انطلاق الدورة ال38 للجنة نقاط الاتصال للآلية الإفريقية للتقييم من قبل النظراء بالجزائر    قانون المالية: المحكمة الدستورية تصرح بعدم دستورية التعديلات الواردة على المواد 23 و29 و33 و55    الجزائر ترحب "أيما ترحيب" بإصدار محكمة الجنايات الدولية لمذكرتي اعتقال في حق مسؤولين في الكيان الصهيوني    هذه حقيقة دفع رسم المرور عبر الطريق السيّار    توقيف 55 تاجر مخدرات خلال أسبوع    سوناطراك تجري محادثات مع جون كوكريل    تقليد المنتجات الصيدلانية مِحور ملتقى    اللواء سماعلي قائداً جديداً للقوات البريّة    عطاف يتلقى اتصالا من عراقجي    مكتسبات كبيرة للجزائر في مجال حقوق الطفل    حوادث المرور: وفاة 11 شخصا وإصابة 418 آخرين بجروح بالمناطق الحضرية خلال أسبوع    توقيف 4 أشخاص متورطين في قضية سرقة    أكثر من 500 مشاركاً في سباق الدرب 2024    الجزائر العاصمة.. وجهة لا يمكن تفويتها    التأكيد على ضرورة تحسين الخدمات الصحية بالجنوب    اجتماع تنسيقي لأعضاء الوفد البرلماني لمجلس الأمة تحضيرا للمشاركة في الندوة ال48 للتنسيقية الأوروبية للجان التضامن مع الشعب الصحراوي    فلاحة: التمور الجزائرية تصدر إلى أكثر من 90 دولة    رئيس الجمهورية يتلقى رسالة خطية من نظيره الصومالي    وزير الصحة يبرز التقدم الذي أحرزته الجزائر في مجال مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات    الأسبوع العالمي للمقاولاتية بورقلة:عرض نماذج ناجحة لمؤسسات ناشئة في مجال المقاولاتية    رفع دعوى قضائية ضد الكاتب كمال داود    غزة: ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 44056 شهيدا و 104268 جريحا    المجلس الأعلى للشباب ينظم الأحد المقبل يوما دراسيا إحياء للأسبوع العالمي للمقاولاتية    صناعة غذائية: التكنولوجيا في خدمة الأمن الغذائي وصحة الإنسان    منظمة "اليونسكو" تحذر من المساس بالمواقع المشمولة بالحماية المعززة في لبنان    كرة القدم/ سيدات: نسعى للحفاظ على نفس الديناميكية من اجل التحضير جيدا لكان 2025    غزة: 66 شهيدا و100 جريح في قصف الاحتلال مربعا سكنيا ببيت لاهيا شمال القطاع    حملات مُكثّفة للحد من انتشار السكّري    الملفات التي تمس انشغالات المواطن أولوية    الجزائر تتابع بقلق عميق الأزمة في ليبيا    الرئيس تبون يمنح حصة اضافية من دفاتر الحج للمسجلين في قرعة 2025    "صفعة قانونية وسياسية" للاحتلال المغربي وحلفائه    الجزائر متمسّكة بالدفاع عن القضايا العادلة والحقوق المشروعة للشعوب    90 رخصة جديدة لحفر الآبار    خارطة طريق لتحسين الحضري بالخروب    قمة مثيرة في قسنطينة و"الوفاق" يتحدى "أقبو"    بين تعويض شايل وتأكيد حجار    3233 مؤسسة وفرت 30 ألف منصب شغل جديد    طبعة ثالثة للأيام السينمائية للفيلم القصير الأحد المقبل    ارتفاع عروض العمل ب40% في 2024    مجلس الأمن يخفق في التصويت على مشروع قرار وقف إطلاق النار ..الجزائر ستواصل في المطالبة بوقف فوري للحرب على غزة    40 مليارا لتجسيد 30 مشروعا بابن باديس    الشريعة تحتضن سباق الأبطال    الوكالة الوطنية للأمن الصحي ومنظمة الصحة العالمية : التوقيع على مخطط عمل مشترك    دعوة إلى تجديد دور النشر لسبل ترويج كُتّابها    مصادرة 3750 قرص مهلوس    فنانون يستذكرون الراحلة وردة هذا الأحد    رياضة (منشطات/ ملتقى دولي): الجزائر تطابق تشريعاتها مع اللوائح والقوانين الدولية    خلال المهرجان الثقافي الدولي للفن المعاصر : لقاء "فن المقاومة الفلسطينية" بمشاركة فنانين فلسطينيين مرموقين    الملتقى الوطني" أدب المقاومة في الجزائر " : إبراز أهمية أدب المقاومة في مواجهة الاستعمار وأثره في إثراء الثقافة الوطنية    ماندي الأكثر مشاركة    الجزائر ثانيةً في أولمبياد الرياضيات    هتافات باسم القذافي!    هكذا ناظر الشافعي أهل العلم في طفولته    الاسْتِخارة.. سُنَّة نبَوية    الأمل في الله.. إيمان وحياة    المخدرات وراء ضياع الدين والأعمار والجرائم    نوفمبر زلزال ضرب فرنسا..!؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



العرب صنعوا الحدث في "ربيع"عاصف
نشر في النصر يوم 30 - 12 - 2011


2011 سنة الثورات والشك
تسقط اليوم الورقة الأخيرة من سنة ليست ككل السنوات، سنة سيذكرها المؤرخون كثيرا فيما بعد، ليس لأنها كانت حبلى بالأحداث التي فاجأت أكثر المراقبين نباهة فحسب، بل لأنها ستصبح عتبة فارقة في تاريخ منطقة هامة من العالم.
فمنذا الذي كان يتوقع أن سنة 2011 ستشهد محاكمة أول حليف للغرب في الشرق الأوسط على سرير نقال، وهو الذي كان يرفع سبابته في وجوه الجميع ويعتقد أنه رمانة ميزان العالم، وأي خيال مجنون كان سيرسم صورة جثة من كان يصف نفسه بملك ملوك إفريقيا وهي معروضة في سوق للحوم، أو منظر الزعيم ذاته وهو يتعرض للشتم والضرب بالأيدي التي كانت ترتفع لتحيته منذ أكثر من أربعة عقود. و من كان يتصوّر أن الرجل الذي حكم تونس بقبضة من حديد سيفر إلى السعودية ويترك الحكم لخريجي سجونه الذي سيبيعون قصوره في المزاد كما يبيعون جواهر زوجته ليلى و أحذيتها الألف.
صحيح أن الثورات العربية كانت مدفوعة بالحاجة إلى الحرية و الديموقراطية وهو مطلب لا يحتاج إلى مناقشة، لكن محاولات الاستقطاب التي تقوم بها قوى استعمارية وكذا ممالك وإمارات عربية (وهي آخر من يجوز له عن الديموقراطية) أيقظت مخاوف من التفاف أخطبوطي على "الثورات" وإيجاد زبائن جدد بين من تدفع بهم هذه الحركات إلى الحكم يؤجلون الربيع العربي 50 سنة أخرى.
وحتى و إن شهدت هذه السنة أزمة إقتصادية في أوروبا أعادت سكان قارة الرفاهية إلى أزمنة الخوف، فإن ما حدث في العالم العربي يعد العنوان الأبرز للسنة التي تلفظ أنفاسها الآن، في انتظار ما تحمله السنة القادمة من مفاجآت، ما دامت التنبؤات لم تعد قادرة على مجاراة الواقع.
التحرير
إصلاحات سياسية بعنوان الانفتاح والجزائريون لم يستجيبوا "لإغراء " الثورات
ودع الجزائريون عام 2011 الذي يعتبر بحق فترة مفصلية في حياة بلادنا، وتقاسم ملايين من أبناء البلد الشعور بالخوف من الحاضر والتوجس من مفاجآت المستقبل في ظل التطورات السريعة و المتلاحقة التي شهدتها دول الجوار الاستراتيجي.
و أعطت الأحداث التي شهدتها بلادنا في مطلع العام الانطباع بأن الجزائر كانت مقبلة فعلا على تحولات عميقة، تحت تأثير ما يحدث من “ثورات” في دول الجوار، و لكن لا شيء حدث من ذلك، بعكس القراءات الجازمة والحاسمة لمخابر غربية و أوساط دبلوماسية أجنبية و القائلة بأن السؤال الذي يطرح نفسه ليس أن كانت الجزائر ستلتحق بالركب أو لا بل متى يحدث ذلك؟
ورغم الشكوك التي طورها البعض بأن تلك الأحداث مدبرة ومفبركة لامتصاص ثورة تتقد في النفوس ، تبين لاحقا أن الذي اخرج الشباب للشارع هي نقمة المهشمين اقتصاديا و اجتماعيا على اوضاعهم الاجتماعية ، وفهمت السلطات الإيعاز في حينه باعتماد إجراءات استعجاليه لمنع انفجار اكبر من خلال سياسة دعم اسعار المواد ذات الاستهلاك الواسع وعمليات توظيف واسعة في مناصب مؤقتة ، سميت بعملية شراء السلم الاجتماعي( الذي قال الوزير الاول أحمد اويحيى ساعتها انه لا يقدر بثمن)، وساعدت وفرة الأموال في صناديق الدولة في تحقيق تلك الأهداف، وقطعت بالتالي الطريق أمام محاولات قوى خفية لاستغلال الوضع الاجتماعي لتكرار أكتوبر جديد أو نقل التجربتين التونسية و المصرية إلى بلادنا، و المغامرة الجزائرية في غياهب أزمة في وقت لم تندمل جراح الماضي.
و جرت مرافقة عملية تهدئة الجبهة الاجتماعية بمراجعات و تصحيحات ضمت تعديل قانون العقوبات ورفع أحكام السجن عن جنحة القذف، و رفع حالة الطوارى التي استمر العمل بها منذ حوالي 19 سنة على التوالي،
واطلقت وعود الانفتاح التي تضمنها خطاب 15 افريل ديناميكية جديدة في الساحة غطت على دعاة التغيير الذين حاولوا توظيف أحداث جانفي و الثورات التي شهدتها دول الجوار لفرض رزنامة خاصة ، و أعادت من يمنون أنفسهم بكراسي الحكم الوفيرة إلى الواقع الجزائري بكل ثوابته ومتغيراته وتناقضاته.
وفشلت التنسيقيات و التحالفات من أجل التغيير التي ملأت الساحة النصف الاول من السنة في تحريك الشارع وركوبه ، و تراجع عدد المشاركين في المسيرات، التي كانت تحاط بتغطية إعلامية ضخمة تدريجيا إلى أن أنطفا وهجها.
وفي ظل عجز المعارضة مضت السلطات في خططها الاصلاحية دون تعجل أي التغيير في إطار الاستمرارية ، وتم انشاء لجنة مشاورات سياسية في شهر جوان، بالموازاة مع ذلك باشرت الحكومة عملية تحيين نصوص قانونية لها صلة بتنظيم وتأطير الساحة السياسية و قطاع الاعلام تطبيقا لتعليمات رئيس الجمهورية، وضمت هذه النصوص قانون الانتخابات والتنافي مع المهمة البرلمانية وتمثيل المرأة في الحياة السياسة والأحزاب السياسية والجمعيات والإعلام، و تهدف هذه النصوص أساسا إلى منح تراخيص لاحزاب جديدة وتحرير قطاع السمعي البصري و تعزيز حضور النساء في المؤسسات المنتخبة ،
و تم اثراء هذه النصوص بمقترحات لجنة المشاورات السياسية قبل تقديمها للرأي العام، ثم للنواب لمناقشتها ووضع لمساتهم عليها، و نقلت الحكومة النقاش الدائر في الاحزاب والصحف إلى قبة البرلمان،الذي شهد طيلة في دورته الخريفية مواجهات غير مسبوقة اعادت الى الاذهان الحراك الذي عاشه برلمان 972002.
و أنعشت هذه النصوص الساحة السياسية وسط انتقادات المعارضة لمضامينها وصدرت مطالب بقراءة ثانية لها من أحزاب وشخصيات كثيرة داخل وخارج البرلمان، بما في ذلك حركة مجتمع السلم الشريك في التحالف الرئاسي، في تحول لافت في مواقف الأحزاب الذي يرى أن استمراره في التحالف و دعم مشاريع السلطة اصبح مكلفا بعد 16 سنة من المشاركة في القرار السياسي، إلى جانب أنه لا يخدم حساباته الآنية بالاستفادة مع التحولات الجارية في المنطقة و قبول القوى الغربية بوجوده”اسلاميين معتدلين “ في الحكم، متوهمين أن ما حصل عليه تيار الأخوان المسلمين في تونس ومصر وليبيا لاحقا قابل للاستنساخ في الجزائر.
وأثارت هذه التحولات في مواقف الإسلاميين في التعامل حفيظة كل التيارات الأخرى متوجسة منهم، و تحولوا إلى هدف لكل الحملات لتحجيمهم وقطع الطريق أمامهم في الانتخابات المقبلة لمنع سيناريو مشابه لما حدث قبل عشرين سنة بالتمام.
وتشكل هذه الانتخابات التي ستتيح المشاركة فيها لقوى حزبية جديدة منعرجا حاسما بالنسبة لأنصار التحول تدريجي لطبيعة نظام الحكم وتوسيع قاعدته إلى قوى جديدة وبالنسبة للتيار الاسلاميين لقياس حقيقة وزنهم و نفس الشيء للقوى التي حملت شعار التغيير السلمي او الثوري عبر الشارع، و الاهم في ذلك انها اختبار لمدى ايمان الجزائريين بهذه الاصلاحات و التفاهم حولها.
وسيكون العام الجديد امتدادا للذي سبقه حابل بالمفاجآت و التحديات أيضا.
جمال علي عمار
الاحتجاج يتحول إلى لغة يومية للجزائريين
شهدت سنة 2011 خروجا قياسيا للمواطنين الى الشوارع ليس للعمل بل للتظاهر والتجمهر وغلق الطرقات في أسلوب تحول من أداة تعبير إلى ثقافة وطريق سهل لتحقيق هذا المطلب أو ذاك.
