دليل أبو بكر ل"الفجر": "ليس من مصلحة ساركوزي القيام بحملة وقودها مسلمون" خوليف زيدان:"قضية مرّاح ستتحول إلى محرك جديد للحملة الانتخابية الفرنسية" أعادت قضية محمد مراح، المتهم الوحيد بتنفيذ هجمات مونتوبان وتولوز، الجدل القائم في فرنسا حول الإسلام وعلاقته بالإرهاب، وعمقت الأطروحات المتعلقة بهذا الملف كهوية الإسلام الذي تريده فرنسا على مقاسها، ومسألة المهاجرين من أصول عربية ومغاربية، الذين تكن لهم العداء والكراهية، وأخذت هذه القضية منعرجا هاما في الحملة الانتخابية للرئاسيات الفرنسية. سارع الرئيس الفرنسي، الذي أوقف حملته الانتخابية بسبب اكتشاف هوية منفذ الحادث الإجرامي، إلى الاجتماع صباح أمس بممثلي الديانات الكبرى في فرنسا بين مسلمين ويهود، معربا عن حرصه على “إثبات أن الإرهاب سيفشل في تفريق مجتمعنا الوطني”. ورفضت القيادات الدينية المسلمة واليهودية على الفور الربط بين الإسلام وهجمات تولوز ومونتوبان. وقال رئيس المجلس الفرنسي للدين الاسلامي، محمد موسوي، إن “هذه الأعمال تتنافى بالكامل مع أسس هذا الدين”. وتمت محاصرة مراح في شقة بتولوز، بينما شيعت جنازة العسكريين المظليين في مونتوبان بعد ظهر أمس بحضور الرئيس ساركوزي وخمسة مرشحين إلى الانتخابات الرئاسية، وتم توقيف شقيقه، بينما سلم المتهم سلاحه للشرطة الفرنسية قبل أن يقطع مفاوضاته معها ويعدهم بتسليم نفسه ظهرا وهو ما لم يحدث. ومحمد مراح هو فرنسي جزائري الأصل، حسب الهوية التي كشف عنها وزير الداخلية الفرنسي، كلود غيان، أمس، “يبلغ من العمر 24 سنة، له صلة بتنظيم القاعدة، وينتمي الى التيار السلفي الجهادي، وقام برحلات إلى أفغانستان وباكستان، كما نفذ الهجومين انتقاما لأطفال فلسطين وردا على تدخلات الجيش الفرنسي في الخارج”. وحسب الرواية الفرنسية، فقد اغتال مراح سبعة أشخاص ببرودة في تولوز ومونتوبان في 11 مارس، فقتل مظلي في تولوز يدعى عماد بن زياتن في كمين نصبه له وهو يركب دراجة نارية كان قد أعطاه موعدا، موضحا أنه يريد أن يشتري منه دراجة نارية، ثم مظليين في مونتوبان هما عبد الشنوف ومحمد لكواد قتلا على أحد أرصفة تلك المدينة يوم 15 مارس وأصيب ثالث بجروح خطيرة، والجنود الثلاثة القتلى من أصل مغاربي والجريح من الانتيك. وهاجم المتهم المفترض الاثنين المنصرم مدرسة “عوزار حاتوراه” اليهودية في تولوز، فقتل الحاخام جوناثان ساندلر (30 سنة) وابنيه غبريال (4 أعوام) وارييه (5 أعوام) والطفلة مريمن مونسينيغو (7 أعوام) ابنة مدير المدرسة. وأفادت التقارير الإخبارية أن المشتبه به تنقل لتنفيذ عملياته على متن دراجة نارية من طراز “ياماها” واستخدم في كل مرة سلاحا من عيار 11.43. وقال مصدر قريب من التحقيق، أن الرجل أوقف في الماضي في قندهار، معقل حركة طالبان في أفغانستان، في قضايا تتعلق بالحق العام. كما أوضح غيون أن مراح كان مراقبا من طرف المديرية المركزية للاستخبارات الداخلية منذ سنوات، لكن “لم يبد أي مؤشر إلى إعداده عملا إجراميا”. وتابع أن مراح سبق أن ارتكب