في انتظار النتائج التي ستسفر عنها لجنة التحقيق الموفدة من طرف مصالح الأمن الوطني لولاية الجزائر إلى مدينة بئر توتة للبحث في الاعتداء الذي يكون قد تعرض له أحد أعوان النظافة من طرف محافظ شرطة بذات المدينة، قلت في انتظار ذلك، لا بأس من الوقوف عند التجاوزات التي يقترفها بعض أعوان الأمن أو الشرطة الوطنيين في حق المواطنين، تجاوزات ما انفكت قيادتا الجهازين تحذر منها وتتوعد مرتكبيها بعقوبات تصل إلى حد الفصل من الوظيفة أو حتى إلى السجن... إن الاعتداء على المواطن غير جائز وغير لائق، سواء كان بالضرب أو الشتم، فهناك قوانين تضبط التعامل بين المواطن ورجل الأمن لا يجب تجاهلها أو تجاوزها، والشرطي أو الدركي الساهر على أمن المواطن وراحته والحارس له ولممتلكاته والمحافظ على سلامته لا يجب عليه أن يتخذ من أخطاء المواطن ذريعة لاستعمال العنف ضده، مهما كانت درجة هذه الأخطاء ومهما بلغت خطورتها، ولا يجوز له استغلال وظيفته النبيلة الشريفة للإساءة إلى الآخرين فعلا أو لفظا، فحسن المعاملة من حسن التعلم مثلما يشير إليه الشعار الذي يرفع في كل مناسبة... نعلم أن كثيرا من أعوان الأمن وإطاراته يتعرضون إلى ضغوطات وإرهاق أثناء أداء مهامهم، لكن ليس من المنطقي أو المعقول أن يكون المواطنون وخاصة البسطاء منهم أداة لتفريغ شحنة غضب الغاضبين أو إسفنجة لامتصاص كبت المرهقين المتعبين من رجال الأمن، أو كيس رمل يتعلم به الشرطي أو الدركي كيفيات الملاكمة والصفع... إن التعليمات الردعية والتوجيهات الصارمة التي ترسل بها قيادات هذه الأسلاك ووعي المواطنين وكذا نشر الصحافة لكل كبيرة وصغيرة تتعلق بمثل هذه التجاوزات وفضح مرتكبيها، حدت جميعها من هذه الظاهرة وجعلتها معزولة، وأملنا أن تنعدم وتزول من قاموسنا، مع إيماننا بأننا بشر ولسنا ملائكة... وليعلم في الأخير كل من أهان مواطنا بأن حڤار الرجال يموت ذليل...