دعا رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة الجزائريات والجزائريين الإقبال بقوة على اختيار منتخبيهم في الاستحقاقات التشريعية المقبلة، حرصا منه على استغلالهم الفرصة ليختاروا الأحسن والأكفأ من المرشحين وحتى لا يتركوا المجال لمن يختار بدلهم ويسطر مستقبلهم في ظل غيابهم، مشددا على الشباب الجزائري بالمشاركة الفعلية في الحياة السياسية سواء بالترشح أو الإقبال على صناديق الاقتراع معولا بقوة عليهم، حاسما في مسألة تسخير كل الإمكانيات وتهيئة الظروف من اجل ضمان حياد الإدارة وتعزيز العوامل التي تساهم بشكل جيد في نزاهة وشفافية هذا الموعد السياسي الهام حتى نعطي أحسن الدروس للعالم . قدم رئيس الجمهورية خلال خطاب مطول ألقاه في القاعة المتعددة الرياضات ببلدية آرزيو بوهران في الذكرى المزدوجة لتأسيس الإتحاد العام للعمال الجزائريين وتأميم قطاع المحروقات سلسلة من التوجيهات للجزائريين محددا الرهانات ومسلطا الضوء على التحديات التي يواجهها الشعب الجزائري بنجاح، عندما خرج عن نص الخطاب، حيث اعتبر أن الاستحقاقات الانتخابية التي لا يفصلنا عنها سوى عدة أسابيع ليست كسابقاتها على اعتبار ان أعين العالم كلها متجهة نحو الجزائر في هذا الموعد السياسي الذي يكتسي أهمية كبيرة، مرددا عبارة بنبرة تشديدية وتأكيدية أنكم إذا نجحتم في هذه الانتخابات عفاكم الله مما هو مخفي وإذا لم تنجحوا مصداقية البلاد في الميزان، ليكررها مرة ثانية «.. مصداقية البلاد في الميزان..»، واصفا المرحلة الراهنة بالصعبة كوننا نعيش في عالم جد عسير على الجميع «ومطلوب منا اليوم التأقلم مع المعطيات الجديدة حتى نتفادى خطر التهامها لنا وعلى اعتبار أننا نتأثر داخليا وبما يأتينا من الخارج لكن مع المحافظة على ثقافتنا الاجتماعية وتاريخنا النضالي. وشهدت القاعة المتعددة الرياضات بآرزيو تجاوبا كبيرا بين السيد الرئيس والعمال والعاملات الحاضرين في ظل الهتافات الحماسية والتصفيقات الحارة كلما تطرق رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة إلى المسائل الحساسة والمفصلية، ومن خلال تشريحه للقضايا الراهنة المهمة في الصميم خاصة خلال تصريحه بان الاستحقاقات التشريعية القادمة ليست كغيرها من الانتخابات، لأنها أضاف رئيس الجمهورية مؤكدا بأنها موعد انتخابي فاصل بين عهد وعهد آخر، مشيرا في ذات المقام إلى أن الانتخابات تتمثل في المشاركة الفعلية، ومن هو ضد يقول «أنا ضد» ومن يوافق يصرح بذلك وحتى لا نترك الأمور لمن يلففها، ويقال «ان للكعبة رب يحميها»، واستطرد رئيس الجمهورية مخاطبا الحاضرين والجزائريين على حد سواء إذا أردتم الإصلاح والتغيير غيروا الأمور مستحضرا في هذا المقام الآية القرآنية الكريمة «إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم» والذي يضع كل واحد في المكانة «التي تليق به وتليق بكم» واعتبر الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الواثق في وعي الشعب الجزائر لتبني الاختيار الصائب أن الأحزاب السياسية تتمثل في البرامج ونوعية المترشحين والمترشحات لكنه استطرد يقول في سياق متصل «يبقى كل واحد حر في اختياره». إذا كانت الحركة الجمعوية موجودة فيجب أن تبرهن وصبت توجيهات رئيس الجمهورية من أجل تنظيم استحقاقات تشريعية نموذجية من حيث النزاهة والشفافية من خلال وقوفه على دور الحركة الجمعوية في المجال التحسيسي حيث أشار السيد الرئيس إلى أنه إذا كانت الحركة الجمعوية موجودة فيجب أن تبرهن بشكل فعلي أنها موجودة من خلال هذه الانتخابات. وخاطب السيد الرئيس على هامش النص المكتوب فئة الشباب، تارة موجها وناصحا وتارة أخرى مراهنا وواثقا في قدراتهم حيث قال لهم «ياشباب الجزائر إنكم ذخيرة الأمة وصناع الأمل، فلا تفوتوا الفرصة وحتى تبرهنوا أنكم جيلا أكثر علما وإقداما، ولأنكم ستجدون في الحياة السياسية قناعتكم..» وواصل رئيس الجمهورية في ذات السياق ليؤكد أن مستقبل الجزائر مرهون بهذه الفئة ودعاهم مشددا على ضرورة مشاركتهم في الموعد التشريعي المقبل كناخبين ومنتخبين، مبديا قناعته التي تمليها حنكته وتجربته حيث قال«... لابد أن اكرر أن للشعب الجزائري مسؤولية جماعية لكن مستقبل الشعب الجزائري مرهون بالشبيبة، «فهذا الشعب إذا أحسن الاختيار نتفاءل بالمستقبل وإذا أساء الاختيار فالله يستر»، وأطلق عبارة «البابور غرق» على حد مقولة بن عيسى (مسرحي جزائري). وعاد الرئيس بوتفليقة ليذكر أن الشباب اليوم محظوظ مقارنه بالأسلاف الذين عانوا من ويلات الاستعمار. وعبر القاضي الأول في البلاد عن ثقته في المرأة الجزائرية بالنظر إلى التضحيات وأشواط مسار الاحتراق الذي قطعته، وحاول الإنتصار للتضحيات والمستوى الذي ارتقت إليه المرأة عندما صرح يقول بما فيها فترة العشرية السوداء «لو فشلت المرأة آنذاك لفشل المجتمع برمته». وتأسف السيد الرئيس بشكل ضمني عندما تطرق إلى الأفكار القديمة التي تتسبب في الرؤية الدونية، لكنه أعلن عن قناعته التي تؤمن بمكانة المرأة والدور الذي يمكن أن تلعبه بفضل حكمتها في حل المشاكل، وأمر بمنحها الفرصة حتى تفجر طاقاتها.