طريقة الاحتجاج بغلق الطرقات و الاعتصام وإن لم تكن بجديدة على الواقع الجزائري إلا إنها اتخذت منحى آخر في أعقاب ما يعرف بأحداث الزيت والسكر .. فبعد أن كان الأمر مقتصرا على فئات معينة كاد أن يتحول إلى ظاهرة عامة وسلوك جماعي لا يفرق بين الحق الشخصي وحقوق الآخرين و أصبح قطع الطريق وغلق البلدية أو الدائرة أو أي مرفق خدماتي فعل يؤدي حتما إلى ردة فعل سريعة وتجاوب حتى مع أكثر المطالب غرابة، وقد بلغ الأمر حد اللجوء إلى طرق استعراضية كالتهديد بالانتحار من فوق بناية أو حرقا أو باستعمال آلة حادة، في انحراف خطير كرسه التجاوب السريع للجهات المعنية، وأصبح لا يمر يوم إلا وتتعثر فيه الحركة بالطرقات وتشل الخدمات لأن هذا الشخص أو تلك الجماعة يريدون إيصال رسالة أو طرح مطلب، ويفضلون إشراك الآخرين ليس في التفكير لإيجاد حل بل بالتسبب في متاعب إضافية وإقحام من لا علاقة لهم بالأمر لا من قريب ولا من بعيد .
ما يحدث لا يدين المحتجين فقط بل إن لمن يتعاطون مع مثل هذه السلوكات يد في تفشيها كون المواطن وجد في بعض النماذج سلوكا اقتدى به لاختصار طريق كله بيروقراطية وتعقيدات، فرئيس البلدية او مدير المؤسسة الذي يجد المواطن أو العامل صعوبة في الوصول إليه بالطرق التقليدية يرسم ابتسامة عريضة غير مألوفة على وجهه ويبالغ في تدليل من أخرجوا المطالب عن إطارها بل ويبدي مرونة أكبر ويحقق بقدرة قادر ما كان مستحيلا قبل غلق المؤسسة أو الطريق،، هكذا تدريجيا انتقل الأمر من مجرد حالات هجينة إلى ثقافة تفشت حتى في أوساط فئات يفترض أنها تتسم بالوعي كالطلبة والمعلمين وبات الحصول على عمل أو زيادة في الراتب أو سكن وتوفير الماء والغاز ووضع الممهلات وإبادة الكلاب الضالة مطالب تتحقق عبر طريق مغلق و عجلات محروقة وحجارة أصبحت لغة جديدة للتعبير عن مطالب "شرعية" فقد أصحابها الأمل في استعمال القنوات المشروعة لكنهم في نفس الوقت استسهلوا أسلوبا أدى إلى تفشي الفوضى وخلق مرجعيات سلوكية خاطئة تستدعي وقفة لتقويم ظاهرة لا نجدها حتى في أكثر الدول تخلفا، وقد بلغ الأمر حد الإنتقال من المطالب الأساسية إلى مطالب غير منطقية كرفض مستفيدين لسكنات تتوفر على كل المرافق كونها تبعد عن وسط المدينة بل و إشتراط مواقع بعينها رغم حاجتهم الملحة لسكنات لائقة، وفي حالات أخرى حاول مواطنون الحصول على قطع أرضية بالقوة وهناك من إختصروا الطريق و احتلوا سكنات اجتماعية وترقوية جاهزة ومحلات تجارية ملك للغير وكانت أكثر القصص غرابة تلك التي يحتج فيها زوج على مشكل شخصي مع زوجته بحرق نفسه والأمثلة لا تعد عن حالات لا تخضع إلا منطق الفوضى والإخلال بالنظام العام كوسيلة ضغط.
الأرقام التي كشفت عنها أجهزة أمنية تشير إلى تزايد حالات الإخلال بالنظام العام حيث ورد في حصيلة سداسية للدرك الوطني أن الجهة الشرقية عرفت تضاعف عمليات التجمهر والإضراب و الإعتصامات وغلق الطريق العام حيث أن التقرير الخاص بحصيلة نشاط القيادة الجهوية الخامسة للدرك خلال الستة أشهر الأولى من السنة تضمن معطيات لم يسبق تسجيلها لها علاقة بما شهدته البلاد من اضطرابات وحراك اجتماعي بداية من شهر جانفى، حيث سجلت أكثر من 2200 حالة إخلال بالنظام العام، من تجمهرات وإضرابات وعمليات غلق للطريق، عرفت ارتفاعا يقارب 250 بالمائة مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية،حيث قامت مختلف الوحدات عبر 15 ولاية ب435 تدخلا، كما تم التدخل لإخلاء 2697 سكنا تم احتلالها بطرق غير قانونية من طرف طالبي السكن مع حصر عدد كبير من عمليات ومحاولات الانتحار الاستعراضية التي وصفت في تقرير الدرك بالغريبة عن المجتمع ولاحظت مختلف الوحدات من خلال نشاطها تسلل عصابات الإجرام في أوساط المتجمهرين والمحتجين للقيام بعمليات سلب و اعتداء، وبولاية قسنطينة سجل ارتفاع تعدى نسبة 370 بالمائة في الأربعة أشهر من السنة الجارية، وهي مؤشرات خطيرة تضع الشارع رهينة حراك يفترض أن تحتويه حركة جمعوية غائبة تماما عن الساحة وما هو موجود منها فقد مصداقيته مما حول عمليات طرح المطالب إلى معارك تعتمد على منطق القوة سواء في الطرحأو الإستجابة . نرجس/ ك
العلاقات مع ليبيا، اختطاف البحارة وتعاظم التهديدات الإرهابية في الساحل
الدبلوماسية الجزائرية على المحك بسبب تداعيات الربيع العربي
تعرضت الدبلوماسية الجزائرية، خلال 2011، لانتقادات كبيرة في الداخل والخارج، بسبب مواقفها إزاء الأحداث التي عرفها العالم العربي، وهي الانتقادات التي رد عليها وزير الخارجية مراد مدلسي، بتأكيده بأن مواقف الجزائر تميزت ب"المسؤولة" حيال التحولات الجارية في المنطقة واعترف بأن الجزائر تواجه مرحلة صعبة على المستوى الاستراتيجي بسبب استقلالية مواقفها.
لم تكن سنة 2011، "بردا وسلاما" على الدبلوماسية الجزائرية، بسبب المواقف الحيادية التي التزمت بها الجزائر حيال الأحداث التي عرفها العالم العربي، بداية من الأحداث التي عرفتها الجارة تونس، ثم مصر وليبيا، وأخيرا اليمن وسوريا، وكان الأداء الدبلوماسي الجزائري، عرضة للنقد بسبب الطريقة التي اعتمدتها في تسيير العديد من الملفات، ومنها ملف البحارة المختطفين في الصومال، قبل أن يفرق عنهم الخاطفون، كما كانت قضية عائشة القذافي وخرجاتها الإعلامية بمثابة شوكة في "حلق" مدلسي.
ورد وزير الخارجية مراد مدلسي، على الانتقادات التي وجهت للدبلوماسية الجزائرية، وعدم مواكبتها للإحداث والتحولات التي عرفتها المنطقة العربية، وذلك خلال جلسة استماع بالبرلمان خصصت لتقييم الموقف من قضايا إقليمية ودولية، واعتبر، مدلسي أن مواقف الجزائر نابعة من المبادئ التي تحكم الدبلوماسية الجزائرية، وتتمثل في دعم القضايا العادلة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، واحترام خيارات وإرادة الشعوب في تقرير مصيرها.
وقال مدلسي، أن الجزائر اتخذت "مواقف مسؤولة" خلال أحداث الربيع العربي، نافيا ما اسماها "كل الإدعاءات التي حاولت إعطاء الإنطباع بعدم مسايرة الموقف الجزائري الرسمي للأحداث" بخصوص التطورات التي عرفتها تونس و ليبيا و مصر و سوريا، مؤكدا على "الإنسجام الكامل" في المواقف الجزائرية، وذلك بالتدرج في تبني المواقف "بما يراعي مصلحة الجزائر العليا و مصالحها الإستراتيجية إن على المستوى الإقليمي أو على المستوى العربي".
و شدد الوزير على ضرورة النظر بعين واقعية و برؤية حقيقية للحلول التي تعمل على علاج الأزمات بما لا يعرض مصالح الشعوب إلى الخسائر الفادحة ماديا و بشريا "و ذلك هو الموقف الذي تتبناه الجزائر". مشيرا إلى تنامي التعاون "بما يؤسس لعلاقات أخوية تستجيب لطموحات شعوبنا في ظل التفهم المتنامي و الإيجابي لمواقفنا".
وجزم مراد مدلسي، بان الجزائر ''لم تخطئ في تقدير الموقف من الصراع في ليبيا.. لقد كنا نتعامل مع نظام قائم، وبعد أن رحل هذا النظام نحن نتعامل مع الوضع الجديد''، وقال بان "الآثار السلبية مع السلطات الليبية ستزول مع الوقت" واعتبر بان الموقف بصدد التحسن وقال "السلطات الجديدة في هذا البلد بدأت في تفهم الموقف الجزائري".
توضيحات وزير الخارجية أمام البرلمان، جاءت للرد على الانتقادات التي وجهها سياسيون وإعلاميون في الجزائر لأداء الدبلوماسية الجزائرية، وطريقة تعاطيها مع الأحداث في دول الجوار من تونس ومصر وصولاً إلى ليبيا. وتحدثت أوساط سياسية، عن تراجع أداء الدبلوماسية الجزائرية على المستوى الإقليمي والمحلي في السنوات الأخيرة، بدوره انتقد رئيس حركة مجتمع السلم، أبو جرة سلطاني أداء الدبلوماسية الجزائرية، وقال "إن ما قامت به الجزائر غير كاف، بالنظر إلى دورها المحوري"،
كما جاء الرد على هذه الانتقادات على لسان عبد العزيز بلخادم، وزير الدولة الممثل الشخصي للرئيس ، والذي قال في تصريح له، بأن الجزائر ''لم تدعم الأنظمة القمعية على الإطلاق''. وقال في الشأن الليبي، بان الجزائر كانت تقيم علاقة مع دولة يمثلها العقيد القذافي واللجان الشعبية. ''فهي مؤسسات شرعية، كما يقول بلخادم، إلى أن سقطت''. ثم أضاف: ''حتى جانفي 2011 كان عبد الجليل وزيرا للعدل، وكوسة كان وزيرا للخارجية ويونس وزيرا للداخلية. والمجلس الانتقالي الذي تشكل فيما بعد، قطاع منه كان في النظام وقطاع آخر من مزدوجي الجنسية".
وأوضح بلخادم أن أعضاء بالمجلس الانتقالي ''اتهمونا بدعم النظام بمرتزقة وسلاح، ولم يقدموا أي دليل. نحن لا زلنا نقرّ بأن الشعوب وحدها لها الحق في تغيير نمط حكمها، ونتحفظ على تدخل أجنبي يدمّر قدرات البلد كما حدث في ليبيا''.
وبخصوص الموقف من أحداث تونس، قال بلخادم: ''كانت لدينا علاقات مع دولة وليس مع بن علي. وأضاف: ''في النهاية وبعد سقوط نظام بن علي، فإن أول زيارة للوزير الأول، قايد السبسي، كانت للجزائر، كما أن أول زيارة لراشد الغنوشي كانت للجزائر أيضا''.
الرئيس بوتفليقة يلتقي رئيس الانتقالي الليبي في قطر
بعد أشهر من التجاذبات، والانتقادات التي كانت تصدر عن مسؤولين في المجلس الانتقالي الليبي، تجاه الجزائر، جمع أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة ورئيس المجلس الانتقالي في ليبيا مصطفى عبد الجليل في لقاء ثلاثي بالعاصمة القطرية الدوحة على هامش منتدى الدول المصدرة للغاز وتم خلال الاجتماع التطرق إلى مسالة إعادة بعث العلاقات بين البلدين بعد أشهر من التوتر.
وكان الاجتماع، بمثابة أول لقاء رسمي بين قيادة البلدين منذ سقوط نظام القذافي. وعقد في سياق مساعي دبلوماسية بين البلدين لإعادة الدفء إلى العلاقات التي عرفت توترا منذ اندلاع الثورة الليبية على خلفية الاتهامات التي وجهها مسؤولون في المجلس الانتقالي الليبي، إلى الجزائر بدعم نظام القذافي وإمداده بالسلاح والمقاتلين، وهي الاتهامات التي ردت عليها الجزائر في أكثر من مناسبة.
و أعلنت الجزائر نهاية سبتمبر الماضي اعترافها بالمجلس الانتقالي الليبي كممثل للشعب الليبي كما أبدت إرادتها في العمل "بشكل وثيق" مع السلطات الليبية الجديدة "بغية إرساء قواعد تعاون ثنائي مثمر بما يخدم مصلحة الشعبين الشقيقين".
و عرفت العلاقات بين الجزائر والسلطات الجديدة في ليبيا تدهورا منذ بداية النزاع المسلح الذي أطاح بالقذافي، حيث عارضت الجزائر منذ البداية التدخل الدولي في الأزمة الليبية وحذرت من تداعيات ذلك على الأمن بالمنطقة.
عائشة القذافي "شوكة في حلق" الدبلوماسية الجزائرية
وقد زادت التصريحات التي صدرت عن عائشة، ابنة العقيد الراحل معمر القذافي، لقناة "الرأي" والتي تبث من العاصمة السورية، دمشق، من صعوبة تفعيل التقارب بين الجزائر والسلطات الليبية، وهددت الجزائر على مرتين، ابنة الزعيم الليبي السابق، باتخاذ تدابير ضدها، وابدت الخارجية الجزائرية، رفضها لاستغلال عائلة القذافي، الجزائر منبرا للتهجم على السلطات الليبية الجديدة، وأبدت استيائها من التصريحات التي أدلت بها عائشة القذافي لقناة "الرأي" الفضائية واصفة إياها ب "غير المقبولة".
وقالت السلطات الجزائرية، بأن ضيافة أفراد عائلة العقيد الليبي الراحل مقيّدة بفترة زمنية تتصل بزوال الظروف التي أدت إلى استضافتهم في نهاية أوت الماضي
ورفضت الحكومة بشكل قطعي، أن تجعل عائلة القذافي، من الجزائر قاعدة لمواصلة الحرب الإعلامية ضد المجلس الانتقالي، وتم إبلاغ عائلة القذافي، انه اذا كانت شروط السلطات الجزائرية لا تعجب العائلة فما عليها إلا مغادرة التراب الجزائري نحو الوجهة التي تختارها، ولكن الجزائر لن تقدم على طرد هذه العائلة، حتى وإن كان التصرف الذي قامت به عائشة القذافي هو طعنة خنجر في ظهر بلد فتح لها ولعائلتها ذراعيه، وعاملهم بكل الاحترام اللازم، في وقت رفضت دول أخرى استقبالهم.
