خرج معرضو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ”مسيرة مليونية” في موسكو، لإحياء حركتهم الاحتجاجية المتهاوية وتجديد الضغط على الزعيم الأعلى لروسيا، عشية عودته إلى الرئاسة. ولكن محاولة زعماء المعارضة الأولى لتنظيم تجمع حاشد لشهرين قد تفشل، لأن الاحتجاجات ضد بوتين فقدت زخمها منذ فوزه في الانتخابات في الرابع من مارس. ويشعر روس كثيرون بغضب من تمديد بوتين لهيمنته بالفعل طوال 12 عاما على روسيا ويخشون أن يحبط الإصلاحات السياسية والاقتصادية. ولكن الأعداد قد تكون قليلة لأن مطلع الأسبوع عطلة يحب فيها الروس التوجه إلى الريف. وعلى الرغم من أن المظاهرات التي استمرت أسابيع حتى مارس لم تحصل إلا على تنازلات محدودة من بوتين، فإن المعارضة تريد إثبات أنها مازالت تمثل قوة يحسب حسابها قبل أن يؤدي اليمين يوم الإثنين لفترة رئاسية ثالثة، تستمر ست سنوات. وقال بوريس نيمستوف وهو زعيم معارض ليبرالي أن ”بوتين انتخب بطريقة غير شرعية.. لا يمكن أن نبقى صامتين ونشاهد هذا الخزي”، مشيرا إلى مزاعم حدوث تلاعب في الانتخابات أدى إلى إثارة هذه الاحتجاجات. وأضاف أن ”الناس غير المبالين سيأتون كي يثبتوا لبوتين أن تنصيبه ليس عطلة عامة وتتويجا، مثلما يعتقد أنها جنازة للسياسات الصادقة”. ورفض بوتين الادعاءات بأن تلاعبا انتخابيا واسع النطاق ساعده على الفوز في انتخابات الرئاسة وضمن الفوز لحزبه روسياالمتحدة في انتخابات برلمانية جرت في ديسمبر. وكانت بلدية موسكو قد سمحت للمعارضة الروسية بإجراء مسيرة يشارك فيها 5 آلاف شخص، تنتهي بمظاهرة في ميدان بولوتنايا. وتشارك في المسيرة والمظاهرة أحزاب المعارضة الليبيرالية اليمينية والأحزاب اليسارية وبعض الحركات الشبابية، بالإضافة إلى المواطينين الذين لا ينتمون إلى أية تيارات سياسية لكنهم يعارضون نهج القيادة الروسية الحالية. أما مطالب المحتجين فهي نفسها التي رفعوها خلال مظاهراتهم السابقة، وبينها إجراء إصلاحات سياسية جذرية، وتعديل القوانين الانتخابية، وإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية مبكرة، علما أن المعارضة لا تعترف بنتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة التي تقدم فيها حزب ”روسيا الموحدة” الحاكم، والانتخابات الرئاسية التي فاز بها رئيس الوزراء فلاديمير بوتين. وتقول المعارضة إنه يجب إجراء الانتخابات البرلمانية الجديدة بحلول نهاية العام الجاري والانتخابات الرئاسية في ربيع عام 2013. أما أنصار فلاديمير بوتين، الرئيس المنتخب الذي ستجري مراسم تنصيبه في الكرملين اليوم، فيجتمعون في تل ”بوكلونايا غورا” بموسكو للاحتفال بالذكرى السنوية الأولى لتشكيل ”الجبهة الشعبية لعموم روسيا” التي تأسست بمبادرة من بوتين. واعتبر مراقبيون أن فكرة ”الجبهة الشعبية” التي تضم ممثلين عن مؤسسات المجتمع المدني ومختلف الأحزاب السياسية وشخصيات عامة ومواطنين عاديين لا ينتمون إلى أية أحزاب، جاءت ردا على تراجع شعبية حزب ”روسيا الموحدة” الحاكم.