المصريون أعطوا المثل للجزائريين في كيفية التعامل مع المرشحين للانتخابات القادمة! المصريون شرعوا في ضرب المرشحين للرئاسيات عندما يعقدون المهرجانات الانتخابية! وهي صورة أخرى من صور الرفض المصري للوجوه التي ما تحشمش وتعلن نفسها بديلا للنظام المخلوع وقد كانت جزءا لا يتجزأ منه.. تماما مثلما هو الحال في الجزائر، حيث تجتاح الوجوه البائسة لنظام الفساد القائم كل القوائم الانتخابية بلا استثناء ولم يبق أمام الناخب الجزائري إلا أن ينتقل برد فعله عمّا يحصل في هذه الانتخابات من حالة العزوف التي مارسها خلال الانتخابات الماضية التي أفرزت البرلمان البائس الحالي إلى حالة تقليد الشقيقة مصر في التعامل مع هذا النوع من المرشحين الذين لا يستحيون! وننتظر من الناخب الجزائري أن "يسوّط" من يطلب صوته بسوط عذاب كما يفعل بلطجية مصر ببلطجية المرشحين للرئاسيات المصرية؟! مصر فيها العديد من "البلطجية السياسية" أعادوا ترشيح أنفسهم للرئاسيات وفيها أيضا نصف مليون بلطجي غير سياسي يناصب نظراءه في السياسة العداء إلى حد العنف! ونحن في الجزائر لا بد لنا من تحرك الحيطيست والحراڤة ليفعلوا بالنماذج البشرية المرشحة للبرلمان مرة أخرى ما يفعل المصريون بمرشحيهم الذين لا يستحون! وقد رأينا كيف فعل الفاعلون بحركة "الربيع العربي الجزائرية" في أول ماي.. لأن الثائرين على النظام القائم هي الوجوه التي مكّنت هذا النظام من أن يفعل بالبلاد ما فعل بها حتى الآن! ونريد اليوم أن تثور عليه لتغييره.. ولا تتغير هي؟! ولذلك فهم الشعب أن الأمر لا يعدو أن يكون مجرد "هوشة حرمية" على ريع الفساد فقرر أن لا تبور! لأن البديل المطروح هو الوجه الآخر للفساد! المصريون وصل بهم الحال إلى "ضرب رموزهم" المرشحة للرئاسيات ونحن إما أن نقلّد المصريين في هذا التصرف مع "رموزنا المرشحين" للتشريعيات أو نبتكر طريقة أخرى للتعامل معهم.. لأن رموزنا أسوأ من رموز مصر من حيث كره الشعب لوجوههم! ولولا احترام الجزائريين لخلقة الله لدعوا إلى البصق عليهم قبل إعطائهم "السوط" وليس "الصوت"! وزير الداخلية قال: إنه سيعيد النظر في أجور النواب.. هذه الأجور التي قدمت لهؤلاء كرشوة سياسية للعبث بالدستور منذ مدة.. وهذه الأجور هي التي جعلت هذا الأفالاني النذل يرشّح نفسه وزوجته وابنته بعد أن قرر توزيع مقاعد البرلمان الذي هو عضو فيه بالكوطة على النسا! أحزاب التحالف المتعالفة إذا أرادت أن يصوّت عليها الشعب ولا "يسوّط" مرشحيها عليها أن تسقط من قوائم مرشحيها كل من كان عضوا في البرلمان أو الحكومة أو القيادة السياسية لهذه الأحزاب! هذا هو المطلوب سياسيا لإرضاء الشعب والكف عن العزوف!