حضور شخصيات ”سانت اجيديو” وغياب رفقاء ”الإصلاح” قال عبد الله جاب الله، رئيس هيئة المؤسسين لجبهة العدالة والتنمية، أن معارضة نظام الحكم ليست مكتوبة في جبين الجبهة، ليسارع بالتذكير أن تأسيس الجبهة لم يكن بغرض تقاسم الريع، بل من اجل خدمة الثلاثية المقدسة ”الإسلام، الوطن والشعب”· افتتح عبد الله جاب الله، المؤتمر التأسيسي لجبهة العدالة والتنمية، يوم أمس بالقاعة البيضاوية، التي غصّت بأزيد من 4 آلاف مندوب، وعدد معتبر من المدعوين، خاصة ممن شاركوا جاب الله في لقاء سانت اجيديو عام 1994 كعبد العزيز بلخادم، وخالد بن سماعين· فيما أوفد علي يحيى عبد النور، رئيس الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان، مصطفى بوشاشي، وكذلك الحال مع لويزة حنون التي غابت وناب عنها القياديان في حزبها جودي جلول ورمضان تعزيبت· فيما كان لافتا غياب الأرندي عن موعد جاب الله· وفي كلمة ألقاها ارتجالا على مدار ساعة من الزمن، رافع جاب الله الذي استقبل بهتافات ”يا جاب الله يا شجاع المبادئ لا تباع”، و”بن باديس بن باديس، جاب الله هو الرئيس”، لصالح الإصلاحات السياسية التي أقرها بوتفليقة قبل سنة، وإن لمح إلى أنها بوشرت بضغط ”الثورات العربية”· وقال جاب الله في هذا الشأن ”نشكر كل من ساهم من أجل الإصلاح السياسي·· شباب الثورات العربية”، واعتبر جاب الذي يخوض ثالث تجربة حزبية في مشواره السياسي بعد حركتي النهضة والإصلاح، أن الإصلاحات السياسية تستحق التثمين رغم النقص التي عليها، لعل أهم ركيزة في الإصلاحات، تستوجب الإصلاح هو الدستور بما يحدث توافقا بين السلطات، لتضع كل سلطة حدا لتعسف سلطة أخرى· ورغم الإيجابيات التي لمسها جاب الله في قانون الانتخابات الجديد، فإنه لمس بعض الاختلالات، التي دعا إلى استدراكها، وكذلك الحال مع قانون الأحزاب بما يضمن المساواة بين كل التشكيلات السياسية· وكشف جاب الله عن ”تخوف وقلق”، مرده ضيق الفترة الزمنية حتى الانتخابات التشريعية التي ستجرى في العاشر ماي، وذهب إلى حد التشكيك في الرزنامة التي وضعت بغرض تعطيل التشكيلات الجديدة عن تحضير نفسها· ومن الجوانب التي تم تجاهلها في مسار الإصلاحات السياسية، يذكر جاب الله، المصالحة الوطنية، التي شدد على وجوب إتمامها ”ما يرفع الغبن عن شريحة هامة من المجتمع”، في إشارة منه إلى المقصيين من العودة إلى العمل السياسي نتيجة للتدابير التي جاء بها ميثاق السلم والمصالحة الوطنية، وهم الناشطون السابقون في الفيس المحل، وعند حديثه عن المصالحة، عاد إلى ”عرابي” المصالحة الوطنية عند اشتعال الأزمة الأمنية، وخاطب من شاركهم لقاء سانت ايجيديو، الذين حضورا أمس المؤتمر التأسيسي وبالاسم عددهم ”كنا مع بلخادم، خالد بن سماعين، والراحل عبد الحميد مهري -انفجرت القاعة بالتصفيقات ونهض الجميع احتراما للراحل مهري-”· وأمل جاب الله أن يتم استدراك هذه الاختلالات تحت شعار المصالحة بألا غالب ولا مغلوب· وقدم جاب الله، تقييما سلبيا، لأداء النخب التي تولت تسيير الجزائر منذ الاستقلال· وبرأي المتحدث، فإنه رغم الجهد الذي بذلته، لم تفلح في بناء الجزائر وفق ما جاء في بيان أول نوفمبر· وعاد جاب الله إلى رفع شعار عفا الله عما سلف، وعدم النظر إلى ماضي الأشخاص· هذا وأظهر المؤتمر التأسيسي مدى التباعد والتنافر بينه وبين، ”رفقائه” السابقين في حركة الإصلاح الوطني التي خرج منها عام 2004 ، حيث لم يحضر أي قيادي من الإصلاح، حتى الذين غادروها إلى أحزاب أخرى كجمال بن عبد السلام الذي أسس جبهة الجزائرالجديدة· فيما حضر المؤتمر أمين عام حركة النهضة التي أسسها جاب الله، تحت مسمى ”حركة النهضة الإسلامية” بعد التعددية·