عودة الدفء للعلاقات الجزائرية المغربية
كما تميزت سنة 2011، بتبادل زيارات لوفود رسمية ووزارية، ما سمح باعادة تفعيل التعاون الثنائي، وقد توجت هذه الديناميكية، بعقد لقاء بين وزيري خارجية البلدين، على هامش الدورة الرابعة لمنتدى التعاون العربي التركي، ويعد اللقاء الأول من نوعه الذي يعقد ثنائيا على مستوى وزراء خارجية البلدين، منذ اللقاء الذي جمع في زرالدة في مارس 2005 ، بين الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، والملك محمد السادس.
صرح وزير الشؤون الخارجية، مراد مدلسي، أن البلدين بصدد تقييم حالة التعاون الثنائي عبر لقاءات بين مختلف وزراء البلدين التي بدأت تعطي نتائج ملموسة". و أوضح أن تدعيم هذا التعاون " سيمكننا من الالتقاء أكثر، و أخذ وقت أكثر لتبادل المعلومات حول التحديات و الانشغالات الخاصة بنا و التفاهم بشكل أحسن". وعبر مدلسي عن قناعته بالتوصل بسرعة إلى دفع العلاقات الثنائية بين الجزائر والمغرب، وتفعيل المغرب العربي
من جانبه، أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الطيب الفاسي الفهري، أن مسلسل تعزيز العلاقات المغربية الجزائرية الذي يندرج في إطار خارطة طريق مقررة على أعلى مستوى، يعكس تطلعات شعبي البلدين الشقيقين، وينطلق من رؤية مشتركة. وقال الفاسي الفهري عقب الاجتماع، إنه "تم الاتفاق على الكيفية والوسائل الكفيلة بتفعيل خارطة الطريق هذه".
الدبلوماسية تواجه أول عملية اختطاف لجزائريين في الخارج
واجهت الجزائر، طيلة عشر أشهر، أول قضية اختطاف استهدفت 17 بحارا كانوا على متن السفينة ''البليدة''. على يد القراصنة الصوماليين. قبل أن يتم الإفراج عنهم، بعد 11 شهرا من الاحتجاز، وقد نقل البحارة صور من المعاناة التي كابدوها طيلة اشهر على ايدي خاطفيهم، وتعرضهم في العديد من المرات للتهديد بالتصفية في حال عدم حصولهم على الفدية مقابل اطلاق سراحهم.
وظلت الدبلومسية الجزائرية، تعمل في صمت، وقامت بتجنيد وسطاء ومتعاونين في الصومال واثيوبيا للافراج عن البحارة الجزائريين، ونفت الجزائر، دفع أي فدية، بعد أن قادت الجزائر حملة دولية في أروقة الأمم المتحدة لتجريم دفع الفدية
الجزائر تقرر الانضمام إلى سياسة الجوار الأوروبية
بعد سنوات من التردد والرفض، قررت الجزائر في 2011، رسميا الانضمام إلى سياسة الجوار الأوروبية الجديدة، بعد التعديلات التي أدخلتها دول الاتحاد الأوروبي على هذه المبادرة، بحيث أعلن وزير الشؤون الخارجية ، مراد مدلسي، بباريس، أن الجزائر على وشك الانضمام إلى سياسة الجوار الأوروبية "الجديدة" و ستباشر قريبا مفاوضات مع الاتحاد الأوروبي للانضمام إلى هذه السياسة "في أقرب وقت ممكن".
و أوضح مدلسي، أن قرار الانضمام هذا تم اتخاذه بعد الخيار الذي تبناه الأوروبيون عقب تقييم السياسة بمراجعتها. و أضاف قائلا : "لقد شاركنا في أشغال تقييم سياسة الجوار الأوروبية كملاحظين و لاحظنا أن الأوروبيين تبنوا مفهوما جديدا لسياسة الجوار الأوروبية المجددة يسمح لكل بلد بوضع برنامج اتجاه الاتحاد الأوروبي يتطابق و احتياجاته" مؤكدا أن هذا المفهوم الجديد لسياسة الجوار الأوروبية المجددة "يمنح الآن لبلدنا كل الفرص للانضمام".
توسيع التحالف ضد "القاعدة" إلى كل دول شمال إفريقيا
خلال العام 2011، عززت دول الساحل، تعاونها لمكافحة الإرهاب، وتم عقد العشرات من الاجتماعات واللقاءات والندوات لبحث ملف الإرهاب في الساحل، بعد تزايد التهديدات الإرهابية، على خلفية الأوضاع في ليبيا، واحتضنت الجزائر في سبتمبر الماضي، أول اجتماع لمجموعة العمل حول تعزيز قدرات مكافحة الإرهاب بالساحل بحضور ممثلي الدول الأعضاء في المنتدى الشامل لمكافحة الإرهاب و دول منطقة الساحل و منظمات إقليمية و دولية. وتم خلال اللقاء تحديد خطة عمل، للتنسيق مع الدول الكبرى لمكافحة القاعدة.
كما تقرر في الأسابيع القليلة الأخيرة، توسيع التحالف ضد القاعدة إلى كل دول شمال افريقيا، والتي ستشارك في لقاء دولي حول الأمن في الساحل سمي"الجزائر 2" سيعقد " قبل شهر فيفري المقبل بأحد دول الميدان. وسيتم توجيه الدعوة لدول افريقية أخرى للمشاركة في هذا الاجتماع، إلى جانب الدائرة المركزية الأولى التي تضم كل من (الجزائر و النيجر و مالي و موريتانيا) التي تشكل "قاعدة" الدول المعنية مباشرة بالأمن في الساحل، اضافة إلى نيجيريا و تشاد و بوركينا فاسو، كما سيتم إشراك دول شمال إفريقيا لهذا المخطط الأمني، ومنها ليبيا وتونس و المغرب و مصر الدول التي تمر بمرحلة انتقالية ستكون من بين المشاركين.
أنيس نواري
الآفلان أكبر ضحية لها خلال 2011
التصحيحيات والأطماع تعصف بأحزاب سياسية
فعلت السياسة والأطماع فعلتها بالأحزاب سنة 2011 المنقضية، بداية من أكبرها حزب جبهة التحرير الوطني، حيث عرفت انشقاقات وحركات تصحيحية عنوانها البارز دائما اتهام القيادات “بخرق القوانين الأساسية والأنظمة الداخلية” لها، وتحويلها إلى شبه ملكيات ينتفع منها الأحباب والمقربون على حساب بقية المناضلين.
لم يتمكن أكبر حزب سياسي في البلاد - حزب جبهة التحرير الوطني- من محو جراح ما عرف بالحركة التصحيحية التي ظهرت سنة 2003 نهائيا حتى دخل غرفة العمليات مرة أخرى بداية عام 2011 لإجراء عملية قال أصحابها أنها “لتقويم” اعوجاج في العمود الفقري للحزب الذي لم يتحمل ثقل القيادة الحالية المتمثلة في عبد العزيز بلخادم ومساعديه.
في 29 جانفي الماضي نشرت وسائل إعلام وطنية وثيقة أمضاها صالح قوجيل رفيق بلخادم في قيادة الحزب بعد المؤتمر الثامن قال أنها أرضية من اجل تقويم الحزب وتأصيله بسبب الانحرافات والخروق الكبيرة التي ارتكبتها القيادة المنبثقة عن المؤتمر التاسع في حقه، لكن قبل ذلك كان قد سبقه وزيرا التعليم والتكوين المهنيين الهادي خالدي والعلاقات مع البرلمان محمود خذري إلى إطلاق النار على بلخادم والدعوة لتصحيح مسار الحزب.
وكانت هذه الوثيقة بمثابة شهادة ميلاد حركة تقويم وتأصيل مسار الحزب وبقية حلقات المسلسل يعرفها الجميع، وقد استقطبت الحركة التقويمية أسماء ثقيلة في جهاز الحزب العتيد، من وزراء سابقين ونواب وغيرهم التحقوا بالحركة التصحيحية الجديدة.
وبعد عام لم يتمكن التصحيحيون الجدد من تصحيح “التصحيحيين” القدماء.. رفقاء الأمس ضد علي بن فليس، وتشعبت أطوار القصة وتعددت المشاهد الدرامية منها والفكاهية، ولم تنفع المساعي الحميدة من أجل لم شمل الإخوة الفرقاء رغم الزيارة المفاجأة التي قام بها بلخادم الأمين العام للحزب شخصيا لبيت زعيم التقويمية صالح قوجيل لينتهي هذا المشهد إلى نهاية لم تعجب المتفرجين من الجهتين. أخذ كل طرف يحشد المهاجرين والأنصار ضد الطرف الآخر، وتم تبادل الاتهامات وقاطع التقويميون دورات اللجنة المركزية واشترطوا على بلخادم تطهيرها من الدخلاء الذين لا تتوفر فيهم شروط العضوية قبل الحديث عن أي تصالح، لكن بلخادم رمى بالكرة في مرماهم وقال لهم أعطوني قائمة بأسماء هؤلاء، وهو ما رفضته التقويمية بحجة أن ذلك من صلاحيات الأمين العام وعليه تحمل مسؤولياته.
وبعد التطورات التي حدثت في كل جهة قال البعض أن الصراع يا جماعة داخل الحزب العتيد لم يكن يوما من اجل المبادئ واحترام القانون الأساسي والنظام الداخلي، إنما كان منذ قبل سنة 1962 من اجل المناصب والمسؤوليات والتموقع خاصة مع اقتراب استحقاقات انتخابية مهمة، والأكيد أن الكل داخل هذا الحزب العتيد من ابسط مناضل إلى اكبر بارون يعرفون جيدا هذه الحقيقة.. المسألة في نهاية الأمر مسألة مناصب ونفوذ و تموقع، رغم أن هذا لا يلغي التجاوزات التي ارتكبها جناح بلخادم في حق الحزب.
و الآفلان لم يخرج بعد من المشفى اليوم بعدما أصر كل طرف على دواء يناقض دواء الطرف الآخر، حيث أصرت الحركة التقويمية على دخول معترك الانتخابات التشريعية المقبلة بقوائم حرة، بينما يحضر بلخادم بصورة عادية لهذا الموعد وكأن شيئا لم يكن، ما يعني أن أصوات الحزب ستتفتت في هذا الموعد.
وهكذا لم تنته بعد حلقات مسلسل الآفلان الذي بدأ سنة 2003 عندما تم الانقلاب على علي بن فليس الأمين العام للحزب في ذلك الوقت، بعدها دخل الحزب في متاهات لم يستطع الخروج منها إلى اليوم والقيادة تتحمل بطبيعة الحال جزءا كبيرا من هذا الإخفاق.وعرفت أحزابا أخرى خلال السنة المنقضية حركات تصحيحية مشابهة أدت بالبعض منها إلى حرب “السواطير والعصي” على غرار ما حدث داخل حركة الإصلاح الوطني، أو قل داخل جناح من حركة الإصلاح الوطني، حيث عرف المقر الوطني لهذه الأخيرة الكائن بشارع بوشنافة بحي بلوزداد( العاصمة) ليلة اقل ما يقال عنها أنها ليلة “السكاكين والسواطير الطويلة” تعرض خلالها احد ابرز قيادات الحركة ميلود قادري لعدة ضربات بعدما استولى وأنصاره على المقر ما دفع بالجناح الآخر المتمثل في محمد جهيد يونسي و حملاوي عكوشي لاستعادتها في ليلة باردة، لكن ورغم طرد أنصار قادري إلا أن كل طرف يدعي اليوم انه صاحب الشرعية، وكلاهما ينشط بصورة عادية إلى غاية اليوم، ولا ننسى دائما أن هذه الحركات حدثت على بعد شهور فقط من الانتخابات التشريعية.
أما داخل الجبهة الوطنية الجزائرية فإن الحركة التصحيحية المناوئة لموسى تواتي وصلت إلى حد اتهام هذا الأخير بامتلاك حساب خاص في احد البنوك السويسرية بقيمة 15 مليون دولار، وطبعا نفى الرئيس تواتي هذا الكلام ووصفه بالاتهام، لكن التصحيحيون لا يزالون ينشطون واقتربوا من عقد مؤتمر لهم قبل يومين في ولاية بومرداس من اجل الإطاحة بتواتي لولا تفطن الإدارة في آخر المطاف.
وهكذا أضحت ظاهرة أو آفة “التصحيح” ثقافة رائجة في أوساط الأحزاب عندنا، في وقت غابت فيه الأحزاب نهائيا عن المشهد السياسي الحقيقي ولم يعد لها أي دور يذكر نهائيا، ولم يعد المواطن يهتم أبدا بما يدور في هذه “الشركات” التي تسمى مجازا أحزاب، لكن الطمع وحسابات النفوذ و التموقع هي التي فعلت بأحزابنا ما نراه اليوم، بعدما أصبح مفهوم الانضباط الحزبي في سلة المهملات بسبب ضعف القيادات في نهاية المطاف. م- عدنان
نهاية تراجيدية للقذافي
من كان يصدق أن رياح الربيع العربي للسنة المنقضية 2011 ستمتد إلى الجماهيرية الهادئة لتعصف بحصونها «الخضراء» تحت قصف الغارات الجوية لحلف شمال الأطلسي،الذي قاد حملة شرسة انتهت بسقوط طرابلس، ثم تصفية الزعيم الليبي السابق العقيد معمر القذافي بصورة وحشية و مجافية لأبسط المبادئ الإنسانية و قوانين الحرب. تناقلت وسائل الإعلام العالمية النهاية التراجيدية للقذافي بداية من أسره جريحا مضرجا بالدماء قبل أن يتعرض للضرب المبرح و الشتم و الإهانة، و بعد ساعتين في العشرين من أكتوبر الماضي يقتل برصاصة في الرأس و أخرى في الصدر، في جريمة يمكن أن رقى إلى جريمة ضد الإنسانية مثلما اعترفت بذلك محكمة الجنائية الدولية نفسها.
قتل القذافي بعد يومين على تصريحات أدلت بها وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، خلال أول زيارة لطرابلس ، أعربت فيها عن أملها في أن يقتل أو يعتقل.
و من أكثر الجوانب فظاعة في النهاية التراجيدية للقذافي هو أن جثته ظلت معروضة في السوق القديمة للحوم بمصراتة لأيام بقرار من مقاتلي المجلس الانتقالي إلى أن بدأت تتحلل، ما اضطرهم إلى دفنها تحت جنح الظلام و في مكان غير معلوم بالصحراء الليبية، حجتهم في ذلك أن أي قبر للقذافي قد يتحول إلى مزار و محج لأنصاره و محبيه و المتعاطفين معه.
