تسببت الثلوج الكثيفة المتساقطة منذ نحو أسبوعين على غالبية المناطق بولايتي أم البواقيوخنشلة والتي بلغ سمكها في الأعالي والجبال أزيد من 5 أمتار كاملة، في محاصرة الجماعات الإرهابية المسلحة، التي تتخذ من الجبال الوعرة لهذه المناطق معقلاً لها ومخابئ تجنبها ملاحقات قوات الجيش. كشف مصدر عسكري محلي ل”الفجر”، أن وحدات الجيش الشعبي الوطني عثرت أواخر الأسبوع الماضي بجبال خنشلةوأم البواقي على 10 جثث مجمدة بالكامل يُعتقد أنها لإرهابيين قد قضوا بردا وجوعا، كما تم العثور على كمية من الأسلحة والذخيرة الحية. وقد تم نقل الجث إلى مصلحة حفظ الجثث بمستشفيي بوسحابة بخنشلة ومحمد بوضياف بأم البواقي، حيث سيتم إخضاعها للتشريح الطبي لمعرفة أسباب وتوقيت وفاتها. ولقد فاجأت الجماعات الإرهابية موجة البرد القارس والثلوج الكثيفة. وما زاد في تفاقم المشكل أكثر عند الإرهابيين أن قوات الجيش هدمت خلال عمليات التمشيط الأخيرة عبر الشريط الحدودي لولايات أم البواقي، خنشلة وتبسة مخازن مؤونة مهمة للإرهابيين، إضافة إلى المستشفيات المتنقلة التي تمكنت الأجهزة الأمنية من تحديدها وتدميرها، لتعزل بالتالي الثلوج الجماعات الإرهابية بالمناطق التي تتمركز بها، وتحرمها من تلقي المؤونة من جماعات الدعم والإسناد، لصعوبة الوصول إلى مخابئها، بسبب الطرق المقطوعة، لتجد نفسها عرضة للبرد والجوع، غير مستفيدة من مداخيل عمليات الاختطاف التي استهدفت المقاولين ورجال الأعمال في السابق.