تقع بلدية بئر بن عابد ب 90 كلم إلى الشرق من عاصمة الولاية المدية، وهي إحدى البلديات الثلاث التابعة لدائرة القلب الكبير، شهدت أزمة حادّة حول اختيار مكان مقرّها أثناء التقسيم الإداري لعام 1984 لدرجة الصدام العنيف، يغلب عليها الطابع الفلاحي بنسبة 100 في المائة، ويبلغ تعداد سكانها 12 ألف نسمة، حسب آخر إحصاء للسكان الذين نزح أغلبيتهم من المناطق الجبلية نحو الأراضي المتاخمة للمنطقة الحضرية وما جاورها تحت ضربات الإرهاب الأعمى خلال اشتداد الأزمة الأمنية منذ منتصف القرن الماضي، على غرار قرى أولاد أعمر، الشوايطية، بورفو الزغالة وأولاد طاعن. وحسب الذين تحدّثوا إلى (أخبار اليوم) فإن سكان الجهة الغربية يعانون التهميش الذي افتعلته التصرّفات الضيّقة لمسؤولي البلدية بتقسيم ترابها معنويا إلى معسكرين غربي وشرقي خلال السنوات الأخيرة· حسب ذات المعلومات المستقاة من سكان الجهة الغربية، فإن الزّائر للمنطقتين من تراب البلدية يكتشف الفارق الكبير في مظاهر التنمية، في مقدّمتها حصص السكنات الرّيفية التي لم يستفد سكان قراها كالشوايطية، أولاد أعمر وأولاد سعيد، الذين قدّموا النّفس والنّفيس خلال ثورة التحرير، وفي معركة جبل بولقرون الشهيرة يوم الخامس من مارس سنة 1958 التي أبلى فيها الرائد سي لخضر الشهادة رفقة 72 مجاهدا، حيث من إجمالي السكنات من صيغة السكن الرّيفي لم تتجاوز حصّة البلدية 400 حصّة في ظلّ تزايد الطلبات على هذا النّوع من السكن (نحو ألف ملف) من قبل الرّاغبين في العودة إلى أراضيهم المهجورة لأزيد من 15سنة. وحسب ذات المصادر العليمة، فإن 21 سكنا ريفيا ما يزال المستفيدون منها منذ عام 2008 ينتظرون قرارات الاستفادة التي تمّ إلغاؤها من طرف جهات فوقية لأسباب تبقى مجهولة لحد الساعة. كما أن المجمّعات السكنية المنجزة قبل 4 سنوات بحاجة إلى المرافق الضرورية لحياة بني البشر، خاصّة بالمناطق المسمّاة بالحضرية، كالمجمّع السكني الرّيفي ب 39 وحدة سبق للمستفيدين، وأن دفعوا فيها 25 مليون سنتيم، ورغم انتهاء الأشغال وتسليمهم المفاتيح إلاّ أن مساكنهم لازالت دون ربط بالشبكة الكهربائية، كما أنها حسب ذات المصادر لا تزال تفتقر إلى قنوات الصرف الصحّي والتزوّد بالماء الشروب، فيما يعاني 26 مواطنا من مشكل إلغاء هذه الحصّة من طرف الوكالة العقارية بالرغم من دفع المستفيدين المبلغ المحدّد ب 25 مليون سنتيم. ونفس المعاناة يتعرّض لها قاطنو الحيين 24 سكنا و12 سكنا رغم صغر حجمهما العمراني، يضاف إليها مشكل الصحّة التي لا تزال هي الأخرى مريضة بهذه البلدية، فهي تتوفّر على ستّة قاعات للعلاج بجاحة ماسّة إلى التأطير في جانب الممرّضين والممرّضات، وعيادة متعدّدة الخدمات مقارنة بعدد سكان البلدية. وفي رأي سكان البلدية فإن قاعة العلاج المحوّلة إلى عيادة لا تفي بالغرض المطلوب· وبالنّسبة لقطاع التربية فالبلدية تتوفّر على 13 مدرسة ابتدائية ومتوسطتين وثانوية فتحت أبوابها بداية الموسم الدراسي الحالي. ومن بين المشاكل المطروحة بالنّسبة للمتمدرسين في مرحلة المتوسط انعدام المطعم في المتوسطة الجديدة التي فتحت أبوابها للتلاميذ مع بداية الدخول المدرسي 2009-2010، ما جعل التلاميذ القادمين من القرى البعيدة يعتمدون على أكلة (الفرنطيطة) غير المحتوية على الحريرات الكافية لجسم الإنسان رغم وعد وزير التربية الوطنية ببرمجة مطعم بهذه المؤسسة التربوية عند زيارته لذات المؤسسة السنة الماضية. كما يبقى شباب بئر بن عابد يعانون نقصا فادحا في جانب المرافق الترفيهية والتثقيفية كانقطاع خدمات الأنترنت لأكثر من ثلاثة أشهر بمكتبة البلدية دون إصلاح العطب بها، الشيء الذي اضطرّ طلبة وتلاميذ المنطقة إلى تحمّل معاناة السفر اليومي إلى بلدية القلب الكبير مقرّ الدائرة لإنجاز بحوثهم، إضافة إلى توقّف النّادي الرياضي لكرة القدم، وكذا رياضة الكراتي دو حتى إشعار آخر.