المطرب القبائلي الفاشل فرحات مهني حمل نفسه وأفكاره التي ظل مؤمنا بها وأطروحاته التي تعلق بها وما يزال وطار إلى إسرائيل طالبا المدد والسند لقصف آخر ما تبقى له من علاقة بالبلد, حمل مشروعه الانفصالي إلى سدنة الدولة العبرية علّهم ينصفونه ويؤازرونه ويكونون اليد التي يبطش بها الشعب الجزائري الرافض لأي انقسام أو تجزئة والواقف ضد أي مساس بوحدته الوطنية والترابية التي قدم من أجلها النفس والنفيس حتى تبقى الجزائر واحدة موحدة معتزة بثالوثها المقدس.. الإسلام العروبة والأمازيغية... فرحات مهني يدرك أن لا أحد يقف إلى جانبه وأن غناءه خارج السرب طول هذه المدة قد يجعل منه مجرد ممثل كوميدي يقوم بدوره على خشبة مسرح ليس فيه جمهور وتنعدم فيه الأضواء لذلك أراد أن يبعث نفسا جديدا للمسرحية وللمثل فاختار دولة إسرائيل لأنها الدولة الأكثر إثارة للجدل وأقربها لتقبل وسماع ما يقوله فرحات مهني ومن لف لفه من الناس الذين يبحثون عن مجد زائف وذلك بالسعي إلى تقسيم أوطانهم والتفرقة بين أبناء شعبهم... لكن الزيارة هذه لم تزد سي فرحات مهني إلا صغارا ولم تضف إلى رصيده إلا مزيدا من السخرية والاحتقار, أما الكاتب المحسوب على الجزائر بوعلام صنصال والذي قبل دعوة مهرجان الأدباء العالمي المنظم من قبل مؤسسة "مشكانوت شانانيم" الإسرائيلية والتي تتخذ من القدسالمحتلة مقرا لها, قلت أما بوعلام صنصال فقد كان في غنى عن تلبية هذه الدعوة وعن الحج إلى إسرائيل فقيمته الفكرية والأدبية لا تحتاج إلى أن تلمعها دولة إسرائيل ولا لأن تجعل منه أكثر انتشارا, مهما كانت التبريرات التي قدمها وسيقدمها سي بوعلام فإنها ستكون غير مجدية وغير مقنعة أمام ما تمثله دولة إسرائيل في مخيلة المواطن العربي وخاصة الجزائري وأمام ما تقترحه آلتها العسكرية من جرائم في حق إخواننا الفلسطينيين.. جرائم لم يدنها مع الأسف كتاب محسوبون على الإنسانية وعلى حقوق الإنسان... في الأخير نقول لفرحات مهني ولبوعلام صنصال حج غير مبرور وسعي غير مشكور وتجارة بائرة بإذن الله...