دعا الرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الشباب الجزائري إلى المشاركة في الانتخابات المقررة يوم 10 ماي القادم و عدم تفويت الفرصة لتأكيد انخراطهم"القوي"في الحياة السياسية. و وسط أجواء،ميزتها تصفيقات الحضور، ألقى الرئيس بوتفليقة خطابا بأرزيو في وهران ، بمناسبة الذكرى المزدوجة لتاميم المحروقات و إنشاء الاتحاد العام للعمال الجزائريين،بدا فيه متخوفا من العزوف الانتخابي،خلال التشريعيات المقبلة، و قال بوتفليقة،أن شباب الجزائر هو"الرهان الأكبر في مستقبل البلاد و منه على الخصوص من يشارك أول مرة في الانتخابات". و وصف الرئيس بوتفليقة الشباب أنهم"ذخيرة الأمة صناع الأمل و مشاعل الغد الزاهر قادرون على رفع التحدي كما فعل أسلافكم من إبطال و شهداء"داعيا إياهم إلى عدم تفويت الفرصة المواتية ليبرهنوا على أنهم"جيل أكثر وعيا و أقداما و التزاما. و دعا رئيس الدولة الشباب إلى أن لا يفوتوا الفرصة لتأكيد انخراطهم القوي في الحياة السياسية مضيفا أنهم بذلك يجسدون قناعاتهم و طموحاتهم و يساهمون في ترقية مبادئ الجمهورية و قيمها و بلوغ مجتمع الحداثة المنشود الذي يصبون إليه. بينما أشاد الرئيس بوتفليقة بالجالية الوطنية بالخارج وب'التزامها الدائم في أداء واجبها الوطني"داعيا إياها الى المشاركة "الواسعة"في الانتخابات المقبلة. فيما دعا إلى إحداث قطيعة حقيقية عبر خصوصا انخراط أكبر للشباب في الحياة السياسية لبناء مجتمع حديث. موضحا أن الإنتخابات التشريعية القادمة "فرصة تاريخية لا تقل أهمية عن أول نوفمبر 1954" مبرزا أن أعين العالم كلها متجهة للجزائر و"إذا نجحتم في هذه الانتخابات عفاكم الله مما هو مخفي وإذا لم تنجحوا فمصداقية البلاد في الميزان". كما قال رئيس الدولة أن "الانتخابات المقبلة ليست كغيرها من الاستحقاقات السابقة بل موعد انتخابي فاصل بين عهد وعهد أخر"داعيا الى مشاركة واسعة للناخبين حيث أن"الإنتخابات هي المشاركة و من هو ضد يقول أنا ضد و من هو مع يقول أنا مع لكن لا نترك الأمور تسير لوحدها و نترك الأمور لمن يلففها ويقال أن للكعبة رب يحميها.قائلا"إذا أردتم الإصلاح والتغيير غيروا الأمور" . وأشار بوتفليقة أن "من وراء الإنتخابات هو الاختيار الجيد الذي يضع كل واحد في المكانة التي تليق به كما أن الأحزاب السياسية هي برامج و نوعية المترشحين والمترشحات ويبقى كل واحد حر في اختياره". كما تطرق رئيس الدولة إلى دور الحركة الجمعوية في التحسيس بأهمية الموعد الانتخابي المقبل بقوله"إذا كانت الحركة الجمعوية موجودة فلا بد أن ترينا أنها موجودة بمناسبة هذه الإنتخابات". و قام الرئيس بوتفليقة بزيارة تفقد وعمل لولاية وهران حيث أشرف على تدشين و وضع حجر الأساس لعدد من المنشآت الاجتماعية والإقتصادية ذات تأثير مباشر على تحسين الظروف المعيشية لمواطني عاصمة غرب الوطن. كما اشرف ببلدية بئر الجير على تدشين خزان بطاقة تقدر ب ألف متر مكعب ضمن مركب تحويل المياه الصالحة للشرب عبر رواق مستغانم-أرزيو-وهران"ماو"قبل أن يضع حجر الأساس لمشروع إنجاز 18.522 مسكن عمومي إيجاري تندرج ضمن برنامج يشمل 21 ألف وحدة سكنية من نفس النمط موزعة عبر الولاية.كما قام بوضع حجر الأساس لمشروع إنجاز 3 ألاف مقعد بيداغوجي لكلية العلوم بحي بلقايد. أشرف رئيس الجمهورية على تدشين مركز تطوير الأقمار الاصطناعية التابع للوكالة الفضائية الجزائرية إلى جانب زيارة القاعدة البحرية لمرسى الكبير. ويعتبر الرئيس بوتفليقة أن تواجد المرأة بالمجالس المنتخبة"دون المستوى المرجو" وبعيدا عن الأهداف المرجوة والرامية الى تمكين المرأة سياسيا واقتصاديا وذلك على الرغم من المكاسب العديدة التي حققتها، مشيرا إلى عدم بلوغ مشاركة المرأة في الحياة السياسية المستوى المرجو كان الدافع الى التعديل الاخير للدستور (نوفمبر 2008) الذي أضيفت اليه مادة جديدة تنص على ضرورة"ترقية الحقوق السياسية للمرأة بتوسيع حظوظ تمثيلها في المجالس المنتخبة" الذي تبعته مصادقة البرلمان مؤخرا على قانون عضوي في هذا الشأن. وعلى ضوء الانتخابات التشريعية المرتقب تنظيمها يوم 10 ماي القادم فان الأحزاب السياسية بمختلف توجهاتها مطالبة ضمن هذا المنحى بلعب دورها من خلال إعداد برامج جادة و مجدية تتساوق و انشغالات المواطنين وفي انتقاء و تزكية المرشحين و المرشحات القادرين على أداء المهمة النيابية حق أدائها و فسح المجال أمام المرأة خاصة بما يمكن من إثراء التركيبة البشرية للمؤسسة البرلمانية. ودعا الرئيس، الجميع إلى "توخي الجد وروح المسؤولية في انتخاب نوابهم في مايو المقبل من اجل اعزاز بلادنا بمجلس وطني جديد جدير بثقة الشعب برمته تولى له مهمة النيابة على الأمة في المراجعة الدستورية".