و قد طالبت عائلته بأن يدفن جثمانه في مدينة سرت مسقط رأسه ولكن مسؤولي المجلس الانتقالي أصروا على أن يكون مكان دفنه سريا.
و كان منصور ضو الذي كان من اقرب المقربين للزعيم الليبي السابق، قد رسم من سجنه صورة لنفسية القذافي و لوضعيته خلال الأسابيع و الأيام التي سبقت مقتله، و قال في هذا الخصوص إن «القائد» كان في الأسابيع الأخيرة في سرت حيث بقي حتى مقتله في 20 أكتوبر محبطا وقلقا يفضل الموت في ليبيا على المثول أمام المحكمة الجنائية الدولية.
وذكر القائد السابق لجهاز الأمن الداخلي المسجون في مصراتة أنه في 19 أوت الماضي، وصلت قوات المجلس الوطني الانتقالي إلى أبواب طرابلس، مما اضطر معمر القذافي للهرب الى سرت مسقط رأسه وحيث يتمتع بشعبية. وقد دخل الثوار في 23 من الشهر نفسه إلى مقره في باب العزيزية.
و حسبه، فإن القذافي كان يعلم أن الأمر انتهى منذ أن طردت قواته من مصراتة 25 أفريل وأصبح منذ ذلك الوقت أكثر عصبية،مشيرا إلى أن القذافي كان أيضا تحت الضغط لان أصدقاءه تخلوا عنه من رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلوسكوني إلى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان وتوني بلير رئيس الوزراء البريطاني السابق.
و وفق ما يروي فقد أقام القذافي أولا في فندق في سرت. لكن مع وصول قوات المجلس الوطني الانتقالي الى ضواحي المدينة في منتصف سبتمبر، اضطر الى تغيير مقر إقامته بشكل شبه يومي لأسباب أمنية.
وبدأت المؤن تتراجع والقذائف تتساقط والمعارك تتكثف وتدمر المدينة. وقطع التيار الكهربائي ومياه الشرب وأصبحت المواد الغذائية نادرة. وقال ضو الذي كان مسؤولا عن أمن القذافي أنه أصبح رجلا محبطا وقلقا جدا.
رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين، الذي يعتقد أن القذافي تمت تصفيته وفق خطة مدبرة، اتهم في الخامس من ديسمبر المنقضي واشنطن بالضلوع في قتل الزعيم الليبي السابق، معتبرا أن الولايات المتحدة لا تبحث عن حلفاء بل تابعين.
و قبل ذلك ذهب رئيس المجلس التنفيذي السابق للمجلس الانتقالي الليبي محمود جبريل، الذي يعد أحد السياسيين الذين تم إقصاؤهم بعد سقوط نظام القذافي إلى أن العقيد قتل بناء على أوامر من جهة خارجية.
و حسبه فإن الجهة الخارجية قد تكون دولة أو رئيسا أو قائدا و أن عملية قتله نفذت حتى لا تنكشف مع اعتقاله العديد من الأسرار.
و رغم أن الجنائية الدولية كانت تعتبر القذافي عدوها اللدود و أصدرت مذكرة توقيف بحقه و بحق مجموعة من أفراد عائلته و المسؤولين المقربين منه في 27 جوان الماضي إلا أن المدعي العام لهذه الهيئة القضائية الدولية لويس مورينو أوكامبو، و أمام بشاعة الجريمة التي قتل بها الزعيم الليبي السابق الدولية اعتبر أن مقتل القذافي قد يرقى إلى تصنيف «جريمة ضد الإنسانية».
و يعتبر موقف أوكامبو منعطفا جديدا في تعامل الجنائية الدولية مع قضية مقتل القذافي التي وضعت مسؤولي المجلس الانتقالي الليبي في موقف حرج للغاية و اضطرتهم إلى الإعلان عن فتح تحقيق لا أحد يدري إن كانوا سيلتزمون به.
وقال أوكامبو أنه أبدى للسلطات الانتقالية في ليبيا مخاوف محكمة لاهاي، ووجّه لهم أسئلة حول كيفية المحاكمة عن الجرائم المرتكبة من طرفي النزاع خلال الحرب التي أدت إلى الإطاحة بالقذافي، أن مقتل العقيد الليبي «يشكّل إحدى المسائل التي يجب توضيح ملابساتها،لأن ثمة شبهات جدية بأن يكون ذلك جريمة ضد الإنسانية».
و مع أن الكثير من القادة الذين كانوا يتظاهرون بالصداقة للعقيد الليبي الراحل و الذين سرعان ما تخلوا عنه، إلا أن الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز ظل وفيا لصديقه حتى لحظات تصفيته، و وصف القذافي الذي أكد أنه تعرض للاغتيال بالشهيد والمناضل، كما اعتبر قتله وصمة عار على جبين العالم.
رحل القذافي الذي كان على مدى عقود قد شغل العالم بمواقفه السياسية المفاجئة و أطواره الغريبة حاملا معه الكثير من أسرار قادة الغرب الذين تحالفوا على قتله.
محمد.م
مبارك أوّل رئيس عربي يَمثُل
للمحاكمة أمام الملأ
سيتذكر المصريون طويلا هذه السنة المنقضية وستحفظها كتب التاريخ لأجيال قادمة، على اعتبار أنها السنة التي شهدت مثول أول رئيس مصري وعربي للمحاكمة أمام الملأ، ولن ينسى الملايين تلك الصور التي تناقلتها فضائيات العالم للرئيس المخلوع ونجليه ورموز نظامه وهم ماثلون خلف القضبان ينتظرون إذن القاضي بالكلام، وهي اللقطات التي اعتبرها كثيرون «موتا معنويا» لمبارك وسقوطا للفرعون الذي حكم البلاد بيد من حديد طيلة أكثر من ثلاثة عقود.
وإن كانت مصر ثاني دولة تمتد إليها شرارة أحداث ما يعرف بالربيع العربي التي أشعلها البوعزيزي في تونس، إلا أن خصوصيتها تتمثل في رأي الملاحظين في موقعها ومكانتها في العالم العربي، كما لا يجوز إغفال دورها الذي تعتمد عليه أمريكا في إحداث ما تسميه «توازنا وسلاما» في منطقة الشرق الأوسط بعد إمضاء معاهدة السلام مع الدولة العبرية والدعم العسكري الذي كان الجيش المصري ولازال يتلقاه مقابل هذا الدور .
«الثورة المصرية» التي أدّت إلى تنحي مبارك عن الحكم في 11 فيفري 2011، والتي لم يختلف السيناريو والنسق الذي تمت وفقه عما كان قبلها في تونس باستثناء فرار زين العابدين وبقاء مبارك تحت الإقامة الجبرية في شرم الشيخ، تختلف الآراء حول تقييمها، حيث يرى كثيرون أنها لم تحقّق أيا من أهدافها وأن فلول مبارك والعسكر ما زالوا يديرون الحكم ويحافظون على مصالح الغرب الداعم لإسرائيل، ولو مع تنازلهم عن بعض الصلاحيات والمواقع داخل السلطة للإسلاميين الذين فرضتهم الصناديق كقوة صاعدة لا تقبل أن يتم تجاهلها دون الحصول على جزء من الكعكة، وفي هذا الإطار يشير هؤلاء إلى اتفاق سرّي تم بين الاثنين (الجيش والإسلاميين) حيث تنازل المجلس العسكري عن البرلمان والحكومة للإسلاميين على أن يحتفظ بحق تقديم مرشح للرئاسة، وهو ما يفسّر حسب أصحاب هذا الرأي عزوف «الاخوان المسلمين» عن تقديم مرشح للرئاسة، وعزوف التيار الإسلامي بكامله عن المشاركة في الاحتجاجات الأخيرة التي نشبت قبل أيام من المرحلة الأولى من التشريعيات ولا زالت مستمرة في ميدان التحرير وسط القاهرة .
وهي الاحتجاجات التي نظمّتها الحركات الشبابية التي تدّعي أنه كان لها دور كبير في إسقاط حكم مبارك، والتي خرجت خالية الوفاض من أية مكاسب، حيث تسبّب سوء تنظيمها وتأطير مؤيديها، في استبعادها من المشاركة في العملية السياسية وانحصار دورها في تنظيم احتجاجات ووجهت حتى الآن بقمع عنيف، وآخرها ما حدث الأسبوع الماضي في ميدان التحرير والصور التي صدمت العالم لعناصر الشرطة العسكرية وهم ينهالون بالضرب العنيف على محتجين حتى بعد سقوطهم أرضا، وكذا اعتدائهم على فتاة وجرّها وتجريدها من ملابسها، ما دفع للتساؤل حول حقيقة استمرار القمع الذي كان يمارسه مبارك ولكن هذه المرة تحت غطاء المجلس العسكري الذي ما زال يستفيد من دعم أمريكا.
وفي المقابل يرى آخرون أن ما حدث في مصر قد مكّن على الأقل من ترسيخ وتأكيد موجة التغيير التي هبّت رياحها على البلدان العربية، والتي مفادها أن شعوب المنطقة لم تعد تقبل بتاتا بحكم فردي متسلّط، كما أصبح لأصوات المصريين أخيرا وزن ومعنى بعد أن كان التزوير سيّد الموقف في عهد آل مبارك، وما صعود الاخوان والسلفيين إلا دليل قاطع حسبهم على ذلك بعد أن عانوا لعقود من القمع والسجون والحظر، ويؤكدون أن الأمور تسير في الطريق الصحيح وفقا لما هو مخطّط لها، وأن الجيش الذي لطالما تعالت الأصوات بضرورة تنحّيه، سَيَفي بوعده بعد ستة أشهر حين يتم تنصيب رئيس منتخب جديد لمصر.
والأكيد أن الأحداث التي عرفتها مصر منذ بداية عام 2011 المنقضي لم تنته بعد، وأن الاستقرار السياسي والأمني ما زال بعيد المنال عن هذه البلاد، حيث من المرجّح أن تمتد تداعيات الصراع بين الشارع والعسكر لعدة شهور أخرى من العام الجديد في ضل تدهور الاقتصاد وتفاقم المشاكل الاجتماعية .
هشام عليواش
الإخوان يكتسحون الساحة والسلفيون من السجون إلى مقاعد البرلمان
عام صعود الإسلاميين إلى الحكم
يجمع كل المحللون، أن عام 2011، كان "عام الإسلاميين" في الدول العربية، والذين عرفوا كيف يقطفون ثمار الربيع العربي، واكتسحوا نتائج الانتخابات في العديد من البلدان العربية التي كانت تشهد تضييقا كبيرا عليهم، وفي مقدّمتها تونس، المغرب ومصر، وقد يمتد إلى دول عربية أخرى كاليمن، وليبيا بعد إجراء الانتخابات، كما يتزايد نفوذ الإسلاميين في سوريا.
كان عام 2011 عام الثورات العربية بجدارة وعام صعود الإسلاميين إلى سدة الحكم عبر الطرق الديموقراطية و"الصندوق"، وكان بارزا أن الانتفاضات الشعبية التي اجتاحت المنطقة فتحت أمام حركات الإسلام السياسي الفرصة لاقتناص حقوق طالما حرموا منها وشكل وضعهم الشرعي وعملهم بحرية وعلنية دورا حاسما في انتصاراتهم الانتخابية، بداية بصعود حزب النهضة التونسي وحصوله على الغالبية في الانتخابات التونسية، لحقه حزب العدالة والتنمية المغربي الذي فاجأ الجميع وحصل هو أيضاً على غالبية، كما حازت الأحزاب الإسلامية على أغلبية الأصوات في المرحلتين الأولى والثانية من الانتخابات المصرية، والحال نفسه ربما سيكون في ليبيا التي ستتم انتخاباتها بعد ثمانية شهور من استلام حكومتها المؤقتة زمام الأمور.
لم يكن فوز الإسلاميين مفاجأة في حد ذاته، في نظر المحللين، بل إن النسب حققتها الحركات الإسلامية، هي التي أذهلت الكثيرين في الداخل كما في الخارج. ففي تونس حصدوا نحو 43 في المائة من مقاعد المجلس التأسيسي الذي سيقود البلاد خلال فترة كتابة الدستور والإعداد لانتخابات تشريعية ورئاسية بعد سنة من الآن. وفي مصر يتوقع أن يتجاوزوا ال 40 في المائة، ما يرشحهم لإدارة الحكم بواسطة ائتلاف يهيمنون عليه. ورغم أن ما حصلوا عليه في المغرب لم يفق ال 25 في المائة، إلا أن عدد مقاعدهم يقارب ما جمعته الأحزاب الثلاثة الرئيسية الأخرى معاً.
وما يثيره المحللون، عند تناولهم ملف اكتساح الإسلاميين للصناديق الانتخابية، هو صعود التيار السلفي، وبروزه كقوة سياسية كبيرة، رغم أن اغلب التوقعات كانت تمنحهم نسب لا تتجاوز في أحسن الأحوال 5 بالمائة من أصوات الناخبين، وقد ساهمت حملات التشويه التي استهدفت التيار السلفي، في اكتسابه تعاطفا شعبيا كبيرا، مكنه من احتلال المرتبة الثانية في مصر بعد الإخوان المسلمين، وقد يكون الأمر مماثلا في اغلب الدول العربية الأخرى، أن لم يكن التيار السياسي الأكبر.
ويعتبر السلفيون أقل تنظيماً "سياسيا"، من تيار الإخوان المسلمين، ولم يكن لهم وجود سياسي ملموس في الفترة السابقة، ولو أنهم في بعض الدول يتفوقون على الإخوان من حيث "التنظيم الحركي والعمل الدعوي"، ويصنف محللون هذا التيار إلى فئتين، الأولي استفادت من "سكوت الأنشطة على أنشطتهم الدعوية، لمواجهة الإخوان، ما مكنهم من الاستحواذ على المساجد" بينما الفئة الثانية ظهرت بعد الثورات العربية، ووجدت فيها الفرصة للخروج إلى العلن، مع الإشارة إلى أن الإسلاميين لم يتأخروا بالمشاركة في الانتفاضات، لكنهم كانوا شديدي الحرص على عدم الظهور في الصورة لئلا يسيئوا إليها، وانتظروا الانهيار الفعلي للأنظمة كي يجهروا بحضورهم. بحيث نجح سلفيو مصر في تحقيق اختراق ملحوظ للمشهد السياسي المصري، وقد يحرزون ما يقرب من 20 في المائة من مقاعد مجلس الشعب الجديد، أي سيكون لهم حضور ورأي في كتابة الدستور.
