الجزائر - فاز فلاديمير بوتين في الانتخابات الرئاسية في روسيا لولاية مدتها ست سنوات متعهدا باجراء حوار مع المعارضة التي نددت بنتائج الانتخابات واعتبرتها "غير نزيهة". وتقدم فلاديمير بوتين بحصوله على نسبة 75ر63 في المائة بفارق كبير على المرشحين الآخرين حيث تحصل غينادي زيوغانوف (رئيس الحزب الشيوعي) على نسبة 17.19 في المائة وميخائيل بروخوروف (الملياردير المستقل) على ما يقارب 8 في المائة من الأصوات وفلاديميرجيرينوفسكي (رئيس الحزب الليبرالي الديمقراطي) على نسبة 6.23 في المائة وسيرغي ميرونوف رئيس حزب "روسيا العادلة"على نسبة 3.85 في المائة. وفي اعقاب ظهور نتائج الانتخابات قال بوتين الذي تمتد فترته الرئاسية ست سنوات بدلا من أربع سنوات أمام عشرات الالاف من انصاره وسط العاصمة موسكو إن فوزه "جاء في صراع انتخابي مفتوح ونزيه بفضل دعم أغلبية الناخبين له" معتبرا أن هذه الانتخابات "كانت بمثابة اختبار مدى النضج السياسي لمواطني روسيا واستقلالية قرارهم". وأضاف أن الانتخابات الرئاسية "أظهرت بكل وضوح أن أحدا لا يستطيع فرض إرادته على روسيا" مبديا عزمه على "مواصلة عمله بشكل حثيث وصادق" وداعيا جميع المواطنين الروس إلى "التلاحم حول مصالح الشعب الروسي ووطنه". واكد المتحدث باسم بوتين ديميتري بسكوف ان بوتين لم يقصي المعارضة من الحوار وهو يرحب بالمعارضين السياسيين الذين يقترحون افكارا بناءة مشيرا الى انه مستعد لمواصة الحوار والاتصالات مع مختلف الاطراف بعد فوزه في الرئاسيات. من جهته اعتبر زعيم "الحزب الشيوعي" غينادي زيوغانوف المنافس الرئيسي لبوتين نتائج الانتخابات "لا شرعية ولا نزيهة ولا عادلة" قائلا أن الانتخابات النزيهة تقتضي "حوارا نزيها بين السلطة والمعارضة". واعترف باقي المنافسين في الانتخابات الرئاسية وهم فلاديمير جيرينوفسكي وسيرغي ميرونوف وميخائيل بروخوروف بهزيمتهم معتبرين أن الديموقراطية تقتضي الاعتراف بالهزيمة قبل خوض غمار معارك سياسية أخرى في المستقبل. وكانت المعارضة قد اتهمت السلطات يوم أمس بالقيام بأعمال تزوير خلال العملية الانتخابية وتحدث ممثلو بعض المرشحين ومعارضون ومنظمة غولوس غير الحكومية لمراقبة الانتخابات ووسائل اعلام مستقلة عن عمليات تزوير اثناء الاقتراع. وبعد تشكيك المعارضة في نزاهة الانتخابات اكد رئيس لجنة الانتخابات المركزية الروسية فلاديمير تشوروف إن الانتخابات الرئاسية "تميزت بأعلى درجات الشفافية والنزاهة" معتبرا أن العملية الانتخابية على العموم "كانت منفتحة ونزيهة وشفافة". ومن المقرر أن تكشف لجنة الانتخابات المركزية الروسية عن النتائج النهائية بشكل رسمي ونهائي بعد أن يتم التوقيع على البروتوكول الرسمي الخاص بها في موعد لا يتعدى 15 مارس الجاري ويجب أن يتم نشرها رسميا في غضون 3 أيام أي مع حلول 18 مارس كأقصى موعد وستجري مراسم تنصيب الرئيس المنتخب يوم 7 ماي القادم. ونظمت الانتخابات الرئاسية بعد أشهر من المظاهرات الكبرى التي شهدتها روسيا بعد اتهام السلطات بالقيام بعمليات تزوير في الانتخابات التشريعية التي جرت في ديسمبر الماضي والتي أدت إلى فوز حزب "روسيا الموحدة" الذي يتزعمه بوتين بالأغلبية في البرلمان على الرغم من فقدانه أغلبية الثلثين. وقال المراقبون التابعون لمنظمة الامن والتعاون في اوروبا اليوم ان الانتخابات الرئاسية الروسية التي فاز فيها بوتين شهدت "مخالفات " و ان "الحملة الانتخابية سخرت بشكل واضح لمصلحة احد المرشحين". كما أعلنت قوى المعارضة الروسية عزمها تنظيم مسيرات إحتجاجية فى العاصمة موسكو فى وقت لاحق من اليوم و ذلك فى الوقت الذى احتشد فيه عشرات الالاف من مناصرى فلاديمير بوتين خارج الكرملين وهم رافعين الاعلام واللافتات للاحتفال بفوز بوتين فى الانتخابات الرئاسية. وعلى صعيد متصل اجمعت الصحافة الروسية على اهمية هذه الانتخابات مؤكدة ان روسيا تعيش في هذه المرحلة أجواء انتخابات "حقيقية بكل المقاييس". وفي هذا الصدد قالت صحيفة (نوفيى إيزفيستيا) انه من الواضح أن روسيا ما بعد الانتخابات التشريعية الماضية "تختلف عن تلك التي كانت قبل ذلك فقد كشفت الأشهر الثلاثة الماضية عن وجود مجتمع مدني نشط قادر على تنظيم مظاهرات احتجاجية عارمة بهدف إسماع رأي الشارع للنخبة الحاكمة". وبدورهم توقع خبراء سياسيون روس تعديلا وزاريا واسع النطاق في الحكومة الروسية بعد وصول فلاديمير بوتين الى سدة الحكم . وقال المحلل السياسي الروسي ديمتري أورلوف ان الحكومة الروسية الجديدة ستعتمد في هيكلها بشكل أساسي على الكفاءات والقدرات العملية لكل من أعضائها وليس رغبة في التغيير فحسب. وشدد الخبراء على ضرورة أن يضع بوتين نصب عينيه اتخاذ خطوات جادة نحو تنفيذ ما يتضمنه برنامجه الانتخابي من أهداف ومواصلة مسار الإصلاحات السياسية في البلاد حتى لا يخيب ظن مناصريه. وعلى الصعيد الخارجي اعربت الصين عن أملها فى تحسين العلاقات مع روسيا عقب فوز فلاديمير بوتين فى انتخابات الرئاسة مشيرة الى ان روسيا ستحافظ على استقرارها الاجتماعى والسياسى وستواصل التنمية الاقتصادية وستلعب دورا اكبر فى الساحة الدولية. كما هنأ وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلله بوتين بفوزه مؤكدا ان بلاده "تنوي العمل مع الرئيس الجديد بشكل بناء ووفق اسس تستند الى الثقة المتبادلة بين الجانبين".