قال مؤسس جبهة الإصلاح السلفية في تونس إن الحكومة التي تقودها حركة إسلامية منحته تأشيرة لممارسة النشاط السياسي في البلاد ليصبح أول حزب سلفي مرخص له في البلاد. وقال محمد خوجة رئيس حزب جبهة الإصلاح لرويترز في مقابلة ”نحن جبهة الإصلاح. هي حزب سياسي أساسه الإصلاح اعتمادا على منهج السنة والجماعة بمفهوم سلف الأمة الصالح.. حصلنا في الآونة الأخيرة على تأشيرة من الحكومة الأولى للعمل القانوني”. وأضاف خوجة عبر الهاتف ”اقتنعنا بالدخول في عالم السياسة لأننا نعتقد أن السياسة من بين المهام الموكلة للمسلمين وأنها من بين العبادات”. وأضاف: ”هناك بعض التيارات الدينية التي تقول بأن السياسة نجسة ولا تتفق مع الدين.. ونحن نقول هذا ليس صحيحا ولا نتفق معهم ونقول أن الإسلام دين حرية وديمقراطية؛. وأكد مصدر حكومي لرويترز منح تأشيرة لجبهة الإصلاح، مضيفا أن الحزب حصل على التأشيرة وفقا لقانون الأحزاب الذي يؤكد على احترام المبادئ المدنية للدولة. وترفض عدة تيارات سلفية في تونس إنشاء أحزاب وتقول أن الديمقراطية حرام. ويطالب عدد منها باقامة دولة إسلامية، لكن محللين يقولون أن وصول حركة النهضة الإسلامية المعتدلة للحكم ساهم في تعديل بعض التيارات السلفية لمواقفها تجاه العمل السياسي. وكان راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة التي تقود الحكومة مع حزبين علمانيين قال في وقت سابق أنه يؤيد الترخيص للتيارات السلفية التي تلتزم بمبادئ الديمقراطية في مسعى لاستقطابها وجعلها جزءا من المشهد السياسي في البلاد، بدلا من إقصائها ومحاولة لتجنب أعمال عنف. ويقول مؤسس جبهة الإصلاح خوجة أن حزبه يلتزم بالقيم المدنية للدولة ويحترم خصوصيات التجرية الديمقراطية في إطار سلمي بعيد عن كل أشكال العنف. ويضيف خوجة ”لن نفرض أي شيء مثل اللباس أو غيره وحزبنا سيكون مفتوحا لكل التونسيين ممن يقتنعون بمبادئنا، مبادئ الإصلاح بالتراث الإسلامي، لكن لن نقبل بأي تعد على مقدساتنا الدينية ونحن سائرون في مسار التغيير للتعبير عن مطالب الشعب المسلم دون نفاق”. وقال خوجة أنه سيكشف عن مزيد من التفاصيل خلال ندوة صحفية تعقد خلال الأيام المقبلة. وردا على سؤال حول مسؤولية الحزب في تغيير النظرة للتيارات السلفية قال خوجة لرويترز ”بالفعل علينا مسؤولية كبيرة للتعبير عن مطالب هذا الشعب المسلم في إطار الالتزام بمبادئ العمل السياسي المدني السلمي، ولكننا لسنا متخوفين من السياسة وما كان يمنعنا قبلا من المشاركة هو إعطاء الشرعية للنظام السياسي السابق”. ويضم الحزب مجموعة من القياديين ممن حوكموا في ثمانينات القرن الماضي عندما كانوا ينتمون لتيار الجبهة الإسلامية.