ويربط المحللون ظاهرة صعود الإسلاميين، بممارسات الأنظمة السابقة ضدهم وما اتسمت به من قمع وتهميش واضطهاد، والتي دفعت الناخبين نحوهم باعتبارهم يمثلون التغيير الجذري المطلوب بعد سقوط تلك الأنظمة، على عكس الأحزاب الأخرى التي انخرطت في اللعبة السياسية ظناً منها أن الأنظمة وأحزابها الحاكمة ستمنحها دوراً أو حصة في الحكم، إلا أنها عوملت ك "ديكورات" وبسلبية بالغة أدّت عملياً إلى تهميشها. ومع سقوط الأنظمة اكتشفت تلك الأحزاب أن الحراك الشعبي لا يكترث بها، بل يميل إلى معاقبتها باعتبارها من روافد وإفرازات الأنظمة السابقة.
أما السمة الأخرى لصعود الإسلام السياسي فتتمثّل بأنه استغلّ ضعف الدولة السابقة وغيابها خصوصاً في المجال الاجتماعي، إذ كان يحلّ محلّها في تقديم الدعم والمساعدة للفئات الفقيرة سواء في التعليم والصحة والإسكان وأحياناً كثيرة في الإطعام أو التشغيل، وهو ما مكنها من الظفر بهذا الوعاء الانتخابي الكبير الذي تشكله الفئات المحرومة.
ثم إن الإشكالات التي نجمت في الدول الغربية بعد الهجمات الإرهابية في 11 سبتمبر 2001 جعلت هذه الدول تقترب أكثر من الجماعات الإسلامية للتعرّف إليها ومحاورتها في برامجها وأساليب عملها، وكذلك للاحتكاك بما تعتقد أنه الفكر المصنّع للإرهاب. وإذ استنتجت هذه الدول أن الإسلاميين هم القوى الأكثر شعبية خارج إطار النظام وحزبه الحاكم، فإنها تيقّنت بأنهم مرشحون لأن يكونوا البديل المحتمل لأي نظام في حال إجراء انتخابات حرّة ونزيهة أو حصول ما يمكن أن يطيح النظام وهذا هو الواقع اليوم.
وكان صعود تلك الأحزاب قد أثار موجة من المخاوف بين الليبراليين وأنصار الدولة المدنية، خاصة في مصر التي توجد بها أقلية مسيحية كبيرة العدد، إلا أن التجربة التي مرّت بها تونس أشارت بشكل واضح لتقبل الأحزاب الدينية لفكرة الديمقراطية والتعامل البراغماتي مع الواقع السياسي.
كما صدر العديد من التصريحات عن جماعة الإخوان المسلمين في مصر عن رفض فكرة الدولة الدينية والتأكيد على حقوق الأقليات، غير أن ذلك لم يفلح في تهدئة المخاوف تماماً خاصة مع وجود تصريحات مثيرة للجدل من بعض رموز التيار السلفي حول رفض الديمقراطية أو الدعوة لتحريم بعض أشكال السياحة التي تدر دخلاً كبيراً لمصر، وكذلك موقف ذلك التيار من الآثار والمرأة والأقلية القبطية لا يتسم بالوضوح الكافي لتهدئة المخاوف.
أنيس نواري
جوليان أسانج لا يزال رهينة القضاء البريطاني
ويكيليكس يواصل كشف ملفات تجسس الشركات الضخمة
قبل أكثر من عام أطلق موقع "ويكيليكس" قنبلة من العيار الأثقل لا تزال تداعياتها متواصلة، بينما لا يقدر أحد على وصف و تقدير حجم الضرر الذي ألحقه الموقع الإلكتروني بالسياسة الخارجية الأمريكية، باعتراف كاتبة الدولة الأمريكية للخارجية السيدة هيلاري كلينتون ذاتها .
فبينما لا يزال مصير مؤسس "ويكيليكس" غامضا معلقا بيد القضاء البريطاني الذي سمح بتسليمه إلى السويد ليحاكم عن تهمة التحرش الجنسي، و سمح لأسانج بالطعن في قرار التسليم أمام محكمة أعلى، واصل الشاب الأسترالي الحالم بتغيير العالم من خلال كشف و فضح الممارسات الخفية للعامة عمله الأصلي، فراح قبل نهاية سنة 2011 يهاجم كبريات الشركات العالمية العملاقة بنشر تفاصيل عن تجسسها الإلكتروني و مراقبتها للاتصالات و تنصتها على الأشخاص و الهيئات، مما يضع سيادة دول كثيرة بيد تلك الشركات العاملة في ميادين الإتصالات و الأمن المعلوماتي.
كشف موقع ويكيليكس في البداية منذ يوم 28 نوفمبر 2010 البرقيات السرية للدبلوماسيين الأمريكيين عبر مختلف بقاع العالم و أعلن انه بصدد تعرية الساسة و المسؤولين الوقورين في الخارجية الأمريكية من خلال تسريب محتويات 250 الف برقية دبلوماسية مضروبة بختم السرية، و يقوم قضاة أمريكيون حاليا بمحاكمة الشاب اليافع "برادلي مانينغ" لأنه المصدر المفترض لتسريبات ويكيليكس.
طفلان صغيران واحد من استراليا و الآخر ضجر من حرب العراق فتسلى بتخزين حقائق العالم و أسرار الساسة من المعلومات النووية الخطيرة إلى حكايات الفراش بين أحضان الجميلات صنعا التاريخ في العشر سنوات الأولى من القرن الحادي و العشرين، بينما لا تزال شعوب أفريقيا تموت جوعا.
هل أساءت الخارجية الأمريكية حفظ أسرارها، و قد تقرر إجراء أجزاء من محاكمة الجندي "مانينيغ" في جلسات سرية نظرا لما تشكله المعلومات التي بحوزته من خطر على الأمن القومي الأمريكي؟ إنطلاقا من هذا السؤال وجه جوليان أسانج عنايته نحو النبش في عمل شركات التنصت و المراقبة الإلكترونية و كشف على موقعه الذي لم تفلح كتائب المخابرات المركزية الامريكية في تدمير نواته الصلبة في بلد قطبي محمية بوسائل تقنية و معدات ضد الاختراق.
ملفات التجسس التي أخرجها موقع ويكيليكس قبل نهاية العام، تكشف عن صناعة كاملة قائمة تمتد أذرع أخطبوطها عبر 25 دولة.
تقوم شركات المناولة في الخدمات الإلكترونية بالتنصت و التجسس على كل شخص يمثل خطرا في دولة معينة و يعرف المسؤولون في تلك الدول بدقة تفاصيل حياة المناوئين و المعارضين لسياساتهم من خصوم في أحزاب أخرى و رجال أعمال يمكن أن تتغير ولاءاتهم السياسية.
بدأ ويكيليكس نشر بيانات من 160 شركة عالمية كبيرة متعاقدة في مجال التنصت و التجسس تقوم بمهام المراقبة غير القانونية للأشخاص و تنشط في مناخ من الحرية و اللاعقاب و بعيدا عن المساءلة منذ أحداث 11 سبتمبر 2001، و تزداد صناعة التجسس الإلكتروني رواجا و أمامها مستقبل زاهر بتزايد عدد طالبي خدمتها حسب موقع ويكيليكس، الذي وعد بكشف المزيد من الوثائق السرية لتلك الشركات التي تجني ملايير الدولارات الأمريكية من وراء تقمص مهمة "الأخ الأكبر".
حملات موقع ويكيليكس كانت وراء تحرك الساحة في العديد من المناطق عبر العالم إيذانا بميلاد فجر جديد من الحرية الإعلامية و من حق الناس في معرفة ما يدور حولهم و ما يطبخ لهم. فقد تحرك المناهضون للرأسمالية مطالبين بتحجيم نفوذ البنوك في السياسة الاقتصادية و المالية، و أخذوا من تظاهرات الربيع العربي شكلها العام الشعبي، و صارت المقارنات بين القمع المسلط في نيويورك وواشنطن و لندن و بين ما يتعرض له المتظاهرون في سوريا و ليمن و البحرين مما يثير سخرية الرأي العام في الدول الغربية التي رأت بفضل "ويكيليكس" صانع الحدث للعام الثاني على التوالي أن حكوماتها المتشدقة بالديمقراطية و حقوق الإنسان ليست أقل سوءا منة انظمة الحكم في دول العالم الثالث. و قد نحج جوليان أسانج في إيقاظ الضمير الغربي و وضع هذه الحقيقة أمام عينيه فقط ببعض الكبسات على أزرار جهاز كمبيوتر.
ع.شابي
مقتل أسامة بن لادن العدو الأول لأمريكا
في ساعة مبكرة من صباح الثاني ماي من السنة المنقضية 2011 أعلنت واشنطن على لسان الرئيس باراك أوباما أنها تخلصت إلى الأبد من أسامة بن لادن زعيم تنظيم «القاعدة»،الذي أقض لسنوات طويلة مضاجع المسؤولين في البنتاغون و البيت الأبيض، و تحول إلى شبح و كابوس مزمن للأمريكيين و الغربيين بشكل عام. عملية القضاء على الرجل الأول السابق للقاعدة تمت قبل ذلك بيوم في هجوم لكومندوس من القوات الأمريكية الخاصة تعرّض له مع عدد من أفراد أسرته وأتباعه أول أمس الأحد، و اعتقلت زوجته وبعض أولاده.
و ظل بن لادن طوال سنوات عديدة الرجل الأخطر والعدو الأول للولايات المتحدة، وهو ما يفسر الاحتفالات التي نظمها الأمريكيون بمجرد إعلان الرئيس أوباما عن مقتله.
ولم تكن هجمات الحادي عشر من سبتمبر في الولايات المتحدة والتي أسفرت عن مقتل 2976 شخصا الوحيدة في سجلات بن لادن ولكنها كانت الأخطر لأنها غيرت بالفعل الخريطة السياسية للعالم.
وطوال سنوات ظلت إطلالات بن لادن بتسجيل صوتي أو مصور تثير المخاوف لدى الكثير من الدول لأنها لم تكن تخلو أبدا من وعيد. ويعّد بن لادن الرجل الأكثر طلبا من الأجهزة الأمنية الدولية والأمريكية على وجه الخصوص، وظّل مكان اختبائه لغزا محيرا على مدى عشر سنوات، و قبل ذلك باءت كل محاولات قتله أو اعتقاله بالفشل، رغم أن المسؤولين الأمريكيين عرضوا 25 مليون دولار كمكافئة لكل من ساعد في القبض عليه حيا أو ميتا.
مسؤولون أمريكيون قالوا أن بن لادن قتل برصاصة في الرأس بعد مقاومة شديدة منه على إثر عملية لعناصر من «الكومندوس» استهدفت مقر إقامته المكون من 3 طوابق في منطقة «أبوتاباد»على بعد 50 كلم شمالي العاصمة الباكستانية إسلام أباد، بعد عمل استخباراتي طويل،و في مطلع العام المنقضي حصلت واشنطن على معلومات سرية لمكان اختبائه في مجمّع بباكستان، وفي شهر فيفري الماضي أظهرت المعلومات المتوفرة إمكانية القبض عليه، وفي منتصف مارس ترأس أوباما سلسلة اجتماعات مع طاقمه الأمني ومع تأكيد آخر معلومات وردت في 19 و28 أفريل الماضي، أعطى أوباما الضوء الأخضر لتنفيذ لعملية.
وكان الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش قد توعد مرارا بمحاكمة العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر 2001 ولكنه لم يتمكن من فعل ذلك قبل تركه الرئاسة في أوائل 2009. العملية العسكرية التي أسفرت عن مقتل زعيم القاعدة تمت بالتنسيق مع المخابرات الباكستانية.
و على غير المتوقع، تم دفن جثته في البحر، وذكر مسؤول أمريكي أن بن لادن دفن في البحر بعد تجهيزه وفقا للشريعة الإسلامية و قد أثار دفن جثته في البحر جدلاً واسعا واعتبر الكثيرون أن الإقدام على هذه الخطوة مخالف لأحكام الشريعة و أن عملية الدفن لا تتم إلا في اليابسة وتحت التراب.
يذكر، أن أسامة بن لادن ولد في الرياض في السعودية في 10 مارس عام 1957 لأب ثري وهو محمد بن لادن والذي كان يعمل في المقاولات وأعمال البناء وكان ذو علاقة قوية بعائلة آل سعود الحاكمة في المملكة العربية السعودية.وترتيب أسامة بين إخوانه وأخواته هو 17 من أصل 52 أخ وأخت.
درس بن لادن في جامعة الملك عبد العزيز في جدة وحصل على بكالوريوس في الاقتصاد، فيما تتحدث بعض التقارير أنه نال شهادة في الهندسة المدنية عام 1979 ليتولى إدارة أعمال شركة بن لادن و تحمل بعض من المسؤولية عن أبيه في إدارة الشركة. وبعد وفاة محمد بن لادن والد أسامة، ترك الأول ثروة لأبنائه تقدر ب 900 مليون دولار.
ومكنته ثروته وعلاقاته من تحقيق أهدافه في دعم ‹›المجاهدين الأفغان›› ضد الغزو السوفييتي لأفغانستان سنة 1979حيث انضم إلى الفلسطيني عبد الله عزام الذي عرف بأنه رائد الجهاد الأفغاني، لمحاربة السوفييت. وفي 1988، بلور أسامة بن لادن عمله في أفغانستان بإنشاء سجلات القاعدة لتسجيل بيانات المسلحين، وانضم إليها المتطوّعون من «مركز الخدمات» من ذوي الاختصاصات العسكرية والتأهيل القتالي، وأصبحت فيما بعد رمزًا لتنظيم المسلحين.
ونجح بن لادن في تصدير أفكاره إلى جنوب شرق آسيا والولايات المتحدة وأفريقيا وأوروبا.
وبعدها غادر السودان عام 1996، متوجها إلى أفغانستان نتيجة علاقته القوية بجماعة طالبان التي كانت تحكم أفغانستان، وهناك أعلن الحرب على الولايات المتحدة.
وفي سنة 1998، تلاقت جهود أسامة بن لادن مع جهود أيمن الظواهري الأمين العام لتنظيم الجهاد الإسلامي المصري المحظور، وأطلق الاثنان فتوى تدعو إلى «قتل الأمريكان وحلفائهم أينما كانوا وإلى إجلائهم من المسجد الأقصى والمسجد الحرام».
وبعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وجهت الولايات المتحدة أصابع الاتهام إلى بن لادن والقاعدة. وفي ديسمبر 2001 حصلت القوات الأمريكية على شريط فيديو يصور بن لادن مع جمع من مؤيديه يتحدث فيه عن دهشته من فداحة الخراب والقتلى بما فاق توقعاته.
محمد.م
المنصف المرزوقي بائع قصور الرئاسة
صار المنصف المرزوقي المعارض الذي لا يلين لنظام الدكتاتور التونسي زين العابدين بن علي رئيسا للجمهورية التونسية بعد تحقيق خطوات من الانتقال الديمقراطي و التحول السياسي في بلاد كانت منطلق ثورات الربيع العربي بإضرام بائع خضر متجول لنفسه في مدينة سيدي بوزيد البعيدة عن العاصمة احتجاجا على سلوكات البوليس العنيفة.
المنصف المرزوقي تقلد المنصب في لعبة توازن سياسي بين القوى الفائزة في انتخابات المجلس التأسيسي التي جرت يوم 24 أكتوبر الفائت، و كان الرجل المعروف بمعارضته الدائمة و دون تنازلات لنظام بن علي مقبولا لدى اليمين وهو صنيعة اليسار، عرف عنه قبوله لقواعد اللعبة الديمقراطية التي تقوم على اختيار الشعب لممثليه مهما كان لونهم و انتماؤهم و بكل حرية، مما أهله ليكون أول من يجني ثمار ثورة الياسمين، و قد دشن عهدته الرئاسية التي قد تطول لعام واحد فقط بعرض قصور الرئيس المخلوع في إمبراطورية قرطاج للبيع خوفا من خفوت وهج الثورة و التراجع عن مطالب الشعب التونسي بالاقتصاص من جلاده.
إلتقيت المنصف المرزوقي بعد أربعة أشهر من هروب بن علي و حاشيته في مكتب حزبه التجمع من أجل الجمهورية بالجزء الشعبي من وسط العاصمة تونس و كان رجلا متحمسا تملأ صدره رياح التغيير، و له من الثقة في القدرة على تجاوز محن ما بعد الثورة ما جعله يهون من غلبة الإسلاميين و سيطرتهم على مقاعد المجلس التأسيسي و مستقبل تونس السياسي برمته.
قال لي بالحرف انه لا يخاف طوفان الإسلاميين و قد تحقق فوز عريض لحركة النهضة في أول انتخابات تنظمها تونس بصورة حرة و في ظل الديمقراطية، و حقق حزبه مكاسب لا يستهان بها، قال المرزوقي ان تونس الجديدة تسمح للإسلاميين بتولي الحكم فيها لكن الشعب التونسي لن يتردد في الثورة من جديد لطرد الإسلاميين إذا سولت لهم انفسهم خيانته و عدم الاستجابة لمطالبه.
كان المرزوقي في تحليله فوضويا نظريا أكثر مما كان سياسيا محنكا، كان مستجيبا هو الآخر لفوران العنف الثوري بالمعيار التونسي حيث كان النظر في وجه رجل الشرطة جرأة زائدة تؤدي بصاحبها إلى غيابات سجون بن علي و أصهاره من آل الطرابلسي.
لكنه كان أيضا ابن عصره يجيد التواصل على الشبكات الإجتماعية الإلكترونية، صفحة حزبه على الفايس بوك تتجدد باستمرار بينما يعبر هو عن مواقفه من خلال حسابه على التويتر باسمه الخاص و يرد على الأسئلة التي توجه له.
المرزوقي صنف جديد من الحكام العرب الذين حملتهم ثورات الشعوب المطالبة بالكرامة و بالحرية، و قد عبر في مواقفه الأولى عن الزهد في المنصب و تقرب إلى الشعب بالتنازل عن جزء كبير من مرتبه لأن ما يناله الرئيس في تونس كثير جدا، و أراد المرزوقي أن يعبر على انه النقيض لبن علي و أصهاره الذين جعلوا من بلاد الملكة الفينيقية عليسة التي اشترت قطعة أرض بمساحة جلد ثور صارت إمبراطورية تقارع روما في عقر دارها فقام بعرض قصور الرئاسة التي كانت مرتع متع حاكم البلاد و حاشيته للبيع في المزاد و تخصيص مداخيلها لشؤون إخوة البوعزيزي في الشقاء.
فمن يكون المنصف المرزوقي؟
لقد ولد في 7 جويلية 1945 في قرمبالية تنحدر عائلته من الجنوب التونسي والده محمد البدوي المرزوقي ووالدته عزيزة بن كريم، له أربعة أشقاء وسبعة أخوة.
نشأ في تونس والتحق من عام 1957 حتى 1961 بالمدرسة الصادقية بالعاصمة تونس غادر تونس للالتحاق بوالده سنة 1961، وعاش مع عائلته في مدينة طنجة حتى عام 1964، حيث سافر إلى فرنسا وتزوج هناك، فأنجب مريم ونادية أقام في فرنسا 15 سنة ليدرس في جامعة ستراسبورغ، كلية علم النفس ثم الطب.
في عام 1970 شارك المرزوقي في مسابقة عالمية للشبان بمناسبة مئوية المهاتما غاندي لتقديم نص عن حياة الرجل وفكره، فازت مشاركة منصف ليحل ضيفاً على الحكومة الهندية لمدة شهر وليتجول فيها من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب.
في سنة 1975 سافر إلى الصين ضمن وفد لمعاينة تجربة الطب في خدمة الشعب في الصين.
عاد المرزوقي إلى تونس عام 1979 رغم إلحاح أقربائه على بقائه في فرنسا، وعمل أستاذاً مساعداً في قسم الأعصاب في جامعة تونس. شارك في تجربة الطب الشعبي الجماعي في تونس قبل وقف المشروع.
اعتقل في مارس 1994 ثم أطلق بعد أربعة أشهر من الاعتقال في زنزانة انفرادية، وقد أفرج عنه على خلفية حملة دولية وتدخل من نيلسون مانديلا.
أسس مع ثلة من رفاقه المجلس الوطني للحريات في 10 ديسمبر من عام 1997 بمناسبة الذكرى السنوية للإعلان العالمي لحقوق الإنسان. وقد اختير أول رئيس للجنة
العربية لحقوق الإنسان من عام 1997 حتى 2000.
غادر إلى المنفى في ديسمبر 2001 ليعمل محاضراً في جامعة باريس. حيث بقي هناك حتى أعلن عن عزمه العودة بدون أخذ الإذن من السلطات التونسية.
دعا المرزوقي إلى اعتماد كافة أساليب المقاومة السلمية لفرض الحقوق واستعادة الحرية، ثم أعلن عن عودته إلى تونس يوم 21 أكتوبر لمشاركة التونسيين في نضالهم، وعاد في ذلك التاريخ ،عاد المنصف المرزوقي إلى تونس يوم 18 جانفي 2011. و صار رئيسا مؤقتا خلفا لفؤاد لمبزع يوم 12 ديسمبر 2011.
ع.شابي
دعم روسيا والصين للأسد والحدود مع إسرائيل يعقدان الأزمة
آلاف القتلى والجرحى والمعتقلين ومستقبل سوريا يتجّه نحو المجهول
لم يكن أحد يتوقع أن تصل الأمور إلى ما وصلت إليه اليوم في سوريا، عقب اندلاع الاحتجاجات في مدينة درعا جنوب البلاد منذ حوالي تسعة أشهر في امتداد لم يكن غريبا حينها عن موجة الاحتجاجات في العالم العربي، غير أنه لم يكن متوقعا أن تتفاقم الأمور هنالك لتصل إلى ما يشبه حربا أهلية حقيقية أدت حتى اليوم إلى سقوط أكثر من 5 آلاف قتيل حسب إحصائيات الأمم المتحدة فضلا عن آلاف الجرحى والمعتقلين.
فسرعان ما امتدت المظاهرات والمسيرات المنادية بسقوط بشار الأسد إلى أقصى شمال البلاد مرورا بحمص وحماة وغربا من بانياس واللاذقية إلى دير الزور القريبة من حدود العراق شرقا، كما لم تستثن الاحتجاجات دمشق وحلب حيث شهد ريف المدينتين مظاهرات كبيرة مناوئة للنظام، وقد واجه الأسد هذه الحركات الاحتجاجية بالقمع العنيف منذ البداية وشن حملات عسكرية واسعة وأخرج جيشه ودباباته ليواجه ما قال أنها جماعات إرهابية مسلحة، وكلما سكتت المظاهرات في منطقة اشتعلت في أخرى وتبعتها حملات أمنية شملت القتل والاعتقال والتعذيب .
ورغم بشاعة الصور التي ينقلها النشطاء يوميا والتي تظهر القمع والجرائم التي يقترفها النظام في حق معارضيه المدنيين، بقي المجتمع الدولي عاجزا عن التحرك بسبب دعم روسيا والصين له ووقوفهما في وجه أي تحرّك من قبل مجلس الأمن الدولي، كما أن القوى الكبرى في العالم فضّلت عدم المغامرة لتعقيد الأزمة وتداخل العديد من العوامل فيها وخصوصا حدود سوريا مع الدولة العبرية، ما جعل فكرة التدخل العسكري على شاكلة ما تم في ليبيا غير محمود العواقب ومن شأن تأثيراته أن تمتد إلى كل المنطقة، سيما وأن النظام الإيراني وحزب الله في لبنان كانا ولا يزالان يدافعان عن الأسد باعتباره حليفا استراتجيا لهما .
وفي ظل هذه الظروف حاولت الجامعة العربية أن تضغط على دمشق من خلال تجميد عضوية سوريا وفرض عقوبات اقتصادية عليها، كما أجبرتها على توقيع بروتوكول يلزمها باستقبال مراقبين للتأكد من تطبيق الأسد للإجراء المتعلق بسحب عناصر الجيش وآلياته من المدن والقرى، وهو ما تم بالفعل بعد العديد من المُهَل والمماطلات التي قام بها النظام السوري.
غير أن الكثيرين يرون أن ما تقوم به الجامعة العربية في محاولة لإنقاذ الموقف في سوريا لن يجدي نفعا على الأرجح، مع تصميم الأسد على سحق الحركة الاحتجاجية، واستمراره في التعتيم الإعلامي والتأكيد أن قواته تحارب إرهابيين، ويرى هؤلاء أنه يحاول كسب المزيد من الوقت لتتاح له خيارات أخرى، مع مراهنته على استمرار الحماية الروسية- الصينية في مجلس الأمن ودعم حلفائه في إيران.
ويبقى الوضع في سوريا مفتوحا على كل الاحتمالات، خاصة مع تنظيم المنشقين عن الجيش السوري لأنفسهم فيما يسمّى «الجيش السوري الحر» وقيامهم بالعديد من العمليات واشتباكهم في العديد من المناطق مع عناصر الأمن والجيش النظامي، فيما يقوم «المجلس الوطني» المشكّل من المعارضين في الخارج بإحكام العزلة على الأسد ونظامه والتأكيد على فقدانه التام لأية شرعية للاستمرار في الحكم، كما لم يتوانى أعضاؤه في طلب التدخل العسكري لإنهاء عمليات القمع .
هشام عليواش
الوحدة النقدية تتحول إلى كابوس ودول مهددة بالإفلاس
أوروبا عاشت أزمة اقتصادية أطاحت بحكومات وفجرت غضب الكادحين
عرفت أوروبا خلال العام 2011، اخطر أزمة اقتصادية منذ تأسيس الوحدة النقدية الأوروبية، فبالكاد خرجت هذه الدول من تبعات الأزمة المالية التي انفجرت في الولايات المتحدة بسبب أزمة الرهون العقارية، فإذا بها تدخل في أزمة أخطر بكثير. وإذا كانت أزمة الديون العقارية الأمريكية كانت تهدد بإفلاس المصارف فإن أزمة سندات الخزانة في منطقة اليورو تهدد بإفلاس الدول.
وعلى مدار الأشهر الماضية، ومنذ انفجار أزمة الديون اليونانية، حاولت الدول الأوروبية كسب الوقت لتمكين المصارف من إلغاء قسم من الديون اليونانية ويجري الآن الحديث عن ثلثي هذه الديون بعد أن كانت القمة الأوروبية الأخيرة قد أقرت إلغاء 50 في المائة من هذه الديون، وقد تم إقرار هذه الخطة لتخفيف الأضرار المحتملة لإفلاس اليونان وخروجها من منطقة اليورو، لأن تفعيل صندوق الاستقرار الأوروبي يمكن المصارف من تأجيل الانفجار لمدة سنتين على الأقل.
ولكن يبدو أن الجهود التي بذلها قادة الاتحاد الأوروبي خلال الأسابيع الماضية لاحتواء أزمة الديون السيادية لمنطقة اليورو قد تأخرت بحيث لم تعد قادرة على إنقاذ المنطقة التي تضم 17 دولة من شبح الركود. فبعد عام من اضطراب أسواق المال وتراجع ثقة المستثمرين وسلسلة المحاولات الفاشلة من جانب القادة السياسيين للاتحاد الأوروبي للخروج من الأزمة فإن كل المؤشرات الرئيسية والدراسات الاقتصادية تشير إلى أن منطقة اليورو تتجه نحو عام اقتصادي أسود.
ودفعت هذه التوقعات بوكالة التصنيف الائتماني ستاندارد آندبورز على التهديد بتخفيض تصنيف الدول الأوروبية ال15، وبينها الدول الست التي تحظى بملاءة ائتمان عالية. بسبب المخاوف من قدرة المصارف على الاستدانة من الخارج، ما يعزز احتمالات ضخ الدولة لرساميل فيها. ورأت الوكالة أن استمرار الخلافات بين القادة الأوروبيين حول الحلول الواجب تبنيها يسهم في تراجع تصنيفها.
وقد عرف القادة الأوروبيون منذ البداية خطورة الأزمة، وأن اليونان غير قادرة على تسديد ديونها ولكنهم أخطأوا في التعامل معها. واكتفوا في البداية بالتعاطي مع الأزمة اليونانية بالمسكنات ورفضوا اللجوء إلى قرارات أكثر عمقا لمواجهة الأزمة من أصلها. وفهمت الأسواق أن اليونان غير قادرة على تسديد ديونها، قبل أن تضطر المصارف ومعها حاملو سندات الخزانة اليونانية على التخلي عن 50 في المائة من ديونهم.
