نظم أمس حزب عقد المواطنة مؤتمره التأسيسي بالمركب السياحي ماتاريس بتيبازة، في ظرف زمني قياسي. ففي أقل من ساعة على افتتاح الأشغال تمت تزكية بن بوزيد غازي، قريب وزير التربية أبو بكر بن بوزيد، أمينا عاما للحزب، وأرجعت بعض قيادات الحزب بمن فيهم الأمين العام عملية التعجيل في إنهاء الأشغال، إلى عامل الوقت الذي يداهم الحزب من أجل تقديم الملف التأسيسي إلى وزارة الداخلية والجماعات المحلية، للحصول على الاعتماد بهدف ترتيب أموره تحسبا للمواعيد الانتخابية المقبلة. ففي عشر دقائق حددها مكتب المؤتمر لعمل لجانه الأربع، صادق المؤتمرون الذين بلغ عددهم حوالي 400 مؤتمر، قدموا من 38 ولاية، على النظام الداخلي للحزب والقانون الأساسي إلى جانب السياسة العامة وبرنامجه، كما زكوا بن بوزيد أمينا عاما للحزب خلفا لرئيسه السابق وأهم مؤسسيه مراد يحياوي. ووفقا لمصادر من داخل الحزب تم تنظيم هذا المؤتمر بسرعة كبيرة ما لم يسمح لممثلي عدد من الولايات بالالتحاق للمشاركة فيه، حتى أن الكلمة الافتتاحية التي ألقاها بن بوزيد كانت مقتضبة جدا وقصيرة، اكتفى فيها بدعوة المواطنين إلى الانتخاب يوم 10 ماي الجاري، وقال إن حزبه وطني ديمقراطي ووسطي، دون أن يمرر رسائل سياسية أخرى، أما لجان المؤتمر فلم تدخل تعديلات هامة على لوائح الحزب، فكانت مجرد تعديلات طفيفة ومعدودة. وخلافا لأغلب المؤتمرات التأسيسية التي تعقدها الأحزاب السياسية الجديدة، دامت أشغال مؤتمر عقد المواطنة، يوما واحدا فقط، كما حسمت أموره في الساعة الأولى من انطلاقه، وفي المقابل جاء البيان الذي أصدره مراد يحياوي موازاة مع انطلاق الأشغال مفاجئا ليكشف الأسباب التي جعلت المنظمين يسارعون لتزكية القيادة الجديدة، وتتمثل في وجود صراع على زعامة الحزب غير المعتمد لحد الآن. فمن جهته أعلن مراد يحياوي، أنه سينظم مؤتمرا تأسيسيا للحزب يوم 10 أفريل بقاعة سيرامايسترا بالعاصمة، وفق ما أوضح مضمون البيان الذي وقعه هذا الأخير وتسلمت “الفجر” نسخة عنه، وهو ما يعني أن فريق بن بوزيد بصدد التسابق من أجل وضع ملفه التأسيسي في وزارة الداخلية لإبطال شرعية مؤتمر فريق يحياوي، الذي يقول أنه وجه مراسلة لمصالح ولاية الجزائر وأخرى إلى وزارة الداخلية والجماعات المحلية لطلب الترخيص لعقده ، كما أنه قام بإعلان الترخيص بعقد المؤتمر التأسيسي عبر إعلانيين إشهاريين في الصحافة الوطنية حسب ما ينص عليه القانون. ويشار إلى أن مصادر من جناح بن بوزيد أوضحت للفجر، أن مراد يحياوي كان سببا في تأخر حصول الحزب على الترخيص من الداخلية، بسبب ملفه الذي يتضمن أحكاما قضائية إلى جانب الماضي الثوري لعائلته، وهو السبب الرئيس لسحب البساط منه رغم أنه من أهم المؤسسين.