أدانت أوساط سياسية ومنظمات وأحزاب عربية ودولية العدوان الأمريكي على قرية سورية والذي راح ضحيته ثمانية مواطنين وجرح آخر بينهم نساء وأطفال, مؤكدة انه استمرار للنهج العدواني الذي تقوم به الإدارة الأمريكية الحالية رغم الويلات والمصائب التي جرها هذا النهج على الولاياتالمتحدة نفسها والعالم بأسره. وأكدت هذه الأوساط تضامنها مع سورية وضرورة تحرك المجتمع الدولي لمواجهة السياسات العدوانية والممارسات الإرهابية التي باتت السمة البارزة للإدارة الأمريكية ضد المنطقة. فقد أدانت الجامعة العربية في بيان رسمي الاعتداء الأمريكي مؤكدة انه لا يساعد على الاستقرار في المنطقة، وانه يفتح الباب لتوترات جديدة، ويدمر مصداقية التحرك نحو السلام في العراق وجواره. وأكدت الجامعة العربية تضامنها الكامل مع سورية، وحقها المشروع في الدفاع عن أراضيها وحماية شعبها. وأعرب عمرو موسى أمين عام جامعة الدول العربية عن إدانته للعملية وقال في مؤتمر صحفي عقده في ختام زيارة الرئيس الإيطالي للجامعة بالقاهرة: "لقد استمعت باهتمام إلى التقارير السورية عما حدث.و نتابع الموقف الخطير الناجم عن هذا الحادث الذي خرق السيادة السورية" مشددا على ابقاء الاتصال الدائم بالسلطات السورية لمتابعة هذا الموضوع. وأدان موسى هذه "الخروقات" التي وصفها بأنها واضحة مشيرا إلى أن الأوضاع في المنطقة لا تحتاج إلى أي إثارة خاصة وأنها خطيرة ومتأججة. وردا على سؤال ما إذا كانت سوريا طلبت من الجامعة العربية طرح الأمر على مجلس الأمن والأمم المتحدة لاستصدار إدانة، قال موسى إن الجامعة العربية لم تتلق هذا الطلب وأن هذا الموضوع يخص سوريا. وأدانت روسيا الاعتداء الأمريكي مؤكدة قلقها الكبير، ورفضها استخدام القوة ضد أراضي دولة مستقلة ذات سيادة. وقال المتحدث باسم الخارجية الروسية أندريه نيسيترنكو: "من الواضح للعيان أن أعمال القوة هذه أحادية الجانب تنعكس سلباً بصورة حادة على الوضع في المنطقة". وأعربت فرنسا عن قلقها البالغ وأسفها لسقوط مدنيين سوريين مؤكدة تمسكها بالاحترام الكامل لسلامة أراضي الدول وتدعو إلى ضبط النفس. وأكد بيان صادر عن الرئاسة الفرنسية أن فرنسا تأمل في كشف كل الحقيقة حول هذه العملية التي أودت بالعديد من الأشخاص وبينهم أطفال. كما أدانت إيران والهند الاعتداء الأمريكي وأكدتا انه يصب في إطار سياسة خداع العالم التي تعتمدها إدارة بوش. وفي برلين أكد حزب اليسار الألماني أن إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش تشكل الخطر الرئيسي على السلام العالمي مؤكدا أن الهجوم الجوي الأمريكي على الأراضي السورية هو انتهاك لمواثيق الشرعية الدولية. وفي دمشق أدانت سفيرة جمهورية فنزويلا البوليفارية ضياء العنداري باسم الحكومة والشعب الفنزويلي الهجوم الوحشي الذي شنته المروحيات الأمريكية. وفي هذه الأثناء، هدد وزير الخارجية السوري وليد المعلم بأن بلاده ستدافع عن أراضيها في حال كررت الولاياتالمتحدة عدوانها على الأراضي السورية. وحمل المعلم خلال مؤتمر صحافي بلندن اثر إجرائه محادثات مع نظيره البريطاني ديفيد ميليباند، واشنطن مسؤولية الهجوم على منطقة البوکمال الحدودية، وقال:"إن الغارة الأمريكية كانت عملا مقصودا" واصفا إياها بالعمل العدواني والإرهابي. وأضاف المعلم:" لقد فعلها الأمريکيون في وضح النهار وهذا يعني انه ليس من قبيل الخطأ ، لقد ارتکب العمل السافر عن عمد، لذا فإننا نعتبر ذلك عدوانا إجراميا وإرهابيا". وأوضح " إن سوريا ستطلب من الولاياتالمتحدة والعراق إجراء تحقيق في الهجوم". كما أكد الوزير السوري أن الهجوم جاء كرد على وقوف سوريا بوجه المخطط الأمريكي في المنطقة، وأعرب عن أمله أن تساعد الانتخابات الرئاسية الأمريکية التي تجري الأسبوع المقبل في التعلم من "الأخطاء" التي ارتکبتها إدارة الرئيس جورج بوش. وقال "آمل أن ينتخب الشعب الامريکي رئيسا يمکنه أن يؤمن سمعة جيدة للولايات المتحدة في العالم، بخلاف السمعة التي نشهدها من الإدارة الحالية. نأمل أن تتعلم الإدارة المقبلة من أخطاء الإدارة الحالية". وقد ألغى مؤتمر صحافي مشترك بين الوزيرين كان مقررا عقده في لندن أول أمس الاثنين وذلك على خلفية الهجوم الأمريکي على الأراضي السورية والذي راح ضحيته 8 أشخاص. وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية في لندن:" إن المؤتمر الصحافي ألغي لان الجانبين خشيا من احتمال أن تترکز جميع الأسئلة في المؤتمر الصحافي على الهجوم فحسب". لكن محللين اعتبروا ان ظهور ميليباند إلى جانب المعلم في مؤتمر صحافي مشترك کان من شأنه أن يسبب حرجا للوزير البريطاني حيث أن بلاده هي الحليف الرئيسي للولايات المتحدة في غزوها للعراق وذلك بعد أن أدانت سوريا الهجوم الأمريكي بشدة ووصفته بأنه "اعتداء خطير" من جانب واشنطن.