”التذمر والخزي والشعور بالعار”، هي أبرز ملامح ردود فعل الشارع المصري والنشطاء المصريين من عودة الوفد الدبلوماسي المصري رفيع المستوى الذي قام بزيارة مستعجلة للاعتذار على سلوك المئات من المصريين ضد سفارة المملكة في القاهرة، والذي قررت السعودية على إثرها سحب سفيرها، قبل أن يقرر العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز ”الصفح” عن المصريين ويصدر توجيهاً بمباشرة سفير المملكة لعمله في القاهرة بدءاً من اليوم. وجه ملك السعودية صفعة إلى الوفد الدبلوماسي المصري الذي حل ضيفا على البلاط الملكي، برئاسة سعد الكتاتني، رفقة نخبة من النواب وأعضاء مجلس الشورى للمطالبة بعودة السفير السعودي إلى القاهرة، ورفض الملك أن يتم وضع العلم المصري إلى جانب العلم السعودي، كما هو متعارف عليه دبلوماسيا. وأضحت صور اللقاء الذي جمع الوفد المصري بالعاهل السعودي عدم وجود العلم المصري، وهو ما أثار حفيظة النشطاء المصريين الذين قاموا باستقبال الوفد في مطار القاهرة، رافعين الأحذية، وذلك في رسالة واضحة على سخطهم الشديد لسلوك الوفد الذي لم يتوان في تقديم الاعتذار للسعودية وترجي العاهل السعودي إعادة سفير المملكة إلى القاهرة، متجاهلين الحديث عن مستقبل أزيد من ألف مواطن مصري محتجز لدى المملكة دون محاكمة، فضلا عن سوء المعاملة التي يعاني منها حوالي ثلاثة مليون مواطن مصري مقيم في المملكة. وما ساهم في رفع موجة غضب المصريين ضد الوفد، هو تزامن الزيارة مع أحداث شارع العباسية والتي راح ضحيتها جنديان وأصيب فيها المئات من المتظاهرين المصريين، كما بدت ردود الفعل المصرية عبر مواقع التواصل الاجتماعي جد ساخطة من الكلمة التي ألقاها رئيس الوفد المصري أمام العاهل السعودي، والتي عكست ضعف الموقف المصري ولم تلب طموحات المصريين الذين يؤكدون أنهم يحلمون بمستقبل أكبر لمكانة مصر الدولية بعد ثورة 25 يناير. ووجد المراقبون السعوديون في زيارة الوفد المصري فرصة للتأكيد على حجم الفارق بين المملكة ومصر، كما أبرز الإعلام السعودي اعتذار رئيس مجلس الشعب المصري على صدر الصفحات الأولى، وتناقلت كلمة رئيس مجلس الشورى أحمد فهمي الذي ضمن كلمته اعترافا صريحا ضد المحامي أحمد الجيزاوي الذي تفجرت الأزمة على إثر اعتقال السلطات السعودية له، وأكد فهمي أن الجيزاوي مهرب مخدرات ويحق للمملكة محاكمته بالطريقة القانونية التي تقررها.