وثق مؤتمر "أصدقاء سوريا "الذي عقد أمس بتونس انقسام المعارضة السورية وكشف مدى الانقسام بين المعارضة السورية في الداخل ونظيرتها في الخارج، حيث قاطعت هيئة التنسيق الوطنية داخل سوريا "مؤتمر الأصدقاء" لأنه "يبحث من يمثل الشعب بدلا من الشعب"، ولأنه "يدعم عسكرة الاحتجاجات والتدخل الخارجي"، في حين حضرت المعارضة في الخارج حيث المجلس الانتقالي المؤتمر وطالب صراحة ب"تسليح الجيش السوري الحر". أعلنت هيئة التنسيق الوطنية السورية المعارضة، الجمعة، أنها لن تشارك في مؤتمر أصدقاء سوريا في تونس، معتبرة أن الاجتماع يحدد "من يمثل الشعب السوري بدلًا من الشعب السوري ولا يستبعد بشكل واضح عسكرة الحركة الاحتجاجية أو التدخل الخارجي". وقالت هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي، أبرز تكتل للمعارضين السياسيين داخل سوريا، في بيان، إن وفدها الذي توجه إلى تونس بهدف المشاركة في مؤتمر أصدقاء سوريا "قرر الامتناع عن المشاركة". وأدانت الهيئة ما رأت أن المؤتمر يعتزم القيام به من "تحديد من يمثل الشعب السوري مكان الشعب السوري ومكان مؤتمر المعارضة التي أقرته الجامعة العربية، وترك قضية التسلح عائمة وفتح المجال للتطبيع الدولي مع فكرة التدخل العسكري الخارجي". وقال البيان إن كل هذا يأتي على الرغم من "تطمينات الرئيس التونسي المنصف المرزوقي بأن التعامل مع أطراف المعارضة سيتم دون أي تفضيل أو تمييز، وأن لا اعتراف بأحدها على حساب المجموع، وأن التدخل العسكري الأجنبي خط أحمر والعسكرة المتصاعدة تشكل خطرًا فعليًا على السلم الأهلي ونجاح الثورة السلمية". وفي المقابل دعا المجلس الوطني السوري مجموعة "أصدقاء سوريا" أمس الجمعة إلى تسليح الجيش السوري الحر الذي يضم الآلاف من المنشقين عن القوات الحكومية وكذلك تسليح كل أشكال المقاومة الشعبية الأخرى للرئيس بشار الأسد. وقال المجلس في بيان يضم مطالب من سبع نقاط قدمه للمجموعة الدولية التي اجتمعت أمس في تونس أنه إذا لم يقبل النظام بنود المبادرة السياسية التي وضعتها جامعة الدول العربية ويوقف العنف ضد المدنيين، فإن مجموعة أصدقاء سوريا يجب ألا تمنع الدول من مساعدة المعارضة السورية عن طريق توفير المستشارين العسكريين والتدريب وتقديم الأسلحة للمعارضة للدفاع عن نفسها. وقاطعت كل من روسيا والصين ولبنان ايضا المؤتمر وكانت روسيا والصين قد استخدمتا حق الفيتو فى 4 فبراير ضد مشروع القرار العربي - الأوروبي بشأن سوريا.