سجن شرطيين في تونس بتهمة قتل متظاهر خلال الثورة أقر الرئيس التونسي المؤقت، المنصف المرزوقي، بأن تونس تواجه مشاكل بالغة الأهمية مثل الحركة السلفية، بينما اندلعت مواجهات خطيرة ببلدة بأقصى الجنوب التونسي بسبب خلاف على إمام أحد المساجد. وقال المرزوقي في مقابلة مع جوليان أسانج ضمن برنامجه ”عالم الغد” على شبكة ”روسيا اليوم” إن الحركة السلفية ”ميّالة إلى اليمين بشكل متطرّف في تونس وهم بإمكانهم أن يشكلوا خطرا على الديمقراطية ويتوجب علينا أن نواجه المشكلة من منظور سياسي، علينا أن نتناقش معهم أو ما شابه، لكن البعض منهم لا يقبلون أي نوع من النقاش السياسي والبعض منهم سيشكلون نوعا من التهديد للديمقراطية”، إلا أن الرئيس التونسي دافع عن الإسلاميين الذين وصلوا إلى الحكم خلال ما يعرف ب ”الربيع العربي”. وأكد أن الإسلاميين الذين دخلوا البرلمان في مصر وتونس يعملون وفق القواعد الديمقراطية وفازوا في انتخابات ديمقراطية، واستبعد احتمال خروجهم عن قواعد اللعبة الديمقراطية، مكررا أن ”لا خوف من الإسلاميين”. وردا على بعض مناصري النظام السوري في تونس الذين يقولون إنه ”ديكتاتورية وطنية”، قال الرئيس التونسي ”نحن نعلم أنه لا يوجد هناك ديكتاتور وطني. ليست هناك دكتاتورية جيدة، الديكتاتورية هي الديكتاتورية، فاسدة، وحشية، وضد شعبها”. وفي الموضوع السوري، جدد المرزوقي رفضه ”أي نوع من التدخل الأجنبي في سوريا مهما كان مصدره”، وقال ”أنا أؤمن أن تسليح السوريين سيؤدي إلى حرب أهلية. أعتقد أن ذلك ليس خيارا جيدا.. أنا لا أزال أؤمن أن الحل الوحيد لابد أن يكون سياسيا، وأننا يجب أن نجد أرضية مشتركة بين المعارضة والنظام”. وكان المرزوقي قد صرح الشهر الماضي بأن الرئيس السوري ”سيرحل حيا أو ميتا”، وردد خلال زيارته إلى قطر أن نسبة نجاح مهمة المبعوث الدولي كوفي عنان إلى سوريا لا تتعدى 3 في المئة. من جهة أخرى، اندلعت أمس مواجهات عشائرية عنيفة في منطقة بن قردان في محافظة مدنين القريبة من الحدود الليبية. وذكرت وكالة الأنباء التونسية الرسمية أن هذه المواجهات اندلعت بين عرشي ”الربايع” و”الطوازين” وتطورت لتبلغ أشدها بحرق المنازل وتزايد أعمال التخريب. وبدأت هذه المواجهات على خلفية تغيير إمام أحد المساجد منذ أسبوع ما أثار خلافا بين مجموعتين نتج عنه إصابة شخص برصاصة في رجله ليتم نقله إلى مستشفى صفاقس حيث تم بترها، وبوصول هذا الخبر إلى عرشه تجدّدت المواجهات بين العرشين. ونقلت الوكالة عن مصدر أمني لم تذكره بالاسم، قوله إن الوضع الأمني في المنطقة ”حرج جدا وليس في إمكان رجال الأمن التدخل”، لافتا في هذا السياق إلى أن إحدى السيارات التابعة لقوات الأمن ”تم تهشيمها وأصيب عون أمن بداخلها”. وفي سياق آخر، قال مصدر رسمي أمس الأربعاء إن محكمة تونسية قضت بسجن شرطيين أدينا بقتل متظاهر لمدة 20 عاما في أول حكم يصدر ضد عناصر من الشرطة بتهمة قتل مدنيين خلال الثورة التي أطاحت بنظام الرئيس زين العابدين العام الماضي.