الأحد الوحيد الذي يحتفظ بالنسخة القولية والفعلية "الأصلية" لما نقوم به في هذه الحياة سرا وعلانية هو الله جل في علاه القائل في خصوص هذا الأمر "إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون". قبل خمس سنوات أطلت على الشعب الجزائري النسبة الكبيرة من الوجوه التي أطلت عليه اليوم في 2012م، وقبل 2012م أطلت عليه في 2007م وفي 2002م، وقبل ذلك بكثير حين قُرعت طبول الديمقراطية سنة 1989م أطلت عليه الكثير من هذه الوجوه الحاضرة اليوم إلا ما غاب منها في اللجوء السياسي بالخارج لدى بعض الدول التي لا تؤمن بالديمقراطية أصلا، والدول الديمقراطية التي آوت البعض منهم حولتهم حين رجعوا إلى بلدانهم بعد الربيع العربي المزعوم إلى أداة لتطبيق الأجندة الأمريكية الصهيونية في المنطقة، فمنهم من زعم أنه منقذ الأمة فما مرت سنوات حتى رأيناه يبحث عن الإنقاذ وهو تحت الأنقاض، ومنهم من رفع شعار حركة المجتمع الإسلامي لصالح الداخل وحركة تحرير فلسطين تحت اسم حماس لصالح الخارج وهو تحرير القدس فما مرت سنوات حتى رأيناه يساهم في الدفع بالشعب الجزائري إلى الكفر بالإسلام والمسلمين على حد سواء، حيث قام أحد الوزراء الحمسيين في الحكومة الانتقالية تحت اسم وزارة إعادة الهيكلة بطرد 480 ألف عامل كما جاء على لسانه هو بالذات في الوقت الذي كانت فيه فلول الإرهاب تذبح الأبرياء في جنح الليل، وهكذا تحالف الإرهاب بالليل مع عبد المجيد مناصرة في النهار حيث كان ذاك يقطع بالليل الأعناق وكان هذا يقطع بالنهار الأرزاق، وهو اليوم يطل على الشعب الجزائري باسم حزب جديد ولا يشعر بوخز الضمير لأنه يدرك مسبقا أن استنساخ أفعاله في الذاكرة الشعبية منعدم تماما إلى درجة توحي لمن يقرأ التاريخ أن الشعوب المسلمة عموما والعربية على الخصوص أمام فقدان الذاكرة التي ساهم في إتلافها علماء البلاط وخطباء السياط وفقهاء "الفساء والضراط" قد أصبحت تجعل القاتل الظالم والمقتول المظلوم سواء إذا كان القاتل من أصحاب السلطان والمقتول مشهودا له بالتقوى والإيمان فتقول "فلان سيدنا رضي الله عنه قتله سيدنا رضي الله عنه". أطل علينا جاب الله من قبل ومن بعد ولا أدري بأي وجه يطل مرة أخرى لأن نهضته وإصلاحه لا يشبهان نهضة وإصلاح ابن باديس ولا نهضة جان جاك روسو ولا نهضة وإصلاح جمال الدين بل هي حال من أربع أحوال منها اثنتان تمتاز بهما حركاتنا الإسلامية وحركته خاصة، 1 - نهضة بطيئة وسريعة العودة إلى النوم وأصحابها من نوع الحيوانات ذات الدم البارد كالتماسيح والثعابين ومحيط جاب الله القيادي من هذا النوع بالذات. 2 - نهضة سريعة وسريعة العودة إلى النوم وهي نهضة الحشرات من نوع العناكب والذباب حيث تعمل العناكب في مجلس الشورى الوثني والمكاتب الولائية على صيد الذباب في القاعدة عندما يجد المناضل المسكين نفسه عالقا في شباك صاغه له أولئك الكذبة الغشاشون. وعندما يتحول المناضل إلى نحلة ويهجم على جاب الله وجنوده باللسع يصبح غير مرغوب فيه، بل يُعتبر خارجا من الملة لأنه فارق الجماعة ورفض الطاعة، وعلى هذا الأساس طلب مني جاب الله الاعتذار حتى أبقى في الدائرة الذبابية عندما لسعته ولسعت تماسيحه وثعابينه بكتاب نشرته على حلقات في جريدة الوسط تحت عنوان "حركات بلا إسلام وإسلام بلا حركات"، وعندما رفضت البقاء في المحيط الذبابي الذي يقتات منه وجماعته قال لي "اخرج منها فإنك رجيم وإن عليك لعنتي إلى يوم الدين". واليوم هو يطل علينا بحركة تُختصر في فعل "جعت" "جبهة العدالة والتنمية" وهذا يعني أن تلك العناكب والتماسيح والثعابين المتجبللة المتعبدلة المتقطففة قد بلغ بها الجوع درجة السعار ولا بد لها من أحمرة وأبقار في موسم الكذب على الأمة وهم من رجال الأعمال والذين كنزوا القناطير المقنطرة من الذهب والفضة فيشترون مقاعدهم من حزب "جعت" فيقدمهم الشيخ الذي وضع الذباب بيده كل الصلاحيات، يقدمهم على الكتاب والمفكرين والأدباء والشعراء، لأن هؤلاء كالنحل ومن وزن النحل، وهم قلة بين آلاف الذباب ولا يستطيع جاب الله ومحيطه السكران بتسبيح الذباب له عبر ذاك الطنين أن يفرق ويميز بين النحل والذباب، والنحلة لا تشبع نهم جاب الله التمساح ومحيطه من التماسيح والثعابين من نوع الأناكوندا، فيبحث تحت سعار الجوع عن الأبقار والحمير، وما أكثر الحمير والبقر في ذاكرة أمة تسوي بين القاتل والمقتول، وبين الملائكة والحدادين. يطل على الشعب إسلاميون بنوا من عرق الشعب الفيلات وركبوا المراكب التي يفوق ثمنها مئات الملايين وساهموا في الدفع به إلى الإجرام والانتحار بعد أن وجدت الملايين أنفسها "ذبابا" تقتات من المزابل في آخر المطاف كأشباه أموات مع وقف التنفيذ بسبب إسلاميين مع وقف التنفيذ ولا علاقة لهم من قريب أو من بعيد بروح الإسلام وسماحة وعدالة الإسلام ونبي الإسلام عليه وعلى آله الصلاة والسلام.