دعت وزارات الخارجية القطرية والإماراتية والبحرينية مواطنيها إلى عدم السفر إلى الجمهورية اللبنانية في الوقت الحالي نظرا لتوتر الأوضاع الأمنية بها. ونقلت وكالة الأنباء القطرية عن مصدر مسؤول بوزارة الخارجية قوله إنه «نظرا للأوضاع الأمنية غير المستقرة في الجمهورية اللبنانية الشقيقة وما قد يترتب عليها من تداعيات، فإن وزارة الخارجية تدعو كافة المواطنين القطريين إلى عدم السفر إلى لبنان في الوقت الحالي حرصا على أمنهم وسلامتهم». كما دعت المواطنين القطريين المتواجدين في لبنان حالياً إلى المغادرة، وفي حالة ضرورة بقائهم عليهم الاتصال بسفارة دولة قطر في بيروت لإبلاغهم بالأسماء ومقرّ الإقامة وكيفية الاتصال. وفي الأثناء، يستعد مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي عنان للعودة مجددا إلى دمشق للتباحث مع المسؤولين السوريين بشأن الأزمة السياسية والأمنية المتفاقمة هناك، بينما قالت الأممالمتحدة إن طرفا ثالثا -غير النظام والمعارضة- قد يكون وراء التفجيرات التي هزت دمشق قبل أيام. ووفق أحمد فوزي المتحدث باسم عنان، فإن الأخير سيتحرى في سفرته تلك «جهودا إضافية لحل سلمي للأزمة» السورية، دون أن يحدد بالضبط وقت الزيارة. وقال فوزي إن احتمالا ثالثا ظهر في قضية التفجيرات التي هزت دمشق قبل أيام، مرجحا خلال مؤتمر صحفي ألا تكون تلك التفجيرات ووقائع أخرى من تدبير المعارضة السورية أو نظام الرئيس بشار الأسد. من جهته قال مارتن نزيركي المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة إنه لا توجد أدلة قاطعة لدى المنظمة الدولية على أن تنظيم القاعدة يقف وراء التفجيرات الأخيرة في العاصمة السورية دمشق. وكان الأمين العام الأممي بان كي مون قد اعتبر الخميس الماضي أن تنظيم القاعدة قد يكون مسؤولا عن تلك التفجيرات. من ناحية أخرى، طفت على السطح خلافات سورية لبنانية رسمية بشأن الوضع على الحدود المشتركة، حيث وجه رئيس الحكومة اللبناني نجيب ميقاتي لأول مرة انتقادات لدمشق، ورفض اتهامات السفير السوري في الأممالمتحدةبشار الجعفري بحصول تدريبات وتهريب سلاح على نطاق واسع من شمال لبنان إلى المعارضة السورية. واعتبر ميقاتي أن مثل هذه التصريحات «تؤجج الخلافات» بين البلدين، مؤكدا أن لبنان يقوم بواجبه في ضبط الحدود. وهذه هي المرة الأولى التي ينتقد فيها ميقاتي -الذي يرأس حكومة تضم غالبية من حزب الله وحلفائه مؤيدة للنظام السوري- مسؤولين سوريين. وحسب بيان حكومي، قال ميقاتي إن تلك التصريحات تأتي «في وقت نسعى عبر القنوات الدبلوماسية والأمنية المختصة إلى تخفيف الانقسام الحاصل ومعالجة الإشكالات التي تحصل بهدوء وروية وبما يحفظ حسن العلاقات بين البلدين والشعبين». كما قال ميقاتي إن التجاوزات تحصل أيضا من الجانب السوري للحدود، مشيرا إلى طبيعة التداخل القائم بين البلدين وصعوبة ضبط المساحة الحدودية الشاسعة بينهما.