التدهور المفاجئ للوضع الأمني في لبنان يطرح عدة تساؤلات.. يطرح التدهور الأمني المفاجئ للوضع الأمني في لبنان عدة تساؤلات حول توقيت هذه الأحداث وخلفيتها خاصة وأنها تتزامن مع رفض لبناني قاطع لأي تدخل في الشأن السوري الداخلي ورفض لتسليح جزء من الشعب السوري ”المعارضة ” ضد جزء آخر من السوريين ”الموالاة” وهو ما ترجمه الجيش اللبناني الذي كشف وأفشل عدة محاولات تقف وراءها دول الخليج لإدخال الأسلحة إلى المعارضة السورية عبر الحدود اللبنانية، وهو ما قد يفسر مسارعة دول الخليج إلى سحب رعاياها من لبنان للتشهير بالوضع الأمني في محاولة لضرب السياحة، شريان اقتصاد لبنان، كأسلوب ضغط خليجي على لبنان لدفعه إلى تغيير موقفه من سوريا. يبدو أن الموقف السوري الرافض لأي تدخل في الشأن اللبناني أزعج دول الخليج التي تسعى إلى تسليح المعارضة السورية عبر الحدود اللبنانية فاستغلت التراجع الأمني - الغريب والمفاجئ - في لبنان وسارعت إلى التشهير بذلك عبر الدعوة لسحب رعاياها من لبنان في محاولة للتشويش على الموسم السياحي اللبناني المقبل خاصة وأن السياحة تعتبر أساس الاقتصاد اللبناني وهو أسلوب ضغط جديد على لبنان لدفعه الى التراجع عن موقفه الرافض لتسليح المعارضة السورية عبر الحدود اللبنانية، وهو موقف لبناني له ما يفسره فبيروت باعتبارها دولة مجاورة لسوريا تخشى بطبيعة الحال من انتشار السلاح على حدودها وما يمكن أن تحدثه حرب أهلية متوقعة من تأثير على استقرار لبنان المليء بالطوائف المتنوعة. وكانت ثلاث دول خليجية هي قطر والإمارات والبحرين دعت مواطنيها السبت الى ”عدم السفر” الى لبنان نظرا للتوتر الامني السائد في هذا البلد حاليا، كما طلبت من الموجودين هناك ”المغادرة”، الامر الذي دفع رئيس الحكومة اللبنانية، نجيب ميقاتي، الى دعوة المسؤولين في الدول الثلاث الى إعادة النظر في قراراتها. في أبو ظبي، ذكرت وكالة أنباء الامارات أن وزارة الخارجية تدعو المواطنين الى ”عدم السفر الى لبنان في الوقت الحالي نظرا لتوتر الأوضاع الامنية” هناك. ونقلت عن عيسى عبد الله الكلباني، مدير إدارة شؤون المواطنين بالوزارة قوله إن ”هذا الاجراء يأتي انطلاقا من حرص دولة الامارات على سلامة مواطنيها”. وأوقعت اشتباكات في مدينة طرابلس شمال لبنان بين مسلحين من السنة معارضين للنظام السوري وعلويين موالين، ما لا يقل عن عشرة قتلى فضلا عن العديد من الجرحى. ودعا الكلباني الاماراتيين الموجودين حاليا في لبنان الى ”المغادرة وفي حال ضرورة بقائهم في لبنان الاتصال بسفارة الدولة في بيروت لمعرفة أماكن إقامتهم ووسيلة الاتصال بهم”. بدوره، دعا مسؤول في وزارة الخارجية القطرية المواطنين الى ”عدم السفر الى لبنان في الوقت الحالي حرصا على أمنهم وسلامتهم”. وأضاف ”كما تدعو القطريين المتواجدين في لبنان حاليا الى المغادرة، وفي حالة ضرورة بقائهم عليهم الاتصال بسفارة دولة قطر في بيروت لابلاغهم الاسماء ومقر الاقامة وكيفية الاتصال”. ودعت وزارة الخارجية البحرينية المواطنين أيضا الى عدم السفر الى لبنان ”في الوقت الحالي حرصا على أمنهم وسلامتهم، نظرا لما تشهده تلك البلاد من أوضاع أمنية غير مستقرة”. وطلبت من الموجودين في لبنان ”المغادرة حالا أو الابتعاد عن المناطق غير الآمنة”، بحسب وكالة الانباء الرسمية في بيروت وقال ميقاتي حسب ما نقلت عنه الوكالة ”لا مبرر عمليا لهذه القرارات، لأن الأوضاع الأمنية في لبنان جيدة والأحداث التي وقعت تمت معالجتها”. وتمنى على الدول الثلاث ”إعادة النظر في قراراتها”، مرحبا ”بكل الوافدين الى لبنان لاسيما منهم الأخوة العرب”.