في فرنسا “حوالي عشر جنح، ترافقت بأعمال عنف أحيانا”، وقدرتها مصادر في الشرطة بحوالي 18 جنحة معروفة. ويشار إلى أن فرنسا تضم أكبر طائفتين يهودية ومسلمة في أوروبا اللتين يفوق عددهما على التوالي 500 ألف وأربعة ملايين. كريمة. ب/ الوكالات عميد مسجد باريس دليل أبو بكر ل”الفجر” “ليس من مصلحة ساركوزي القيام بحملة وقودها مسلمون” أفاد الدكتور دليل أبو بكر، عميد مسجد باريس، في تصريح خاص ل”الفجر”، أنه نقل للرئيس المترشح نيكولا ساركوزي في اجتماعه، أمس، بقصر الإليزيه، أنه ليس من مصلحته القيام بحملة انتخابية تقوم على العداء للمسلمين بما في ذلك استخدام حادثة تولوز. اعترف دليل أبو بكر، في ذات التصريح أن الرئيس الفرنسي المترشح لعهدة رئاسية ثانية على رأس الإليزيه طلب منه كعميد لمسجد باريس، وكذلك من المغربي محمد مساوي رئيس المجلس الأعلى للديانة الفرنسية تدعيمه في حملته الانتخابية المقررة لرئاسيات ماي المقبل. وتحاشى دليل أبو بكر الخوض في حادثة تولوز المتمثلة في إطلاق النار على طلاب مدرسة يهودية من طرف، محمد مراح الفرنسي ذي أصول جزائرية، حيث اكتفى بنبذها مادامت تدخل في دائرة العنف الذي ينبذه الإسلام. وبرر عميد مسجد باريس تحفظه عن الرد إن كانت العملية تحضيرا لعملية لحملة انتخابية ضد المسلمين والعرب من المهاجريين بالقول “سيكون لنا موقف منها ريثما تتضح الأمور التي تعالجها مصالح الأمن والقضاء”. وفي السياق ذاته اعترف الدكتور دليل أبو بكر بأنه ليس من مصلحة نيكولا ساركوزي القيام بحملة انتخابية وقودها العداء للجالية الإسلامية بمن فيهم الجزائريون، وهو ما نقلته في ذات الاجتماع الذي احتضنه قصر الإليزيه، صباح أمس، يقول دليل أبو بكر. الجدير بالذكر أن عميد مسجد باريس أكد في تصريح سابق وقوفه في صف نيكولا ساركوزي في الانتخابات الفرنسية المقبلة، وهي التصريحات التي قال بشأنها وزير الشؤون الدينية والأوقاف إن “المؤسسات الدينية الجزائريةبفرنسا بما فيها مسجد باريس لن تقف في صف أي من المتنافسين على قصر الإليزيه ضد الآخر”. رشيد. ح في قراءة أولية لخوليف زيدان الأستاذ بجامعة باريس قضية “مرّاح” ستتحول إلى محرك جديد للحملة الانتخابية الفرنسية وضع المحلل السياسي زيدان خوليف، قراءة العملية الإجرامية المنفذة بمدينة تولوز، في سياقها السياسي الظرفي المرتبط بالحملة الانتخابية للرئاسيات الفرنسية ومناسبة الذكرى الخمسين لاستقلال الجزائر، لكنه فضل عدم إصدار أحكام مسبقة عليها إلى غاية كشف نتائج تحقيق الشرطة الفرنسية، ومع ذلك لم ينف فرضية السيناريو المطبوخ من قبل فرنسا، وكذا فرضية رد الفعل على العداء الفرنسي ضد الفرنسيين من أصول مغاربية. وتوقع المختص الجزائري في الشؤون السياسية والعلاقات الدولية زيدان خوليف، أن تتحول هذه القضية إلى مادة دسمة للحملة الانتخابية الفرنسية، وتصبح “محركا قويا ووقودا جديدا لها”، وقد تكون عاملا هاما في ترجيح الكفة لأحد المرشحين على حساب آخرين. وبنى المحلل في تصريح ل”الفجر”، تحليله للحادثة بالرجوع