يتأكد للمتتبع للأعمال الفنية التلفزيونية او المسرحية كما السينمائية في بلادنا ،وبمصادقة أبرز الفنانيين العاملين في هذه الحقول أن كاتب السيناريو في الجزائر ليس إلا حلقة ضعيفة في قطاع السمعي البصري، بعد أن أضحى السيناريو مجرّد وثيقة إدارية حولت كاتبها لرجل ظل، عكس ما نجده في الكثير من الدول العربية التي يعتبر فيها السيناريو عصب العمل الفني. ''الحوار'' استطلعت راي بعض العاملين في القطاع السمعي البصري حول واقع كتاب السيناريو في الجزائر فكانت لها هذه الورقة. الكاتب عز الدين ميهوبي: ''لابد لكاتب السيناريوأن يكون قارئا جيدا'' أوضح الروائي وكاتب السيناريو''عز الدين ميهوبي'' في حديثه عن واقع السيناريست في الجزائر حاجة السينما الجزائرية لكتاب نصوص في المستوى، مؤكدا على اهمية العودة الى النصوص الروائية الناجحة وتحويلها إلى أعمال درامية أو مسرحية. كما اشترط ميهوبي ضرورة أن يكون كاتب السيناريو قارئا جيدا للأدب ومواكبا لحركة الإنتاج المسرحي والسينمائي والتلفزيوني. ويقر ميهوبي أن غياب كتّاب السيناريو في الجزائر هو ما جعل الأدباء يحلّون محلّهم، وذلك بسبب غياب جسور التواصل فيما بين الأدباء وكتّاب السيناريو، وهو ما تسبب في شرخ عميق أثّر سلبا على مستوى أدائنا الفني والثقافي بصفة عامة. وتساءل ميهوبي مستغربا ''هل الذين يكتبون السيناريو يقرأون ويتابعون حركة الأدب في الجزائر؟ ليصل للجزم باستسهال صناع السيناريو لعملهم الذي يكون مآله الفشل لا محالة. المخرج لمين مرباح: ''هناك إرادة سياسية واضحة تسعى للنهوض بهذه القطاعات الحيوية'' أوضح المخرج الجزائري لمين مرباح أن كتابة السيناريو حالة فنية جديدة في الجزائر لا يمكنها مواكبة حركة الكتابة في الدول العربية، ذلك أن اغلب كتابنا عصاميون ولا يفقهون أدنى أبجديات الكتابة رغم محاولاتهم المستميتة لتفعيل المشهدين الثقافي والفني في الجزائر، في ظل غياب مدارس التكوين وندرة النماذج الناجحة في هذا المجال والتي كان من الممكن أن تلعب دورا مهما في تكوين المواهب الشابة وتصويب ممارستها وفق مناهج أكاديمية. وارجع مرباح سبب تخلفنا في مجال كتابة السيناريو الى ما اسماه بحالة الشلل التي طالت كل المؤسسات الفنية في الجزائر خلال العشرية السوداء، وهو ما أثّر سلبا على الحركة المسرحية والسينمائية والتلفزيونية، مقارنة بنظيرتها في الدول العربية. وأكد مرباح انه لمس في الفترة الأخيرة إرادة سياسية تسعى إلى النهوض بهذه القطاعات الحيوية، يأتي في مقدمتها مشروع قانون السينما الذي يطرح لأول مرة منذ سنوات أمام البرلمان تحت إشراف وزيرة الثقافة خليدة تومي. المخرج أحمد راشدي: إشكالية غياب كتّاب السيناريو زائفة لا محل لها من الصحة أكد المخرج الجزائري احمد راشدي أن الإشكالية المطروحة بخصوص غياب كتّاب السيناريو في الجزائر مجرّد إشكالية زائفة لا محل لها من الصحة. قبل أن يضيف أنّ الإشكالية الجوهرية او عصب المشكل، كما قال، يكمن في تعلم تقنيات شروط ومقاييس كتابة السيناريو. واكد راشدي ان الروائيين والقاصين هم وحدهم القادرون على اخذ هذه التسمية على محمل الاحترافية، كونهم يملكون القدرة على خلق الشخصيات وبناء الأحداث بما من شأنه تكوين فكرة تمس الخاص والعام والاهتمام اكثر بتقنيات كتابة السيناريو، وهو ما اعتبره راشدي الحل الامثل لفك شلل السيناريو في الجزائر. ومن جهة أخرى أكد صاحب رائعة ''بن بولعيد'' أن الصيغة التي تحتكم إليها اللعبة الإنتاجية حاليا ،تفقد العمل أمورا عديدة، ذلك أن الجزائر لا تملك منتجين حقيقيين بل منتجين منفذين، يخضعون لدفتر شروط واحد، وعليه يصبح كاتب السيناريو مقيّدا بميزانية محددة وفترة زمنية معينة لا يمكن تجاوزها.