دعا الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى المشاركة الشعبية الواسعة في الانتخابات التشريعية المقبلة، الموعد الذي وصفه بالتاريخي الذي لايقل أهمية عن ثورة نوفمبر، مؤكدا بصريح العبارة أن نجاح هذه الانتخابات يعفي الجزائر مما هو مخفي وعدم نجاحها يضع مصداقية البلاد في الميزان وهي المصداقية التي لا يحق لأي كان التلاعب بها حسب بوتفليقة. خصص الرئيس بوتفليقة خطابه بمناسبة الذكرى المزدوجة لتأميم المحروقات وتأسيس الاتحاد العام للعمال الجزائريين بوهران للحديث عن ملفات الانتخابات التشريعية المقبلة، الشباب والمرأة، ولإبراز أهمية الموعد الذي يأتي بعد سنة من الإصلاحات السياسية والتشريعية التي يباشرها، شبّه الرئيس التشريعيات المقبلة ببيان أول نوفمبر، كما اعترف الرئيس بأن أعين العالم بجميع تياراته متجهة نحو الجزائر ما جعله يجزم بأن نجاح هذه الانتخابات قد يعفي الجزائر مما هو مخفي في إشارة منه إلى التآمر الأجنبي، مضيفا في ذات السياق “وإذا لم تنجحوا فمصداقية البلاد في الميزان” وهي المصداقية التي قال إنه لا يحق لأي كان التلاعب بها. واعترف الرئيس بوتفليقة بأن الأمور اليوم عسيرة على الجميع ولابد من الأخذ بعين الاعتبار هذه المعطيات الجديدة و”لابد أن نتأقلم معها حتى لا تلتهمنا”، مشيرا إلى أن الجزائر “تؤثر هنا وتؤثر هناك ونتأثر بما فينا وبما يأتينا من الخارج ولكن في نفس الوقت لا نخرج عن سياق ثقافتنا الاجتماعية وتاريخنا النضالي”، مؤكدا أن “الوقت جد صعب وليس عبثا أن تكون التشريعيات لا تقل أهمية عن بيان أول نوفمبر 1954”. وقال الرئيس بخصوص ذات الملف إن الانتخابات المقبلة ليست كغيرها من الاستحقاقات لأنها فاصل بين عهد وآخر، وأشار المسؤول الأول في البلاد إلى ضرورة المشاركة الواسعة، ما جعله يقول “إذا أردتم الإصلاح والتغيير غيروا الأمور”. ورافع الرئيس من نفس المكان لإنجازاته منذ وصوله إلى سدة الحكم في انتخابات 1999 وأشار إلى أن المديونية كانت تهدد سيادة واستقلال البلاد بما تجره من آثار على الوضع الداخلي والخارجي، مضيفا أن الجزائر تخلصت من عبء المديونية بفضل الشعب الجزائري، إلى جانب عودة الأمن والاستقرار في كل ربوع الوطن، ويرى الرئيس بوتفليقة أنه “آن الأوان لنتصالح مع أنفسنا ونعرف ما هو لنا حق وما هو علينا واجب”، ما جعله يتساءل “ما فائدة الدستور إذا تم التشبث بالحقوق ونسيان الواجبات”. ولدى تطرقه لفئة الشباب أكد الرئيس بوتفليقة على أن الشباب “محظوظ” مقارنه بالأسلاف الذين عانوا من ويلات الاستعمار، مضيفا “لابد أن أكرر أن للشعب الجزائري مسؤولية جماعية لكن مستقبل الشعب الجزائري مرهون بالشبيبة” داعيا الشباب إلى المشاركة في الحياة السياسية كناخبين ومنتخبين. من جهة أخرى، أشاد رئيس الجمهورية بصمود المرأة خلال فترة العشرية السوداء قائلا في هذا الصدد إنه “لو فشلت المرأة آنذاك لفشل المجتمع برمته”، واعترف بوتفليقة بأن المجتمع “لازال متخلفا بأفكاره القديمة ورؤيتة الدونية للمرأة”، وجدد بوتفليقة في ملف المرأة الحديث عن ضرورة إعطائها الفرصة لتبرهن على قدراتها.