هذا الخوف من المجهول اثر على الأسواق المالية في أوروبا، وبدأت تظهر توقعات بأن دولا أخرى في منطقة اليورو قد تكون غير قادرة على تسديد ديونها فارتفعت الفوائد على سندات الخزانة الإسبانية والإيطالية والبرتغالية والإيرلندية، وبدأ الخوف في انتقال العدوى إلى إيطاليا وإسبانيا وبلجيكا في ظل تزايد القلق من ضمان تمويل الديون السيادية والعجز في الميزانيات العامة للعامين المقبلين في هذه الدول. الأمر الذي دفع القادة الأوروبيون لزيادة رأسمال صندوق الاستقرار الأوروبي الذي أنشئ لدعم اليونان وإيرلندا والبرتغال إلى ألف مليار يورو، على أن يلعب الصندوق دور الضامن لمخاطر الخسائر ويضخ المصرف المركزي الأوروبي الأموال باليورو لشراء سندات الخزانة، لأن هذا المبلغ قد لا يكون كافيا.
وقد تعرضت اقتصادات منطقة اليورو لمشكلة إضافية خلال الشهور الماضية مع تزايد تهديدات مؤسسات التصنيف الائتماني الدولية بخفض تصنيف كل دول المنطقة على خلفية أزمة الديون السيادية وهو ما يلقي بظلال كثيفة على اقتصادات المنطقة خلال العام الجديد.
ومع تداخل الأزمات المالية المصرفية مع الديون السيادية مع تراجع النمو الاقتصادي ارتأت الحكومات، خاصة في فرنسا وألمانيا، أن حل أزمة المصارف لا يتم هذه المرة من خلال ضخ الرساميل فيها فقط، لأن المشكلة باتت تكمن في أزمة الديون السيادية ومخاطر إفلاس اليونان أو أي بلد آخر أوروبي، وهو ما دفع بالمستشارة الألمانية إلى القول، إنه إذا كان لا بد من إفلاس اليونان وخروجها من منطقة اليورو فيتعين أن تتم هذه العملية بشكل منظم.
وفي محاولة إضافية لإبقاء اقتصادات رئيسية في منطقة اليورو في طريق الانضباط المالي أقيلت حكومتان منتخبتان في اليونان وإيطاليا لتحل محلهما حكومتان مؤلفتان من التكنوقراط و ملتزمتان بخفض عجز الموازنة ومعدل الدين العام.
ورغم هذه التدابير التي أقرتها الحكومات الأوروبية، إلا أن الوصفة قد لا تكون "فعالة" أمام تردى الوضع الاقتصادي، فبالإضافة إلى ضخ الأموال، ستكون الحكومات الأوروبية مجبرة على اتخاذ الإجراءات التقشفية وتخفيض النفقات، لتخفيض العجز في الميزانية العامة، ما يترتب عنه زيادة في البطالة.
وقد فجرت محاولات الحكومات الأوروبية احتواء الأزمة المالية سلسلة من المظاهرات المناهضة للسياسات الحكومية في المدن الأوروبية الرئيسية وقد تحولت في حالات عديدة إلى أعمال عنف، وسط تكهنات بإمكانية انسحاب بعض الدول المتضررة من الأزمة، من منطقة اليورو لكي تتمكن من تخفيض قيمة عملائها وجعل اقتصاداتها أكبر قدرة على المنافسة الاقتصادية. فاليورو القوي، والقوانين الأوروبية، تجعل من اليونان بلداً سياحيا مرتفع التكلفة مقارنة بجارتيها تركيا وكرواتيا. فخروج اليونان في منطقة اليورو وتخفيض قيمة الدراخما يجعلها قادرة على المنافسة. أنيس نواري
عاملة نظافة تطيح بستروس كان من عرش الأفامي و تبدد أحلامه في الإيليزي
في منتصف العام المنقضي 2011 تناقلت وسائل الإعلام العالمية صور المدير العام السابق لصندوق النقد الدولي الفرنسي دومينيك ستروس كان و هو مكبل اليدين، و غير حليق و متهندم كعادته. و بدا في هذه الصور الصادمة و المحزنة كما لو كان مجرما.
و أحدث توقيف الرجل القوي السابق للمؤسسة المالية العالمية العتيدة من طرف شرطة نيويورك بتهمة الاعتداء الجنسي على عاملة النظافة نافيساتو ديالو، 32 سنة، من أصل إفريقي بفندق سوفيتال في نيويورك رجة عنيفة بفرنسا و بوسط المال و الأعمال في العالم.و كانت الصدمة أعنف ما تكون بين الاشتراكيين الفرنسيين، حيث يمثل قبل انفجار هذه الفضيحة المدوية المرشح الأقوى للفيلة لمنافسة مرشح اليمين الحاكم نيكولا ساركوزي المتطلع إلى ولاية رئاسية جديدة.
وضع المدير العام لصندوق النقد الدولي دومينيك ستروس كان، تحت المراقبة المشددة لمنعه من الانتحار، في ظل انهيار معنوياته و حالة الإحباط التي يشعر بها
و كان يتم تفقده كل 15 إلى 30 دقيقة، ولا يتم ترك أي شيء يمكن استخدامه للانتحار معه.
و رغم الجدل الذي أثارته هذه الحادثة في أوساط الطبقة السياسية ، فإن الرأي العام الفرنسي بدا متعاطفا مع ستروس كان و غير مصدق للتهم المنسوبة إليه، حيث بين استطلاع للرأي وقتها أن أغلب الفرنسيين ( 57 بالمائة ) كانوا يعتقدون أن ستروس-كان "ضحية مؤامرة".
بالمقابل أثلجت هذه الحادثة صدور المسؤولين في اليمين الحاكم، وقال الوزير الأول فرانسوا فيون أنه إذا ثبتت التهم التي وجهت إلى دومينيك ستروس-كان سيكون الأمر "بالغ الخطورة ولا يمكن أن يقبل فيه أي عذر.
و ذهب بعض المراقبين إلى أن ما تعرض له المنافس الأقوى للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في رئاسيات أفريل 2012 ليست وليدة الصدفة، وأنها تنطوي على رائحة مخطط مدروس لإنهاء المشوار السياسي لستروس كان، و قبر طموحه نهائيا لاعتلاء كرسي الإيليزي تحت مظلة الاشتراكيين.
و بعد محنة استمرت ثلاثة أشهر في نيويورك عاد دومينيك ستروس كان،( 62 سنة) إلى بلاده بعد أن تبددت نهائيا آماله الرئاسية.
و جاءت هذه العودة بعدما تم إسقاط الاتهامات المنسوبة إليه و بعد التشكيك في مصداقية الخادمة.
يذكر أن ستروس كان ولد في 25 أفريل 1949 لأسرة يهودية في ضاحية نويي سور سين بالعاصمة الفرنسية باريس، وقضى جزءا من فترة صباه بالمغرب.
وفي إطار دراسته في فرنسا، حصل على درجات علمية في القانون والاقتصاد من جامعة باريس العاشرة.
وعام 1986 بدأ عمله السياسي عندما انتخب للمرة الأولى لعضوية البرلمان باعتباره نائبا اشتراكيا، وسرعان ما أظهر براعته في القضايا الاقتصادية والمالية.
وعام 1991، عينه الرئيس الفرنسي حينذاك فرانسوا ميتران وزيرا منتدبا للصناعة والتجارة الخارجية.
وبعد مرور ستة أعوام في أعقاب الفوز الساحق الذي حققه الحزب الاشتراكي في الانتخابات المبكرة التي دعا إليها رئيس الجمهورية آنذاك جاك شيراك، عين ستروس كان وزيرا للمالية بحكومة رئيس الوزراء حينها ليونيل جوسبان.
قدم استقالته من منصبه وزيرا للمالية عام 1999 بعد تورطه في فضيحة تتعلق برسوم قانونية مختلقة ووثائق مزورة للاحتيال. ورغم ذلك برأته إحدى المحاكم من التهم المنسوبة إليه في نوفمبر 2001 ، وأعيد انتخابه لعضوية البرلمان بعد عدة أشهر.
وفي عام 2006، مني ستروس كان بالهزيمة في الانتخابات التمهيدية لاختيار مرشح الحزب الاشتراكي في انتخابات الرئاسة أمام منافسته سيغولين رويال التي خسرت أمام نيكولا ساركوزي في الانتخابات الرئاسية.
تزوج ستروس كان من الصحفية آن سينكلير، ولديه أربعة أطفال من زيجات سابقة. محمد.م
بسبب مواقفهم مما يسمى بالثورات العربية
تصنيف النجوم بين "قوائم الشرف" و"قوائم العار"
عرفت سنة 2011 سقوط الكثير من الفنانين العرب الذين تمتعوا خلال مسيراتهم الفنية بشعبية كبيرة، لم يتمكنوا من الحفاظ عليها بسبب موجة الثورات و الاحتجاجات التي انتشرت في عدد من الدول العربية على غرار تونس، مصر، ليبيا و سوريا، حيث تباينت مواقفهم السياسية بين المضادة و المؤيدة لإرادة جمهورهم من الشعب البسيط، خاصة في كل من مصر و سوريا، الذين تخلى ألمع نجومهما عن الثائرين الذي نعتوهم بأقبح الصفات، مما أفقدهم حب و احترام محبيهم الذين وضعوهم بدورهم في قوائم سوداء أسموها "قوائم العار"، التي تقابلها من الناحية الأخرى "قوائم الشرف" التي استحق التواجد فيها كل فنان ساند الثورة و كان إلى جانبها منذ البداية.
التونسيون يفتتحون قوائم العار و الشرف
افتتحت تونس "قوائم العار و الشرف" بوضعها العديد من الأسماء الفنية التي انتقدت الحركات التظاهرية المطالبة بتحررها،على رأس القوائم السوداء التي تراجع أغلبها بعد نجاح الثورة، و الذين سماهم المطرب التونسي الشهير صابر الرباعي بالمتحولين السياسيين الذين يحاولون ركوب موجة الثورة، مؤكدا أن ذلك يشكل خطرا كبيرا عليهم لأنهم كما قال ليسوا مضطرين لإبداء آراء و تصريحات سياسية و أنه كان من الأفضل لهم أن يلتزموا الصمت.
و من بين أبرز الفنانين الذي دفع ثمن تصريحاته المعادية للثورة التونسية و مناشدته لبن علي بالترشح مرة أخرى لرئاسيات 2014 ،هو المطرب لطفي بوشناق الذي حرم من المشاركة في افتتاح مهرجان قرطاج الدولي و عوض بمجموعة من شباب الراب الذين شاركوا في الثورة و ذلك تلبية لنداءات النقابة التونسية للمهن الموسيقية و شباب الثورة الذي طالبوا بإقصائه عبر "الفايس بوك" ليعود فيما بعد ليتغنى بما أنتجه الربيع العربي التونسي.
و هو الأمر الذي قامت به أيضا الفنانة هند صبري التي تغنت هي الأخرى بسنوات الرخاء التي عرفتها تونس في عهد بن علي، و بعد نجاح الثورة و هروبه من تونس عبرت عن فخرها و سعادتها بنجاح الثورة التونسية.
سقوط الفنانين المصريين في وحل مبارك
سقط أغلب الفنانين والنجوم المصريين تباعا الواحد تلو الآخر من أعين جماهيرهم العريضة التي كانت تحبهم و تتابع أعمالهم بشغف، و ذلك بعد إدلائهم بالعديد من تصريحاتهم المعادية للمتظاهرين و شباب التحرير.
و من بين أكثر هؤلاء الفنانين تطرفا، هي الممثلة سماح أنور التي قالت في اتصال مع إحدى القنوات الفضائية على الهواء مباشرة أنها تطالب بإحراق كل المتظاهرين في ميدان التحرير لأنهم خونة و يقومون بتخريب البلد حسبها.
أما "الزعيم" عادل إمام الذي وصفته العديد من المواقع الإلكترونية المصرية و العربية "بالخائن الأكبر"، فقد كان من الأوائل الذين أدانوا الثورة في بدايتها ليعود و يغير مواقفه "الخائنة"، عندما أصبح سقوط مبارك وشيكا، رغم أنه قال في أكثر من مناسبة "أن مبارك زعيم عظيم، و هو الذي حفظ مصر طوال فترة حكمه "، ليرتدي بعد ذلك قناع الوطنية و يحاول ركوب الموجة السياسية الجديدة .
غادة عبد الرازق،هي من أبرز الفنانين الذين تضمهم القائمة السوداء المصرية، و ذلك بسبب تصريحاتها بأنها قطعت علاقتها مع المخرج المصري خالد يوسف الذي كان يجمعهما على ما يبدو مشروع زواج، بعد مكالمة دارت بينهما طالبته فيها بدعم جهود التهدئة في الشارع المصري، الأمر الذي رفضه بشده و جعله يغلق الهاتف في وجهها .
و تضم قائمة الشرف المصرية أسماء مهمة أمثال الفنانة تيسير فهمي، سهير المرشدي، أحمد عيد، عايدة فهمي، المخرج خالد يوسف، المخرج يسري نصر الله، الفنانة جيهان فاضل، فرح يوسف، حنان مطاوع، مجدي عبيد، خالد الصاوي، الشاعر والفنان سامح العلي، الشاعر إبراهيم داوود، نادية لطفي، داليا البحيري، علي الحجار، عمر الشريعي، الشاعر أحمد فؤاد نجم ، الممثل خالد أبو النجا، و الفنان خالد النبوي الذي وصف ما يشهده ميدان التحرير بأنه "أعظم ملحمة تاريخية مرت على مصر منذ سبعة آلاف سنة، و طالب جموع المصريين بالانضمام للثورة ، منتقدا من جهة أخرى، أن يقوم النظام فجأة بمحاسبة المسئولين المخطئين بعد 30 سنة، بالإضافة إلى كل من الممثلة شريهان التي يذكر أنها كانت تأخذ للمتظاهرين المال و قارورات الماء، والفنان عمرو واكد الذي شارك المتظاهرين هتافهم كواحد منهم.
نجوم سوريا لم يتعلموا درس مصر
تكرر سيناريو "قوائم العار" و"قوائم الشرف" المصرية مرة أخرى في سوريا حيث جندت الثورة السورية هي الأخرى العديد من الأسماء التي أيدت حركته التحررية ضد نظام الأسد في مواقف ثابتة لم تعرف التردد أو الخوف، بينما هاجمت مجموعة كبيرة منهم الثوار و المتظاهرين بشكل جعلها تتصدر القوائم السوداء التي يصنفهم الشعب فيها في خانة الخونة .
