يشتكي سكان بلدية سلمى بن زيادة بجيجل من معضلة أساسية ناجمة عن تدهور تام للطريق يربطها ببلدية تاكسنة، حيث وصل وضعه إلى درجة لاتطاق، جراء انجرافه وكثرة الحفر العميقة به، حيث لم يعد صالحا بشكل مطلق لسير المركبات والشاحنات. وحسب تصريح مواطنين يقطنون بمركز بلدية سلمى بن زيادة ل “الفجر”، فإن الشكاوى المقدمة للسلطات المحلية بخصوص الطريق المذكور لا تعد ولا تحصى، كما أن مسؤولي الولاية على علم بحال الطريق، وقد لاحظوا ذلك خلال العاصفة الثلجية التي شهدتها الولاية الشهر الماضي، ولكن لحد الآن لاتزال أوضاع السكان على حالها، مضيفين بأن الوضع الكارثي للطريق يتطلب التحرك العاجل من قبل جميع السلطات والهيئات المعنية، على اعتبار أن البلدية صارت معزولة على الولاية بنسبة كبيرة، معتبرين بأن المواطنين مازالوا يستعملون الطريق المذكور رغم صعوبته وخطورته، غير آبهين بالخسائر الفادحة التي يتكبدونها يوميا جراء التغيير المتواصل لقطع الغيار، وتعطل العديد من مركباتهم بسبب حال الطريق، ويعتبر تنقلهم للبلديات المجاورة أو عاصمة الولاية حتمية لقضاء حوائجهم المتعددة، والتي تعد مفقودة ببلديتهم. مركز صحي للديكور وفي هذا السياق، أكد مواطنو البلدية بأن الخدمات الطبية بالمنطقة لاتزال سيئة للغاية، على خلفية بقاء المركز الصحي دون تفعيل، فليس من المعقول يقول السكان أن تنجز الدولة مشروعا بحجم المركز الصحي بالملايير من أجل الديكور ليس إلا، على اعتبار أن المواطنين لم يجدوا فيه من منفعة سوى بعض الإسعافات الأولية والحقن، التي يقدمها ممرض معين بالمركز، لايشتغل حسب مصادرنا إلا فترة قصيرة جدا في النهار، لتبقى العيادة مغلقة في وجه المرضى في أغلب فترات النهار، وفي هذا السياق يتوجه السكان بندائهم إلى مدير الصحة بالولاية من أجل معالجة مشاكل الصحة بالبلدية انطلاقا من تجهيز المركز الصحي، وكذا تأطيره على الأقل بممرض إضافي وطبيب عام وطبيب أسنان، ناهيك عن تزويد المركز الصحي بسيارة إسعاف كغيره من المراكز الصحية المتواجدة بالبلديات الأخرى، وهذا لضمان الحد الأدنى من الخدمات الطبية المختلفة للمواطنين ووضع حد لتنقلهم اليومي في ظروف صعبة ولاإنسانية. معاناة مواطني سلمى بن زيادة تتصل أيضا بحرمانهم من الماء الشروب، حيث يعتمد سكان مشاتيها على أنفسهم من خلال التزود بالمياه من بعض الينابيع المتناثرة هنا وهناك، في ظل عدم ربط بيوتهم بشبكة توزيع المياه، ناهيك عن إنعدام شبكة صرف المياه القذرة على مستوى أغلب القرى ما يهدد بتلوث بيئة هذه البلدية ذات الطابع الغابي والجبلي، كما اعترف لنا المواطنون الذين تحدثنا إليهم باعتمادهم بصفة تكاد كلية على الجانب المعيشي، من خلال استغلال أراضيهم الخاصة في الزراعة الموجهة لتلبية حاجيات أسرهم من مختلف الخضر والفواكه إضافة إلى تربية الأبقار والأغنام والماعز، وفي هذا الإطار يطالب فلاحو المنطقة من الفرع الفلاحي الاهتمام أكثر بإنشغالاتهم والإستجابة لطلباتهم بخصوص الدعم الفلاحي، لأن عدد المستفيدين منه يعد ضئيلا مقارنة بطبيعة المنطقة وتركيبة سكانها باعتبار أن اغلبهم ترتكز أنشطتهم على الفلاحة بصفة عامة، أما عن أشكال الدعم الذي يحتاجون إليه، فقد أكد الفلاحون على تزويدهم بالأشجار المثمرة وفي مقدمتها اشجار الزيتون والنحل وبعض القروض الميسرة من بنك الفلاحة والتنمية الريفية. وحسب التوضيحات المقدمة من قبل عضو ببلدية سلمى بن زيادة، فإن أكبر مشكل يواجهه السكان حاليا والذي لا ينتظر أي تأخير آخر هو مشكل الطريق، بحيث أن قطعه صار يتطلب وقتا كبيرا بسبب اهترائه كليا، وعن سبب عدم تهيئته، أوضح مصدرنا بأن مشروع تعبيده قد أسند لإحدى المقاولات، ولكن الظروف الجوية الأخيرة حالت دون البدء في تهيئته، مع العلم أن المشروع هذا الذي سيعبد عبر أشطر، ستصل كلفته إلى 75 مليار سنتيم.