تستعد دول البريكس الكبرى لعقد الاجتماع الرابع لها في نيودلهي بالهند الأسبوع القادم وستحضر القيادة الصينية، الكورية، الروسية والجنوب إفريقيا و البرازيلية للاجتماع تزامنا مع عقد الدورة الثانية لقمة الأمن النووي في سيول بجمهورية كوريا لمواجهة مؤتمر أصدقاء سوريا الذي تحتضنه تركيا لدعم المعارضة السورية التي لاتزال تعرف تشتتا خطيرا وانقسامات احتجاجا على سياسة تيارات الإخوان في المعارضة التي تحظى بدعم من قطر والسعودية. يشكل الملفان السوري والإيراني المنعرج السياسي الذي أضحى يحدد ملامح النظام العالمي الجديد. وبحسب تقارير وكالة الأنباء الصينية، فإنه من المقرر أن تقوم دول البريكس بعقد مؤتمرها الأسبوع القادم لمواجهة التدخل العسكري في سوريا وذلك في وقت تحتضن فيه العاصمة التركية مؤتمر أصدقاء سوريا الثاني. ويأتي مؤتمر دول البريكس الذي يضم الهند والصين والبرازيل وروسيا من منطلق أن هذه الدول ضد كل العقوبات والسياسات الإملائية والتدخل السافر بشؤون سورية وإيران. وهو ما أكد عليه الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية مشيرا في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الصينية إلى أن أعضاء البريكس سيبذلون كل جهدهم من تهدئة الأوضاع في الشرق الأوسط ودعم دول المنطقة في تنفيذ الانتقال السياسي وإعادة الإعمار الاجتماعي بنفسها. وأوضح المفكر العربي أنيس النقاش أن العالم اليوم بات يعرف تغييرا واضحا في الخارطة الدولية بعد ظهور منظومة جديدة في العالم ستضيف إلى دول البريكس حلفاء جددا، مشيرا إلى أن خروج سورية منتصرة ضد المؤامرة التي تتعرض لها سيجعل منها ومن إيران شريكين أساسيين في هذه المنظومة مؤكدا أن ظهور هذه المنظومة الجديدة سيؤدي إلى إنهاء القطبية الأحادية للولايات المتحدةالأمريكية بالمعنى العسكري والاقتصادي. واتهم النقاش خلال لقاء أجراه معه التلفزيون السوري أمس كل من قطر و السعودية بممارسة سياسة تنطلق من ناحية غريزية تهدف إلى إغراق دول المنطقة بدمائها مؤكدا أن بعض أجهزة الاستخبارات العربية تقوم بتمويل المجموعات المسلحة في سورية بالسلاح والمال للحيلولة دون عودة الأمن والاستقرار اليها. من جهة ثانية، مهدت تركيا التي ستحتضن الأسبوع القادم مؤتمر أصدقاء سوريا الذي يهدف إلى دعم المعارضة السورية والتأكيد على وقف العنف المتبادل بين النظام والمعارضين الذين اتخذوا من الخيار العسكري أسلوبا لمواجهة النظام السوري، أغلقت تركيا سفارتها في دمشق بسبب تدهور الوضع الأمني في سوريا، حسبما ما أوردته تقارير وكالة الأنباء التركية نقلا عن مصادر دبلوماسية تركية، قال: ”لقد تم تعليق نشاطات السفارة التركية” مضيفا ”إن مجمل الطاقم الدبلوماسي التركي قد غادر العاصمة السورية”. ميدانيا، وبينما يواصل مبعوث الأممالمتحدة إلى سورية كوفي عنان مهمة بحث الحلول عبر عقد الاجتماعات مع قيادات الدول الكبرى والنظام السوري، نقل المرصد السوري الناطق باسم المعارضة السورية أن أعمال القتل في مدينة حمص لاتزال متواصلة رغم إعلان النظام السوري قراره وقف العمليات العسكرية لإعطاء الفرصة للحلول السلمية و السياسية.