يتجرع سكان قريتي إجيسن وأولاد علي، التابعتين لبلدية ذراع قبيلة الواقعة بالشمال الغربي لولاية سطيف، مرارة البؤس والحرمان، جراء النقص الفادح في المرافق التنموية وضروريات العيش الكريم، التي أدخلتهم في دوامة المعاناة التي لم تفارقهم منذ سنوات عديدة، دون تدخل السلطات المحلية لترفع عنهم الغبن. في جولة قادتنا إلى المنطقة وقفنا على حجم المعاناة التي يكابدها سكان أعزل القرى بالمنطقة الشمالية للولاية، فالبداية كانت مع سكان قرية إيجيسن المذكورة، الذين أبدوا في حديثهم مع “الفجر” استياءهم الشديد تجاه الوضعية الكارثية للطريق المؤدي للقرية الذي يتميز بالأوحال والحفر شتاء والأتربة والغبار صيفا، حيث لم يتم ترميمه منذ سنوات وأصبح غير صالح للاستعمال حتى للجرارات. كما تفتقر القرية إلى الإنارة العمومية، أين ألف السكان العيش في الظلام الرهيب. ويضاف إلى قائمة المعاناة مشكل الماء الشروب، حيث لايزال السكان يعتمدون على الوسائل البدائية كالحمير لجلب هذه المادة من الينابيع على ضفاف الأودية وتحت سفوح الجبال لمسافات طويلة، ناهيك عن بعض الآبار التي أضحت تهدد السكان بأمراض خطيرة، خصوصا مع النقص المسجل في مجال الرعاية الصحية، إذ تفتقر القرية لمركز صحي أو عيادة تضمن توفير أبسط الخدمات الصحية للسكان.وفي سياق متصل، طرح سكان قرية أولاد علي نفس المشاكل، ويضاف إليها - حسبهم - هاجس الشباب الضائع في دائرة التسكعات الجدرانية بسبب غياب فضاءات ومرافق ترفيهية لقضاء أوقاتهم، ومشكل البطالة الذي يتربع على عرش قائمة المشاكل بسبب انعدام فرص التشغيل، وهو مايهدد - حسب الآباء -بولوج أبناءهم عالم الانحراف. وتبقى مطالب الشباب بإنجاز ملعب وقاعة للأنترنت أكثر من ضرورة في الوقت الراهن..ولوضع حد لهذه المعاناة، يناشد السكان المسؤولين بالتفاتة والتكفل بانشغالاتهم وفتح الأبواب في وجوههم، وتخصيص فرص شغل للشباب الذي عانى ومازال يعاني من حدة البطالة، لتشجيعهم على البقاء في المنطقة وعدم النزوح نحو المدن لخدمة أراضيهم التي هجروها بعد العشرية السوداء و رجعوا إليها بعد عودة الأمن إلى المنطقة. من جهتها، تؤكد مصالح بلدية ذراع قبيلة أن “المير” رفع انشغالات السكان إلى الجهات العليا، لاسيما في فترة الأزمة المناخية التي عصفت بالمنطقة مؤخرا، وبدأت البلدية تستفيد من بعض المشاريع، على غرار التهيئة التي خصص لها غلاف مالي معتبر، والأشغال على وشك الانطلاق، إضافة إلى توسيع دار الشباب بعاصمة البلدية سيكون في مستوى تطلعات الشباب، وكذا تزويد المكتبة المحاذية له بالمستلزمات الناقصة كالكتب، الأنترنت وغيرها. كما أكد مسؤولون بالبلدية أنهم على وشك القضاء على مشكل الغاز بالمنطقة الذي ضل كهدف أولي منذ سنوات، ويأملون حل المشاكل المتبقية في أقرب وقت ممكن.