“القرضاوي ليس وصيا على التيار الإسلامي في الجزائر” أكد الدكتور إسماعيل معراف أن التفاؤل المطلق للإسلاميين في الجزائر بتحقيق ما وصل إليه إخوانهم في باقي الدول العربية بعد ما يعرف بثورات الربيع العربي، قد تكون له نتائج عكسية في حال لم يحصدوا غالبية مقاعد البرلمان القادم، ومنها التشكيك في نزاهة الاستحقاقات المقبلة. لم يستبعد الدكتور إسماعيل معراف في اتصال مع “الفجر”، تشكيك الإسلاميين في نزاهة التشريعيات المقبلة، سيما وإن كان على رأس قائمة الفائزين حزب جبهة التحرير الوطني، أو التجمع الوطني الديمقراطي، اللتان لم يدخر التيار الإسلامي في الجزائر جهدا في اتهامهما باعتماد نظام الكوطة في توزيع مقاعد البرلمان، مؤكد أن الإفراط في التفاؤل كثيرا ما تكون له نتائج عكسية. وأضاف ذات المحلل، أن وضعية التيار الإسلامي في الجزائر تختلف تماما عن أوضاعه في باقي البلدان العربية، وأن تجربة ما حققوه خلال فترة التسعينيات لن تكرر نفسها مجددا لعدة اعتبارات، أهمها أن التيار الإسلامي في الجزائر تقريبا بعيد كل البعد عن اهتمامات الجزائريين، إضافة إلى أنه متشرذم وسبق وأن جرب فرصته. وأفاد الدكتور معراف أن نزاهة الانتخابات وشفافيتها لا تعني بالضرورة فوز الإسلاميين بأغلبية المقاعد “التيار الإسلامي سيكون جزءا من البرلمان وليس غالبية البرلمان”، مضيفا أن حظوظ ما تسميه المعارضة بأحزاب السلطة كبيرة في الاستحقاقات القادمة، خاصة لحزب جبهة التحرير الوطني، رغم النزيف الداخلي والانقسامات الكبيرة، لعدة اعتبارات منها ما هو تاريخي و لتواجده المكثف عبر غالبية بلديات الوطن. وفي تعليقه على ما قاله الشيخ القرضاوي على لسان رئيس حركة مجتمع السلم، أبو جرة سلطاني، بخصوص أن حكم الإسلاميين في الجزائر حتمية تاريخية كما هو الشأن لباقي الدول العربية، قال المتحدث إن القرضاوي ليس وصيا على الإسلاميين في الجزائر، ولا علاقة للأخير بالاستحقاقات المقبلة، لأنها شؤون داخلية. ودعا الدكتور في العلوم السياسية النظام الجزائري إلى استيعاب الدروس واستغلال فرصة التشريعيات المقبلة لتجاوز مفهوم الديمقراطية الشكلية، التي أضرت كثيرا بالجزائر وبناء ديمقراطية ناشئة تخدم البلاد والعباد.