لوفيغارو: تسليح المعارضة السورية يمكن أن يؤدي إلى حرب أهلية في موقف مشترك، رفض كل من الرئيس الأمريكي باراك أوباما والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي فكرة التدخل العسكري في سوريا، بعدما فشلت محاولات الدول الغربية الحصول على تفويض من مجلس الأمن الدولي للتدخل في سوريا التي اصطدمت بالفيتو الروسي الصيني. وتأتي تصريحات أوباما وساركوزي وسط حراك دبلوماسي غربي وعربي وصيني وروسي، حيث قالت موسكو إنها لن تغير موقفها من الملف السوري. قالت صحيفة (لوفيغارو) الفرنسية المحافظة في عددها الصادر الأربعاء إن تسليح المعارضة في سوريا والتي تدور حولها مشاورات لبعض الدول، يمكن أن يؤدي إلى إذكاء نار الحرب الأهلية في البلاد، كما يمكن أن تهيئ الجو للمتشددين. وأضافت الصحيفة أن هناك بعض الدول ليس لديها تردد في هذا الصدد، مشيرة إلى أن السعودية وقطر قررتا إدارة ظهرهما لنظام بشار الأسد الذي تحالف مع ”العدو إيران”. وأضافت الصحيفة أن من دواعي المنطق استنفاد كل الحلول الدبلوماسية للأزمة إذا شق على الغرب الإنهاء المتعجل لنظام الأسد. وأشارت الصحيفة إلى أن ”العجز الغربي” أصبح من الوضوح بحيث أصبح رئيس الوزراء الروسي والرئيس المنتخب فلاديمير بوتين هو الإنقاذ الأخير للنظام السوري. واختتمت الصحيفة تعليقها قائلة إن إلقاء ”ورقة لعب جديدة” في هذه الأزمة مرهون بإمكانية انسحاب ”سيد الكرملين الجديد من الجبهة الأمامية”. وأكد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي على رغبة بلاده في فتح ممرات إنسانية في سوريا، مؤكدا أن فرنسا ”لن تتدخل عسكريا مباشرة في سوريا بدون تفويض من مجلس الأمن الدولي”. وأضاف ساركوزي، في مقابلة مع القناة الثانية للتلفزيون الفرنسي ”فرانس 2”، ”أعتقد أن الأمر لن يكون منطقيا.. لن أرسل الجيش الفرنسي بدون تفويض واضح جدا من الأممالمتحدة ”.. موضحا أنه لا يمكن أن يتدخل الجيش الفرنسي في بلد أجنبي ولا يوجد تفويض دولي”. وشدد الرئيس الفرنسي على ضرورة وضع نهاية للفيتو الروسي الصيني في مجلس الأمن الدولي.. معربا عن أمله أن يسهم انتخاب فلاديمير بوتين رئيسا لروسيا في إعادة التفكير في المسألة السورية بطريقة أخرى. من جهته قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن نظام الرئيس السوري بشار الأسد ”سيسقط لا محالة”، لكنه أكد عدم وجود حل سهل للأزمة السورية التي اعتبرها أكثر تعقيدا مما كان عليه الأمر في ليبيا، وفي المقابل قال الأسد إن الشعب السوري أفشل المخططات الخارجية في السابق ”بإرادته ووعيه”. وأضاف أوباما، في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض، أن القول بأن على الولاياتالمتحدة القيامَ بعمل عسكري أحادي ضد سوريا يعتبر خطأً، وقال ”المسألة ليست هل يسقط بشار الأسد بل متى سيحدث ذلك؛ لأنه فقد شرعيته في عين شعبه وما يقوم به من سلوكيات تجاه شعبه لا يمكن أن يعذر أو أن يقبل، فالمجتمع قال ذلك بشيء من الوحدة في الموقف، لكن من جهة أخرى من يعتقد أن هناك حلولا بسيطة أو أننا سنقوم نحن بعمل عسكري من جانب واحد كما يوحي به البعض في كلامه فهو مخطئ”. وتأتي تصريحات أوباما وسط حراك دبلوماسي غربي وعربي وصيني وروسي، حيث قالت موسكو إنها لن تغير موقفها من الملف السوري. وعقد أعضاء الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن اجتماعا لبحث مشروع قرار جديد طرحته الولاياتالمتحدة بشأن سوريا، اعتبرت موسكو أنه لا يختلف كثيرا عن سابقه الذي أسقطته بالفيتو مع الصين، وليس من المتوقع التصويت عليه حاليا. وفي سياق آخر أكد وزير الخارجية المصري كامل عمرو أن فكرة تسليح المعارضة السورية يعني الدخول في حرب أهلية.. مشددا على ضرورة أن تحل الأزمة الراهنة عن طريق الحوار والتدخل العربي وليس تدويل القضية. كما أكد مندوب الصين الدائم لدى الأممالمتحدة، لي باو دونغ، تأييد بلاده لتسوية سياسية للأزمة السورية قائلا ”إن شؤون سوريا يجب أن يقررها الشعب السوري بنفسه”.