قالت مصادر أمنية إن الثلوج المتهاطلة مؤخرا على أغلب ولايات الوطن، تحاصر الجماعات الإرهابية المسلحة، التي تتخذ من الجبال الوعرة بمناطق الوسط الممتدة حتى الجلفة خاصة كل من بومرداس، تيزي وزو، البويرة والمسيلة التي أضحت تمثل المعاقل الرئيسة لها هي مخابئ تجنبها ملاحقات قوات الجيش، سيما وأن قوات الأمن دمرت خلال الأشهر الأخيرة “كازمات” استراتيجية للجماعات المسلحة، منها ما يعود إنشائها إلى أزيد من 15 سنة. وقالت مصادر “الفجر” إن الجماعات الإرهابية فاجأتها موجة البرد القارس والثلوج التي تجاوزت مستوى الاحتياطات المتخذة، وما فاقم المشكل أكثر عند الإرهابيين أن قوات الجيش هدمت خلال عمليات التمشيط الأخيرة مخازن مؤونة مهمة للإرهابيين، خاصة بمنطقة بومرادس بعضها يعود تاريخ تشييده إلى 15 سنة خلت، إضافة إلى المستشفيات المتنقلة التي تمكنت الأجهزة الأمنية من تحديد مواقعها وتدميرها خاصة على مستوى يسر وسي مصطفى التي تناوبت في احتضان المعدات الطبية فرارا من الملاحقات الأمنية. وأضافت ذات المصادر أن مصالح الأمن بولاية مسيلة تلقت شكاوى من مواطنين بمناطق نائية تؤكد محاولة بعض المسلحين اقتحام مساكنهم للحصول على مواد غذائية وأفرشة، وفيما نجح البعض في صدهم، اضطر البعض الآخر للرضوخ إلى مطالبهم تحت التهديد بالسلاح الناري. وأفادت مصادر أمنية على صلة بملف الجماعات المسلحة، بولاية تيزي وزو، بأن الثلوج عزلت الجماعات الإرهابية بالمناطق التي تتمركز بها، خاصة ب”تمزريت”، “أورياشة و”سيدي علي بوناب” بين تيزي وزو وبومرداس، وحرمتها من تلقي المؤونة من جماعات الدعم والإسناد، لصعوبة الوصول إلى مخابئها، بسبب الطرق المقطوعة، لتجد نفسها عرضة للبرد والجوع، غير مستفيدة من مداخيل عمليات الاختطاف التي استهدفت المقاولين ورجال الأعمال والمغتربين. الأتربة المبللة تعطل تقنية تفجير القنابل التقليدية وأكدت مصادرنا أن سوء الأحوال الجوية والتربة المبللة جمدت تفجير القنابل التقليدية بسبب صعوبة التحكم في بعض أنواعها، حيث تعطل مفعولها نهائيا أو تغير توقيت تفجيرها، حيث اضطرت الجماعات الإرهابية المسلحة وحتى تلك التي تعودت ارتكاب مجازرها بين الفينة والأخرى إلى انتظار نهاية موجة البرد للعودة إلى نشاطها الإجرامي، وذلك بعدما فرضت عليها الأمطار والثلوج المكوث في أماكنها حرصا على البقاء على قيد الحياة خاصة مع استحالة اعتداءاتها بواسطة القنابل التقليدية لأن هذه الأخيرة تصبح معطلة وغير قابلة للتفجير نتيجة تجمد فتيلها الذي يعجز عن الاشتعال بفعل الأتربة المبللة التي تمنعه من ذلك. رقم أخضر للمواطنين للتبليغ فقط عن الاعتداءات الإرهابية في السياق، سارعت وزارة الدفاع الوطني إلى تحذير المواطنين من الخطر الذي من الممكن أن يحدثه الإرهابيون الذين يعيشون أصعب أوقاتهم بسبب الأوضاع الجوية السيئة والتي حصرتهم في كهوفهم ومغاراتهم دون مأوى، وعملت على تخصيص رقم أخضر للمواطنين هو 1590 للتبليغ عن الاعتداءات المحتملة لتأمين المؤونة. عجلت وزارة الدفاع الوطني إلى مخاطبة المواطنين عبر رسائل قصيرة “أس أم أس” تحثهم فيها على التبليغ عن أي تهديد إرهابي يخطط له تنظيم ما يعرف بالجماعة السلفية للدعوة والقتال التي يتزعمها عبد المالك دروكدال المدعو “أبو مصعب عبد الودود”، ودعتهم إلى المشاركة في القضاء على هذه الفلول التي تؤثر على الأمن الوطني، وتهدد استقرارهم، مطالبة إياهم بإخطار الأجهزة الأمنية بتحركات أتباع “عبد المالك قوري” و”الفرماش” وآخرين حاصرتهم الثلوج في مخابئهم طيلة أزيد من أسبوع، ورفعت من احتمال لجوئهم إلى المواطنين بغية ابتزازهم وإجبارهم على إمدادهم بقارورات الغاز التي تبقى مفقودة ويزداد الطلب عليها يوما بعد آخر، ومعها المواد الغذائية خاصة الجافة منها كالبقول وأكياس السميد لعدم الموت جوعا وذلك قبل هبوب موجة الصقيع الثانية التي أشارت إليها مصلحة الأرصاد الجوية، خاصة القاطنين بالقرى والمداشر وكذا الجبال، ولاسيما جبال جراح و”لالا أم سعد” الواقعة بين البويرة وبومرداس، وكذا سيدي علي بوناب الذي تغطيه الثلوج بسمك زاد عن المترين. وعملت وزارة الدفاع على وضع الخط المجاني الأخضر 1590 في تصرف المواطنين من باب أن عملية الإبلاغ عن تحركات الإرهابيين التي تكون بفعل الأوضاع المناخية المتردية مفضوحة من باب تأدية الواجب الوطني الذي يفرض على المواطنين مساعدة من يشكون تهديدات الإرهابيين، ويعملون على مساندة قوات الجيش التي ترابط في الجبال للقضاء على آخر الفلول التي تحاول إنعاش تنظيمها الذي لم يستطع مقاومة شدة البرد والصقيع خاصة بالمرتفعات التي يتواجدون بها، والذي دفع بذات القوات إلى التدخل لإنقاذ المواطنين المحاصرين.