شيّع الآلاف من التونسيين أمس، جنازة الشاب محمد البوعزيزي الذي توفي أول أمس بمستشفى بن عروش بالقرب من العاصمة التونسية، متأثرا بجراحه بعد محاولته حرق نفسه في 19 ديسمبر الماضي، قبالة مقر ولاية سيدي بوزيد (250 كيلو متر جنوبي العاصمة تونس )، احتجاجا على صفعه من قبل شرطية ومنعه من نصب طاولة لبيع الخضار. قال النقابي محمد القادري، وهو شاهد عيان حضر الجنازة في اتصال مع ''الخبر'' إن الآلاف خرجوا في مسيرة حاشدة لتشييع البوعزيزي في مقبرة ''قلعة بن نور'' بقرية ''الأسودة'' التي تبعد بتسعة كيلومترات عن مقر سكناه في سيدي بوزيد، وسار المشيّعون حوالي أربعة كلم مشيا على الأقدام من القرية وصولا إلى المقبرة، حيث تم دفنه في جو مهيب، ورفع خلال مسيرة التشييع شعارات ''لن نستسلم، لن نبيع، دم محمد لن يضيع'' و'' سنُبكي من أبكاك يا محمد لن ننساك''. وأكد القادري أن مسيرة التشييع كان مقررا لها أن تمر أمام مقر ولاية سيدي بوزيد، لكن الإجراءات الأمنية المشددة منعت ذلك، ما دفع بالمشيّعين إلى المرور في الشارع الخلفي لمقر الولاية. ووصف شاهد العيان الجنازة بأنها ''كانت أكبر من جنازة الزعيم التونسي الحبيب بورقيبة''. وأضاف أن المسؤولين تحاشوا حضور الجنازة بسبب حالة الاحتقان والحزن التي سادت الجنازة، كما تحاشى الأمن استفزاز المشيّعين واكتفى بمراقبة الموقف. وقال مهدي الحرشاني خال البوعزيزي: ''نودع اليوم إنسانا ضحى بنفسه من اجل وضعه وأوضاع الآخرين، وأتمنى أن تتمكن والدته من تجاوز هذه المصيبة''. وكان الرئيس التونسي زين العابدين بن علي قد زار الشاب محمد البوعزيزي في المستشفى ودعا الطاقم الطبي إلى بذل أكبر جهد لإنقاذ حياته، تخوفا من أن تثير وفاته موجة احتجاجات جديدة، كما استقبل والدته في قصره بقرطاج. فيما استمرت المواجهات بين الطلبة وقوات الشرطة في مدينة تالة بولاية القصرين القريبة من العاصمة تونس، وفشلت قوات الشرطة التونسية في استيعاب الموقف.