إلى موقف مارين لوبان عندما أثارت قضية اللحم الحلال واستهدفت الفرنسيين ذوي الأصول الأجنبية، خاصة منهم غير المسيحيين فوضعتهم في خانة المتهمين، ما يعني حسبه أن اليمين المتطرف وصل إلى التشكيك في الحقوق الدستورية المنبثقة عن دستور 1958 وعن الدساتير التي سبقته. وفي سياق سياسي متصل، يرى الأستاذ بجامعة باريس أن ظروف الحملة الانتخابية للرئاسيات الفرنسية، ارتبطت بالذكرى الخمسينية لوقف القتال في الجزائر، الأمر الذي يجعل الأوضاع السياسية المنبثقة عن هذين الظرفين، أي الحملة الانتخابية والذكرى التاريخية، قد يثير - حسبه - تذمرا وسخطا كبيرين لدى بعض الفرنسيين من أصول مغاربية، وهي إشارة من المحلل إلى إمكانية أن يكون المتهم الجزائري الأصل فعلا وراء هذه العملية الإجرامية، كرد فعل منه عن الكراهية الفرنسية لموطنيه في فرنسا، ومع ذلك فإن وجهة نظره لا يجب إطلاق حكم مسبق على هذه القضية إلا بعد معرفة نتائج التحقيق الأمني. وحمل الأكاديمي زيدان خوليف، الحكومة الفرنسية “المسؤولية الأخلاقية أمام المجتمع الفرنسي للكشف عن الملابسات الحقيقية للحادثين وهوية القاتل”، لكبح التحاليل الخاطئة والأحكام المسبقة من جهة، وللحفاظ على الحقوق الدستورية التي تكفل لأي متهم حقه في الدفاع عن نفسه. كريمة. ب خبير الشؤون الأمنية العقيد أحمد عظيمي ل”الفجر” “حادثة تولوز سيناريو يخدم اليمين المتطرف ويضعف اليسار في سباق الإليزيه” رجح العقيد أحمد عظيمي، خبير الشؤون الأمنية والاستراتجية، أن تكون حادثة إطلاق النار على طلاب الجالية اليهودية بتولوز الفرنسية، “سيناريو” أمنيا مفبركا لإعطاء شرعية لحملة الرئيس الفرنسي المترشح نيكولا ساركوزي وإضعاف اليسار بقيادة فرانسوا هولاند، خاصة وأن اليمين الفرنسي يتبنى حملة انتخابية تقوم على معاداة الجالية الإسلامية والعربية بفرنسا. وقال الخبير أحمد عظيمي، في نفس التصريح، إن إطلاق النار على طلاب المدرسة اليهودية بمدينة تولوز غرب فرنسا في هذا الوقت بالذات لا يصب أبدا في خانة العمل الإرهابي، وحجته في ذلك أن فرنسا لا تعيش تهديدا أمنيا على غرار التهديدات القائمة في بعض الدول كمنطقة الساحل الإفريقي مثلا، بل إنه سيناريو انتخابي مفبرك لدعم الحملة الانتخابية لتيار اليمين المتطرف الذي يقوده الرئيس المترشح نيكولا ساركوزي، خاصة وأن توقيت العملية وأداتها ليس بريئين بل المستهدف المفترض هم أطفال اليهود كما أن الفاعل المفترض قد يكون اختياره مناسبا لمواصلة حملة اليمين الفرنسي التي تقوم على العداء للعرب والمسلمين بفرنسا. وفي السياق ذاتهه، قال أحمد عظيمي إن حادثة تولوز قد تهدف أيضا إلى إضعاف مرشح اليسار الفرنسي فرانسوا هولاند المعروف بدفاعه عن الجاليات الأجنبية من العرب والمسلمين. وما يؤكد هذا الطرح هو تراجع شعبية الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في الفترة الأخيرة، لاسيما بعد حملة العداء التي يشنها ضد المسلمين الفرنسيين وكذا دوره في بعض الثورات العربية كسوريا اليوم وليبيا سابقا.