شهدت مدينة سيدي بوزيدالتونسية التي انطلقت منها ”ثورة الياسمين” موجة جديدة من الاعتصامات والاضطرابات الأمنية بعد قيام شاب تونسي بإحراق نفسه، أمس الأول ، في سيناريو جديد يعيد للذاكرة حادثة البوعزيزي بالولاية نفسها التي تعتبر شرارة ثورة 14 جانفي التي أطاحت بنظام الرئيس السابق، زين العابدين بن علي. تجددت الاضطرابات في عدة أنحاء في تونس بعد قيام شاب بإشعال النار في نفسه، في ولاية ”توزر”، فيما شهدت ولاية ”المنستير” إضرابا عاما، بينما دخل عدد من الأهالي في اعتصام مفتوح بولاية ”سيدي بوزيد”. وذكرت وكالة تونس إفريقيا للأنباء ”وات” أن بلدية ولاية ”توزر”، غربي البلاد، أغلقت أبوابها، كما غادر موظفو وعمال مركز الولاية، تحسبا لتطورات واحتجاجات محتملة، إثر وفاة شاب أقدم على حرق نفسه، ما أدى إلى حدوث أعمال شغب وعنف. وأشارت إلى أن الشاب، الذي لم تفصح عن اسمه، بينما عرفته وسائل إعلام أخرى باسم علي المرزوقي، كان يستغل أرضا فلاحية دولية بواحة ”مراح الصوار”، منذ جانفي من العام 2011، وكان يطالب مع مجموعة من أصدقائه بإسناد هذه الأرض الفلاحية لهم. وأفادت الوكالة الرسمية بأن الأهالي يطالبون ب ”تشغيل أبنائهم الذين يعانون من البطالة وبإيلاء هذه المدينة عناية أكبر”، خصوصا أنها تعرضت، بحسب هؤلاء الأهالي، إلى ”التهميش”، في عهدي الرئيسين السابقين، الحبيب بورقيبة، وزين العابدين بن علي. ونقلت عن مساعد رئيس النيابة الخصوصية بالساحلين، فرج سلامة، قوله إن ”أراضي أهالي المدينة تم انتزاعها لفائدة الوكالة العقارية للسياحة بأسعار رمزية، وتم تشييد نزل على جزء منها”، وتابعت أن أصحاب هذه الأراضي يطالبون بتعويضات أو باسترجاع أراضيهم، التي لم يتم استغلالها للمصلحة العامة. أما ولاية ”سيدي بوزيد”، التي كانت نقطة انطلاق الثورة على نظام بن علي، بعد إقدام الشاب محمد البوعزيزي بإشعال النار في نفسه أواخر عام 2010، فقد شهدت هي الأخرى اعتصاما مفتوحا لعدد من ”أهالي شهداء وجرحى الثورة”، بحسب ”وات”، التي أشارت إلى أن الأهالي قاموا بنصب خيمة أمام مقر الولاية. من جهة ثانية، ذكرت تقارير إعلامية أمس في تونس أنه عثر على مقبرة جماعية تضم رفات 11 شخصا من معارضي نظام الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة بعد أكثر من 32 سنة من إعدامهم. وذكرت صحيفة ”الشروق” التونسية في عددها أمس أنه تم العثور على المقبرة الجماعية فيما يطلق عليها ب ”جبانة الغربة” بالعاصمة، حيث تم دفن 11 جثة كان نفذ فيهم حكم الإعدام في 17 أفريل 1980 عقب الأحداث المسلحة التي وقعت بمدينة قفصة، على مسافة 350 كلم جنوب غرب العاصمة.