تتواصل عمليّات التصويت في سوريا في استفتاء على مشروع دستور جديد للبلاد، حيث تستمر أعمال العنف حاصدة 26 قتيلاً قبل الظهر، لا سيّما في حمص التي يستمر قصف عدد من أحيائها ومحاصرتها منذ ثلاثة أسابيع. وقد دعت المعارضة إلى مقاطعة الاستفتاء معتبرة أنّ لا شرعيّة له. في الوقت نفسه، استؤنفت المفاوضات بين ”اللجنة الدولية للصليب الأحمر” والمعارضة والسلطات السورية بهدف إجلاء عدد من ضحايا القصف، وبينهم صحافيون أجانب، من مدينة حمص وسط. من جهة أخرى، فُتحت مراكز الاقتراع الساعة السابعة (5.00 تغ) ليدلي أكثر من 14 مليون سوري تجاوزت أعمارهم ال18 عامًا، بأصواتهم. ويقوم التلفزيون السوري الرسمي ببث مباشر من محافظات مختلفة حول سير عملية الاقتراع. وقال مواطن لمراسلة التلفزيون في أحد مراكز مدينة اللاذقية الساحلية أن الاستفتاء ”رسالة إلى العالم ليأخذ الديمقراطية من سوريا”. وذكر التلفزيون أنّ ”عمليّات الاستفتاء تتواصل بزخم في جميع المراكز على امتداد الوطن”. وأوضح مراسل من دمشق أنّ مواطنين كانوا ينتظرون أمام مراكز الاقتراع للادلاء بأصواتهم قبل السابعة، وأن ”الإقبال كبير”. وداخل أحد مراكز محافظة حلب، قال أحد المقترعين للتلفزيون ”أنصح كل مواطن بالتصويت على الدستور لأنّه مستقبل سوريا ولأنّه يعطي حقوقًا لكل الناس”. يشار إلى أنّ الدستور الجديد يلغي الدور القيادي ل”حزب البعث” القائم منذ خمسين عامًا. فقد حلت فقرة تنص على ”التعددية السياسية” محل المادة الثامنة التي تشدّد على دور حزب البعث ”القائد في الدولة والمجتمع”. قال ناشطون سوريون، أمس، إن الصحافيين الأجنبيين المصابين والمحاصرين في مدينة حمص، وهما الصحافية الفرنسية إديث بوفييه والمصور الإنجليزي بول كونروي، اشترطا الخروج عبر الصليب الأحمر وليس الهلال الأحمر السوري، خوفا من تعرضهما للاعتقال أو مصادرة متعلقاتهما على أيدي أجهزة النظام السوري. وفي ما يتعلق بمصير جثتي الصحافيين المقتولين، الأميركية ماري كولفن والمصور الفرنسي ريمي أوشليك، كشفت المصادر عن أنهما في وضع سيئ للغاية في ظل عدم وجود كهرباء لحفظ الجثتين في مبردات.