بارزاني، لبحث مستقبلهم في سوريا. وقال حمد درويش سكرتير الحزب التقدمي الكردي في سوريا، ردا على سؤال حول طموحهم بإقامة إقليم مشابه لكردستان العراق ”في سوريا لن نحصل على نفس الشيء الذي لدى أكراد العراق لأن الظروف مختلفة”. وأضاف ”نطالب بأن تثبت حقوقنا الوطنية في الدستور واأ يوافق عليها إخواننا العرب” في سوريا. ويمثل الأكراد تسعة بالمئة من الشعب السوري. وهناك 12 حزبا كرديا محظورا، كلها علمانية وأكثرها تأثيرا حزب يكيتي والحزب الديمقراطي الكردي في سوريا (بارتي) وحزب يزيدي الكردي والاتحاد الديمقراطي (القريب من حزب العمال الكردي). ومن جانبه، قال عبد الحكيم بشار سكرتير الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا، إن ”الشعب الكردي في سوريا سوف يقرر ما يريد وحق تقرير المصير يعني إجراء استفتاء للشعب الكردي ليقرر ما يريد وفق مبدأ اللامركزية”. وفي سياق آخر رفعت الجامعة العربية يدها نهائيا عن سوريا وسلمت الأزمة السورية إلى مجلس الأمن حيث علقت جامعة الدول العربية مهمتها للمراقبة في سوريا بسبب” تزايد العنف” في خطوة وصفتها دمشق بأنها محاولة لتشجيع تدخل اجنبي في وقت تجد فيه صعوبة في قمع تمرد مستمر منذ تسعة اشهر ضد حكم الرئيس بشار الاسد. واتخدت الجامعة العربية هذا القرار يوم السبت بعد ايام من توجيه الجامعة العربية دعوة للاسد للتنحي وافساح الطريق أمام حكومة وحدة وطنية. وسوف تحمل الجامعة خطة سلام عربية إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة هذا الأسبوع. وقال التلفزيون السوري نقلا عن مسؤول حكومي أن سوريا تأسف وتستغرب لقرار الجامعة العربية تعليق عمل بعثة المراقبين التابعة لها في البلاد. وأضاف في خبر عاجل أن هذا الأمر سيكون له تأثير سلبي ويشكل ضغطا على مجلس الأمن بهدف الدعوة للتدخل الأجنبي وتشجيع الجماعات المسلحة على زيادة العنف. ولكن فرنسا التي تزعمت دعوات القيام بعمل دولي أقوى بشأن سوريا، قالت أن قرار الجامعة العربية أكد الحاجة للعمل. وناقش مجلس الأمن الدولي يوم الجمعة مسودة قرار اأروبي - عربي جديد يهدف إلى وقف إراقة الدماء وتغيير نظام الحكم ورفضته روسيا. وقالت بريطانيا وفرنسا أنهما تأملان أن يعرض مشروع القرار الخاص بسوريا للتصويت هذا الأسبوع. وانضمت روسيا إلى الصين في استخدام حق النقض (الفيتو) ضد مسودة قرار غربي سابق في أكتوبر وقالت إنها تريد عملية سياسية تقودها دمشق لا ”نتيجة تفرضها الجامعة العربية لعملية سياسية لم تحدث بعد” أو ”تغييرا للنظام” على النمط الليبي.