نشط، صبيحة أول أمس، عدد من الفاعلين في الحقل السينمائي، من مخرجين، منتجين، كتّاب سيناريو وممثلين، ندوة إذاعية ناقشت واقع الكتابة السينمائية في الجزائر، حيث أجمع هؤلاء على أنّ الوضع السينمائي في الجزائر يعرف تراجعا كبيراً مقارنة بما كانت عليه السينما الجزائرية في السبعينات والثمانينيات. بداية النقاش الذي بث عبر القناة الإذاعية الأولى، طرح إشكالية أهمية التكوين في مجال الكتابة السينمائية، التي تختلف عن غيرها من الكتابات الأدبية الأخرى، حيث أوضح المشاركون في اللقاء وهم الروائي الدكتور أمين الزاوي، لمين مرباح، أحمد راشدي وبوعلام عيساوي، على أنّ غياب التكوين المتخصص في الكتابة السينمائية أو المسرحية هو الذي حدّ من رغبة المخرجين والمنتجين في تمويل نصوص هؤلاء، معتبرين أنّ كتابة السيناريو تخضع لقواعد وتقنيات محددة، وهو ما دفع بهؤلاء إلى تأكيد بضرورة إدخال فرع جديد بالمعهد العالي لفنون العرض والسمعي البصري من أجل دراسة ”كتابة السيناريو”، وفق الأسس الصحيحة، بالإضافة إلى تنظيم ورشات تكوين يقوم بها مختصون في الجزائر وخارجها، حتى يتسنى لهؤلاء فرصة الإطلاع على طريقة كتابة السيناريو. وقد أثار المشاركون في الندوة الإذاعية هذه، إشكالية غياب لغة سينمائية تحاكي المشاهد بلغته اليومية، كما هو الشأن في السينما السورية والسينما اللبنانية والسينما المصرية، وحتى الخليجية، التي باستطاعتها أن تستقطب المشاهد مهما كانت درجة وعيه السينمائي، وهو ما نوّه إليه الروائي أمين الزاوي الذي قال بأنّ الارتقاء بالأدب الروائي والفن التشكيلي سيساهم لا محالة في إعطاء سينما راقية، وأعطى المتحدث أمثلة عن ذلك من خلال أعمال نجيب محفوظ التي تحوّلت إلى أعمال سينمائية في مصر وأعمال الروائي الإيطالي الشهير ألبرتو مورافيا التي تحوّلت إلى أشهر الأعمال السينمائية في إيطاليا وغيرهم من كبار الكتّاب الروائيين العالميين الذين تحوّلت أعمالهم الأدبية إلى أعمال سينمائية. وأشار الزاوي في معرض حديثه عن واقع الكتابة السينمائية، إلى ضرورة امتلاك السيناريست لثقافة أدبية واسعة ودراية بعوالم السينما حتى يساعد هو بدوره في إنجاح العمل السينمائي. وقد رفض عدد من كتّاب السيناريو الذين شاركوا في هذا اللقاء، تحمّل مسؤولية فشل العمل السينمائي التي عادة ما يقوم المخرج أو المنتج السينمائي بتحميلهم إيّاها، في حال لم يرق العمل إلى المستوى المطلوب، واعتبر هؤلاء ممن أتيحت لهم الفرصة للحديث عن هذه الإشكالية إلى أن كاتب السيناريو في الجزائر لا يزال يعاني من التهميش، حيث يصاب هؤلاء بخيبة أمل كبيرة حين يجدون أن المنتج هو المخرج وهو السيناريست وهو المدقق وكل شيء في العمل، وحين يطالبهم الجمهور بتبرير هذا التصرف يحمّلون كتّاب السيناريو المسؤولية أيضا. يذكر أنّ هذه الندوة برمجت في إطار فضاء ”لقاء السينمائيين”، الذي يقدم مرّة كل شهر بمقر الإذاعة الوطنية الأولى، وهو فضاء يناقش كل مرّة مشكل من مشاكل الفن السابع، لكن يعاب على البرنامج حسب ما عبّر عنه عدد من الفاعلين في الوسط السينمائي في حديث لهم مع ”الفجر” أن معدّي البرنامج ينتهجون سياسة الإقصاء اتجاه الفاعلين الحقيقيين في هذا الوسط.