بدأت السلطات السورية أمس، إجراء استفتاء على مشروع دستور جديد· وفي المقابل دعا الثوار وقوى المعارضة إلى المقاطعة لأن هذا الاستفتاء ”ملطخ بالدم إضافة إلى أنه يأتي والسلطات ضاغطة على زناد النار” في إشارة إلى القمع الذي يمارسه نظام الرئيس بشار الأسد ضد الثائرين عليه· وقال التلفزيون الرسمي إن مراكز الاقتراع فتحت أبوابها صباحا أمام الناخبين للاستفتاء على مشروع دستور جديد· وتتوزع المراكز بالمحافظات وعددها 14 وعلى المراكز الحدودية والمطارات والبادية· ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية ”سانا” عن وزارة الداخلية قولها إن العدد الإجمالي للمراكز التي خصصت لعملية الاستفتاء 14185 مركزا بعد طلب بعض المحافظات زيادة أعداد المراكز المحددة مسبقا ب 13835 بما فيها المراكز التي تم افتتاحها على الحدود البرية وفي المطارات لتمكين المواطنين المغادرين والقادمين من الإدلاء بأصواتهم· وقالت نسخة مصورة لرسالة داخلية لحزب البعث الحاكم موجهة لفروع الحزب في شتى أنحاء البلاد إن على الأعضاء جمع أكبر مشاركة حزبية وشعبية في الاستفتاء· أعلنت وزارة الداخلية أن نحو من 15 مليون سوري يحق لهم الاستفتاء· وقالت الرسالة الموقعة من الأمين العام المساعد للحزب محمد سعيد بخيتان إنه ”يرجى توجيه الرفاق البعثيين والمواطنين الأشقاء للتصويت بنعم على الدستور الجديد لأنه يعبر عن طموحات الجماهير العربية السورية لبناء دولتهم الحديثة”· أما وزير الإعلام عدنان محمود فقال في تصريحات لوكالة الأنباء الفرنسية ”إنها المرة الأولى التي تكتفي فيها الرسائل بدعوة المواطنين إلى التوجه إلى صناديق الاقتراع بدون حثهم على التصويت لمصلحة الدستور”· وأبرز ما ينصّ عليه الدستور الجديد قيامُ النظام السياسي على مبدأ التعدّدية، وممارسة السلطة ديمقراطيا· لكنه يبقي معظم السلطات المهمة بيد الرئيس· ويتألف الدستور الجديد من 157 مادة، ويلغي الدور القيادي لحزب البعث الذي يحكم البلاد منذ نحو خمسين عاما· وأعلنت الداخلية أن نحو من 15 مليون سوري يحق لهم الاستفتاء· وتستمر عمليات الاستفتاء حتى السابعة مساء، ويحق لرؤساء المراكز تمديد الوقت إلى العاشرة، في حال وجد توافد كبير من المواطنين· ويقدر عدد الذين يحق لهم الإدلاء بآرائهم بأكثر من 14 مليوناً· ويتوقع أن تعلن النتائج الاثنين المقبل· وفي المقابل دعا الثوار وقوى المعارضة إلى عدم المشاركة في الاقتراع ووقف العمل· وشدد المجلس الوطني السوري المعارض على المقاطعة·
من ناحية أخرى، تجدد صباح أمس، القصف العنيف الذي يشنه الجيش السوري النظامي على كل من بلدة آفس ومدينة سراقب وخان شيخون في محافظة إدلب· وأظهرت الصور على مواقع الثورة السورية على الإنترنت جثث ثمانية أشخاص بينهم أطفال وطبيب في آفس· ويقول الناشطون إنهم قُتلوا بعد اعتقالهم في وقت سابق من قبل الأمن السوري· وكان 109 أشخاص قتلوا أول أمس بنيران الجيش النظامي والأمن 44 منهم بحمص و22 بحماة و17 بدرعا و14 بإدلب و12 بحلب، بحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان· وأضافت الشبكة أن الأمن ارتكب ”مجزرة” في بلدة علما بمحافظة درعا حيث سقط أكثر من 13 قتيلا و24 جريحا بسبب القصف المدفعي العنيف والعشوائي عليها، مؤكدة أن قوات الأمن خطفت بعض الجثث· وذكرت صحيفة ”ذا بيبول” أمس، أن بريطانيا سترسل وحدات من قواتها الخاصة إلى سوريا لحماية مواطنيها، في أعقاب مقتل الصحافية ماري كولفن في مدينة حمص· وقالت الصحيفة إن ما يصل إلى خمس مجموعات من القوات الخاصة البريطانية ستتولى حماية الصحافيين والمسؤولين البريطانيين، بمن فيهم العاملون في السفارة البريطانية في دمشق