كثرت، في السنوات الأخيرة، جرائم قتل بعضها يعود لأسباب قوية، لكن معظمها يرجع إلى أسباب أقل ما يقال عنها تافهة. والملفت أن المحاكم أصبحت تعج بقضايا القتل مع سبق الإصرار والترصد سببها مجرد مشادات كلامية، أو أحاديث تافهة أو حسد أو جلسة خمر منحرفة، ليجد الجاني نفسه وراء القضبان لعشرين سنة سجنا أوأكثر.. بسبب لحظة غضب اختار الجاني فيها أسهل الطرق، وهو إخراج غضبه في شكل ضربة بالسكين، لتكلّفه كامل مستقبله، وهو الشيء الذي جعل المختصين يدقون ناقوس الخطر.. المخدرات والانحلال الخلقي وراء الظاهرة..! يعتبر المختصون النفسانيون أن هذه الجرائم مردها قبل كل شيء إلى غياب الوازع الديني أولا وإلى المشاكل الاجتماعية الخانقة، خاصة أزمة السكن، حيث يكون الشخص الذي يقيم في حالة من الضيق وسط عدة عائلات في منزل واحد، في انتظار أي لحظة للانفجار حتى لو كان ذلك بارتكاب جريمة قتل.. زيادة على التناول المفرط للمخدرات التي تشل الذهن، وهو ما يفسر أن غالبية الجرائم تحت تأثير المخدرات، وزيادة على هذا تضاعف البطالة والتسرب المدرسي، علما أن أغلب الجرائم يكون “أبطالها” مراهقون وشبان في مقتبل العمر. يرتكب جريمة قتل بسبب ازدحام الطريق! قرر أحد الشبان بوسط العاصمة الانتقام لنفسه من صديق بعد شجار خفيف بينهما، الجاني ترصد ضحيته في أحد الأيام أمام مدخل العمارة ليوجه له ضربة على الرأس، ليسقط قتيلا متأثرا بنزيف داخلي!. جريمة أخرى حدثت في إحدى أيام شهر رمضان، سببها مجرد مناوشة كلامية بين سائقين وقعت بسبب ازدحام الطريق، ورغم أن الضحية الذي هو في العشرينيات من العمر، حاول تهدئة الجاني، إلا أن هذا الأخير أخرج سكينا في لحظة غضب و وجه للسائق ضربة على الصدر، بعدها حاول الضحية الفرار وهو جريح، فلاحقه الجاني إلا أن وقع الضحية ميتا متأثرا بجراحه، حيث لقي حتفه بعد بضعة دقائق وهو في طريقه إلى مستشفى باب الوادي، لتتم إدانة الجاني بالسجن المؤبد.. قضى على صديقه بسبب 200 دج..! قضية أخرى تناولتها محكمة الجنايات بالعاصمة سببها تحرش صديقين بفتاة واحدة، وعندما رأى المتهم الضحية يتبادل الحديث مع الفتاة المُعجب بها، ضربه ضربة واحدة بالسكين كانت كافية ليلقى حتفه. وخلال جلسة المحاكمة ورد على لسان الجاني أن الضحية كان يعلم بأمر علاقته بالفتاة وكان سيخبره أنه ينوي الزواج بها، غير أن الضحية تعمد ملاحقتها، حسب ادعاءات الجاني الذي حكم عليه ب 10 سنوات سجنا. جريمة قتل أخرى لا تقل بشاعة عن القضايا الأخرى، حدثت في صيف 2010 بحي النخيل في باش جراح، سببها ورقة 200 دج. الضحية شاب يبلغ من العمر 20 سنة، حيث طلب الجاني من الضحية إرجاع مبلغ 200 دينار الذي كان قد أقرضه إياه، غير أن الضحية رفض ذلك، ليتشابك الاثنان.. بعد ذلك أخرج الجاني سكينا أردى الضحية جثة هامدة.. نظرة استفزازية كانت كافية لإزهاق روح..! وقعت هذه الجريمة بسبب نظرة استفزازية. وقائعها تتمثل في توجيه شاب في أحد الأيام نظرة استفزازية إلى الضحية، فقام هذا الأخير متوجها إلى الجاني مستفسرا عن سبب نظرته تلك ليدخل الاثنان في شجار، وبعد تدخل الحاضرين توقف الشجار، لكن الجاني لم يكن قد شُفي غليله بعد، فتوجه إلى منزل جدته وأحضر سكينا، ثم نادى الضحية، هذا الأخير قدم إليه وعانقه ظنا أنه طلبه لغرض الصلح قبل أن يفاجأ بالسكين وهي تخترق جسده، ثم لاذ بالفرار، لتحكم المحكمة ب15 سجنا نافذا ضده. يقتله لأنه أراد تطليق أخته..! قبل أيام، قام شخص بقتل صهره إثر ضربة بآلة حادة على رقبته. الحادثة وقعت بعد مشاجرة نشبت بين الاثنين بادر بها الجاني بعد أن سمع برغبة الضحية البالغ من العمر 52 سنة في تطليق أخته، لتثور ثائرته ويقرر قتله مع سبق الإصرار والترصد. الجريمة التي أثارت استغراب السكان بسبب دافعها غير المنطقي، وقعت بقرية آيت مصباح في بلدية بني دوالة. وقبل سنتين، أقدم شاب على قتل صديق له بسبب معاكسة هذا الأخير لأخته، الجاني قرر الاعتداء على الضحية بعد سماعه بقصة معاكسته لأخته لتنتهي القضية بجريمة قتل كلفته غاليا.. كما قام أحد الأشخاص يقطن ببلدية باب الوادي في العاصمة بقتل عشيقته بطريقة بشعة، وقام بدفنها حية بإحدى المناطق غرب العاصمة.. لا لشيء سوى لرفضها الزواج منه!