و كان أول الفنانين السوريين الذين أطلقوا تصريحات نارية ضد الثوار السوريين، المطرب جورج وسوف الذي أكد في مداخلة هاتفية مع أحد البرامج أن المتظاهرين في شوارع سوريا ليسوا من أبناء الوطن، داعيا الله بأن يطيل عمر الأسد مبديا فخره لكون فناني سوريا كلهم مع عائلة الأسد، و تلته على القائمة السوداء الفنانة سوزان نجم الدين التي أكدت أن وعي الشعب السوري سيجعله يلتف حول الأسد و نظامه، لأنه هو من اخرج الوطن إلى فضاءات رحبة من التطور و التحديث. بالإضافة إلى الفنان فراس إبراهيم الذي صرح أثناء فترة تصويره لمسلسل في "حضرة الغياب"، أنهم لم يتمكنوا من إنجازه من كثرة مظاهرات التأييد لبشار الأسد وهو ما جعله يدخل ضمن قوائم العار. و كذلك الأمر مع الفنان عابد الفهد الذي هنأ الشعب السوري بوعيه التام لخيوط المؤامرة التي تحاك ضده من قبل الإعلام العالمي و العربي الذي يسعى إلى تخريب البلد.أما الفنان أيمن زيدان فصرح بأن بشار الأسد قائد عظيم، لأنه اعترف بالإصلاحات و أصدر قرارات كبيرة في وقت سريع، قائلا أن المعارضة لا تمثل أبدا إرادة الشعب.
بالإضافة إلى قائمة طويلة ضمت أسماء مهمة كالفنان وائل رمضان، الذي توسل للأسد لكي لا يلغي حالة الطوارئ، و زوجته الفنانة سلاف فواخرجي التي دعت هي الأخرى الشعب السوري لدعم الرئيس الأسد الذي وصفته بالمؤمن و الشاب.
و من بين أكثر الفنانات السوريات التي واجهت انتقادات لاذعة من الشارع السوري هي الفنانة أصالة التي تراجعت عن الأغنية التي لحنتها عن الثورة و التي تخاطب فيها الأسد قائلة أنه يرفض التزحزح عن كرسيه، لتغير رأيها بالكامل و تعرب عن تأييدها لسياسته ، ثم تعود إلى موقفها السابق.
و بين "قوائم العار" و "الشرف"، توجد أخرى وصفت بالقوائم الصامتة التي تضم أسماء الفنانين الذي اتسمت مواقفهم بالجمود، كالفنانة رغدة التي يعرف عنها صلابتها و شجاعتها إلا أنه فضلت هذه المرة أن تلزم الحياد إلى جانب كل من الفنان مجد القاسم، كندة علوش، جمانة مراد ، و الفنان جمال سليمان الذي كان من أوائل الموقعين على البيان الرسمي الذي أصدره الفنانون السوريون للتعبير عن موقفهم من الثورة، الذي أورد أنها أتت تطالب بأشياء مشروعة متعلقة بالإصلاحات اجتماعية و اقتصادية و سياسية مهمة، غير أنه أعرب من جهة أخرى عن استعداده للوقوف بجانب النظام السياسي في رحلة إصلاحية جدية و سريعة و في نفس الوقت إلى جانب الشارع. أما قائمة الشرف السورية فقد تربعت عليها بامتياز الفنانة السورية منى واصف التي تبنت منذ البداية موقفا واضحا و صريحا إلى جانب الثورة و الثوار مساندة إياهم في رحلة بحثهم عن الكرامة و استرداد الحرية.
من حق الفنانين كغيرهم من المواطنين العاديين أن يعبروا عن آرائهم الإيجابية أو السلبية في ثورات بلدانهم و تحولها السياسي، ولكن كونهم في واجهة المجتمع فهم يعتبرون بطرق أو بأخرى لسان الشعب، الذي قد يعطي عنهم انطباعات صحيحة أو خاطئة و هذا ما جعل جماهيرهم التي شعرت بالخيبة تستشيط غضبا عليهم و تصنفهم ضمن فريقان يمثلان إما "الشرف أو العار"، و لأن حكم الجمهور هو الأهم بالنسبة للفنان فإن هذه التصنيفات التي قد يعتبرها البعض تعسفية كان لها تأثير كبير على حياتهم الاجتماعية و خاصة الفنية، كتضاؤل أجورهم مثلا، إذ اضطر الكثير من الفنانين المصريين لتخفيض أجورهم في أعمال رمضان بسبب خفوت شعبيتهم.
أمينة.ج
الراحلون هذا العام
رحيل قطة هوليوود المدللة
تساقطت أوراق فنية عالمية لامعة من شجرة الحياة، في 2011، حيث غيّب الموت أسطورة السينما الأمريكية"قطة هوليود المدللة" و صاحبة العيون الفاتنة إليزابيث تايلور عن عمر يناهز 79 عاما، بعد مشوار زاخر بالنجاحات، و الأدوار الخالدة التي أدتها و على رأسها دور "كليوباترا" الذي تقاضت عنه مبلغ مليون دولار. وكانت النجمة الراحلة إليزابيث تايلور قد تحصلت على جائزة الأوسكار لأفضل ممثلة مرتين على التوالي مرة عن دورها في فيلم" باترفيلو8" والثانية عن دورها في فيلم" من يخاف فيرجينا وولف" التي جسدت خلاله شخصية مارتا.
هوليوود تفقد محققها كولمبو
كما ودعت سماء هوليوود عدد من نجومها الساطعة منها "بيتر فولك" صاحب شخصية كولومبو الشهيرة التي عاش معها المشاهدون في مختلف دول العالم أمتع القصص و التحقيقات البوليسية المثيرة، حيث رحل فولك عن عمر يناهز 83 عاما بعد معاناة طويلة مع المرض.
انطفاء نجمة الإغراء جاين راسل
و كان الموت في الموعد في الشهر الثاني من السنة نفسها مع أشهر فنانات الإغراء البارزات في السينما الأمريكية في فترة الأربعينيات والخمسينيات جاين راسل التي انطفأت شمعتها عن عمر يناهز 89 عاما بسبب مرض في الجهاز التنفسي.
جرعة زائدة تنهي شهرة إيمي واينهاوس
و فقدت الساحة الغنائية العالمية صوتا مميّزا رغم طيش صاحبته و انحرافها الصارخ، حيث عثر على المغنية البريطانية إيمي واينهاوس صاحبة ال27ربيعا ميتة في منزلها بسبب جرعة زائدة من المخدرات والكحول. وتصدّرت الراحلة إيمي واينهاوس مبيعات بريطانيا، بأحدث ألبوماتها "لايونيس: هيدن تريجرز"، الذي بيع منه 70 ألف نسخة بعد مرور 24 ساعة فقد من صدوره، كما بيع فستان ارتدته واينهاوس على غلاف ألبومها "باك تو بلاك" بسعر 43200 ألف جنيه استرليني في مزاد علني بلندن.
لا ديفا سيزاريا إيفورا تخلع حذاءها للأبد
ولم يخلو 2011 من أخبار الموت المفجعة، حيث فقد عشاق "لا مورنا" لا ديفا حافية القدمين "سيزاريا إيفورا " التي كما اختارت الاعتزال في صمت في شهر سبتمبر الماضي رحلت أيضا في صمت عن الدنيا التي طالما قست عليها في طفولتها.
مارلين مونرو العرب ترحل في ال82
و من هوليوود أمريكا إلى هوليوود العرب التي بكت هي الأخرى رحيل الكثير من الأسماء الفنية البارزة ، حيث رحلت مارلين مونرو الشرق ملكة الإغراء هند رستم عن عمر يناهز 82 عاما وقد كانت من أجمل فاتنات السينما المصرية.
رحيل دون جوان هوليوود العرب
تبعها الفنان كمال الشناوي دون خوان السينما المصرية في عصرها الذهبي، وأحد أهم كبار نجومها، الذي رحل عن عمر يناهز 89 عاماً بعد صراع مع المرض. و قدّم النجم الكثير من الأفلام صنفت 6 منها في قائمة أفضل 100 فيلم بتاريخ السينما المصرية، وهي "أمير الانتقام"، و"اللص والكلاب"، و"الكرنك"، و"المستحيل"، و"الرجل الذي فقد ظله".
الموت يغّيب الرجل الثاني في السينما المصرية
كما رحل السينمائي البارز عمر الحريري أحد كبار نجوم الفن العربي، وأبرز الذين لعبوا دور "الرجل الثاني" في السينما المصرية، باستثناء فيلم واحد انفرد فيه بالبطولة هو "أغلى من عينيه" عام (1955) مع الفنانة سميرة أحمد والمخرج عز الدين ذو الفقار. ويبلغ رصيد عمر الحريري السينمائي 103 فيلم، منها "الوسادة الخالية" و"الناصر صلاح الدين"، و"سكر هانم"، كما أنه يعد من ألمع نجوم التلفزيون بتقديمه لمسلسلات شهيرة مثل "أحلام الفتى الطائر"، و"خالتي صفية والدير"، و"ساكن قصادي" ...
السينما المصرية تبكي الكوميدية
خيرية أحمد
و بكت السينما المصرية أيضا رحيل أحد أهم كوميدياتها خيرية أحمد، التي عرفها الجمهور في بداياتها من خلال الديو الشهير "محمود وأنيسة" الذي قدمته إلى جانب النجم الراحل فؤاد المهندس. و من أهم أفلامها السينمائية "الفانوس السحري" و"حماتي ملاك" و"السيرك" و"أميرة حبي أنا"...
صوت الفن عامر منيب يصمت للأبد
و بعيدا عن ساحة التمثيل فقدت الساحة الغنائية مطربها الشاب عامر منيب الذي عانى لفترة من مرض عضال.
باب الحارة يودع "أبو بشير"
و من جهتها ودعت السينما السورية فقيدها الكوميدي البارز حسن دكاك المعروف ب"أبو بشير" في أجزاء مسلسل "باب الحارة"، عن عمر يناهز 56 عاماً، إثر أزمة قلبية حادة، أصابته بعد انتهائه من تصوير مشاهده في العديد من الأعمال الرمضانية التي عُرِضَت العام المنصرم وهي "يوميات مدير عام 2"،"الدبور2"، "الولادة من الخاصرة "...
فؤاد غازي ورود بستانه بعد اليوم
و تلقت الساحة الفنية السورية أيضا العزاء في فقيدها المطرب فؤاد غازي الذي اشتهر بأغنية "لازرعلك بستان ورود"التي لاقت نجاحا كبيرا في لعالم العربي.
م/ب
• رحيل مكتشف مامي و قائد الأوركسترا
عبد الله كريو
فقدت الساحة الفنية الجزائرية أسماء لامعة في عالم الموسيقى و الغناء،برحيل مكتشف الشاب مامي وقائد أوركسترا ووردة الجزائرية و هو الموسيقي عبد الله كريو.
و يعد الفنان عبد الله كريو من أشهر المؤلفين في عالم الموسيقى، و ألمع العازفين على آلة الكمان. مما مكنّه من تبوُّء مكانة كبيرة في الساحة.
كما ساهم في كشف و ابراز عدد من المواهب الفنية الشابة من خلال برنامج "ألحان و شباب ".
• " بده الخوص" يخلف إرثا فنيا ب 30 شريط غنائي
و كان فنانو ولاية الوادي خاصة و الجزائر عامة قد ودعوا أحد أعمدة الفن الشعبي السوفي الفقيد الفنان أحمد التومي، المكنى ب " بده الخوص".
ورحل الفنان بده الخوص كما يسميه الجميع بالولاية تاركا خلفه إرثا فنيا كبيرا يتمثل في 30 شريط غنائي، و أغان ناجحة يفضل الكثيرون ترديدها منها "أدنادانة وخيتي"، "سعد أيامي دوم عليا"، "قمرة وقادة".
•عمار أوحدة يودع الركح للأبد
كما ودعت الساحة الاستعراضية الفنان"عمار أوحدة"، أحد أبرز المغنين والممثلين الفكاهيين الجزائريين، الذين شغلوا الساحة الفنية وتميزوا فيها في القرن الماضي. و اشتهر بأغانيه الفكاهية مثل "قروم و قرومة".
• الكويتي منصور المنصور يتوفاه الأجل بالجزائر
هذا و شاءت الأقدار أن تكون آخر أيام المسرحي الكويتي المعروف "منصور المنصور"بالجزائر، حيث لفظ الفنان أنفاسه الأخيرة ببجاية عن عمر ناهز 70 عاما إثر إصابته بأزمة قلبيةً.
وكان الفنان الراحل قد قدّم مسرحية " المكيد " التي تمثلها فرقة مسرح الخليج الكويتية ضمن فعاليات المهرجان الدولي للمسرح المحترف الذي أقيم في مدينة بجاية.
و يعتبر الممثل الراحل أحد مؤسسي الحركة الفنية المسرحية في الكويت وبدأ عمله في إذاعة الكويت عام 1959 وهو ينتمي إلى أسرة فنية عريقة في الفن، فهو الشقيق الأكبر للفنانين محمد وعيسى وحسين المنصور والمخرج الراحل عبد العزيز المنصور .
وكان آخر أعماله مسلسل "الجليب" وكان يستعد لتصوير مسلسل " ضي القلوب" كما قدم عدة مسرحيات منها " الطين " و "فلوس نفوس " و" ضاع الديك".
• رحيل صاحب
"جاري يا حمودة"
رحل الفنان التونسي الكبير أحمد حمزة المعروف بأغنية "جاري يا حمودة" التي انتشرت في جل البلدان العربية .
و عرف الفنان أحمد حمزة المولود بمدينة صفاقس عام 1930 بولعه بالموسيقى والغناء منذ نعومة أظافره، فانضم إلى المجموعة الصوتية التابعة لمحطة الإذاعة و تألق في أداء الأغاني ذات الطابع الشعبي وكانت انطلاقته مع أغنية "ارجع يا عمي يهديك " و"شهلولة" و" حب الخندودة".
• "سبوعي" يتوقف عن الضحك
كما غيّب الموت الممثل الكوميدي التونسي سفيان الشعري ، جراء نوبة قلبية مفاجئة عن عمر يناهز 49 عاما.
وعرف الفنان نجاحا منقطع النظير من خلال تقمصه لشخصية (السبوعي) الكوميدية في السلسلة الهزلية (شوفلي حل) الذي بثته قناة نسمة. م/ب


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.