كشف رئيس الفيدرالية الوطنية للسياحة ووكالات الأسفار والمدير العام لنادي المغامرات الإفريقية، بشير دجريبي، على هامش ميلاد الفيدرالية الوطنية للفندقة بوهران، أن دولا أجنبية عديدة أصدرت تعليمات وطلبت من رعاياها السياح بعدم زيارة الجنوب الجزائري الذي يستقطب أفواجا من السياح كل سنة، وذلك من منطلق ما يحدث من انزلاق أمني لدول الجوار، خاصة بالشريط الحدودي للجنوب مع ليبيا، الأمر الذي لم تهضمه وكالات الأسفار والسياحة بالجزائر التي تعمل على الترويج للمنتوج السياحي بالأسواق العالمية والداخلية. وأضاف نفس المسؤول ل”الفجر” أن هذا الإجراء لم يثن عزيمة مختلف الوكالات للترويج للمنتوج السياحي الجزائري ومحاولة تغير هذه النظرة السلبية، خاصة أن الدولة عززت الإجراءات الأمنية بالمناطق الحدودية لحماية الجنوب الكبير من أي مخاطر أو اعتداءات يمكن أن تستهدف المواقع السياحية بالجنوب، والتي تساهم في جلب العملة نظرا لما تستقطبه هذه الأماكن من سياح أجانب. ولمتابعة نشاطنا اتفقت مختلف الوكالات - يضيف محدثنا - على تنصيب 6 فيدراليات جهوية للسياحة والاسفار تشرف على 10 ولايات صحراوية تمتد من الحدود التونسية إلى جميع الشريط الجنوبي من اليزي وتمنراست، نظرا لأهمية الموقع لدى السياح، خاصة الأجانب. وأضاف نفس المسؤول أنه تم تنظيم، مؤخرا، رحلة استجمامية ضمت 35 سائحا جزائريا إلى مدينة ”تدرات” الواقعة على الحدود، وذلك بهدف إعادة بعث السياحة من جديد بالجنوب، خاصة بعدما تم إبرام بروتوكول عمل مع الخطوط الجوية الجزائرية لتقديم تخفيضات للسياح لزيارة الجنوب الكبير ستصل مع شهر أفريل إلي غاية شهر سبتمبر إلى 50 بالمائة، على أن تمس هذه التخفيضات 5 مدن جنوبية.. جنات وأدرار وتميمون وتمنراست وغيرها، بهدف تنشيط السياحة الصحراوية. وقال دجريبي إن قضية الترويج وتسويق المنتوج السياحي الجزائري في الأسواق العالمية لا يقتصر فقط على وزارة السياحة، وإنما تتقاسمها في ذلك العديد من الدوائر الحكومية والوزارات، ومنها وزارة الخارجية ووزارة الداخلية وغيرهما، مشيرا إلى تجديد الدواوين المحلية للسياحة على اعتبار أنها النافدة الأولى للسائح نظرا للدور المنوط بها والمرتكز أساسا على التعريف بالمنتوج السياحي، لذا تمت مطالبة رؤساء الدواوين بإعادة إحياء كل الاحتفالات الجهوية والموسمية لولايات الجنوب، مع تحديد مواقيت انطلاقها لجلب السياح والتعريف بالمنتوج السياحي الصحراوي الذي يحظى عند الكثير باهتمام مميز وخاص، ومنه تاسنيت أو ربيع تمنراست واحتفالات الجمل. كما أوضح نفس المسؤول أن الفيدرالية الوطنية لوكالات السياحة والأسفار ظلت مجمدة طيلة 20 سنة، حيث لم يتم بعث الحياة فيها من جديد إلا مؤخرا، وهذا من أجل النهوض بقطاع السياحة وترقيته، حيث أثّر ذلك علي عملية تسويق منتجنا السياحي الذي لا تصل نسبته في المداخل إلا بنسبة 5 بالمائة.