وجهت النقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية رسالة إلى رئيس الجمهورية تضمنت تشريحا مفصلا للقطاع وللمطالب المهنية والاجتماعية للموظفين. كما تطرقت الوثيقة إلى آخر التطورات والمستجدات ومواقف وزير الصحة والسكان، ودعت النقابة القاضي الأول في البلاد للتدخل والوقوف على حقيقة ما يجري في القطاع، كما توقعت تنسيقية مهنيي الصحة مشاركة قياسية للموظفين والنقابيين خلال الوقفة الاحتجاجية المقررة هذا الثلاثاء أمام وزارة الصحة. الرسالة الموجهة إلى رئاسة الجمهورية الثلاثاء المنصرم بتاريخ 22 ماي الجاري -حسب رئيس النقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية الدكتور مرابط الياس - هي شرح مفصل للوضعية التي يمر بها القطاع والمشاكل المهنية والاجتماعية التي يعيشها يوميا العمال والموظفون والتي لا ترتبط أساسا، كما قال المتحدث في تصريح أمس ل ”الفجر” بالزيادات في الأجور أو النظام التعويضي ومراجعته بل تتعلق بما يحدث في المنظومة الصحية التي صارت كارثية إلى أبعد الحدود بسبب التدني الصارخ للخدمات العلاجية للمواطن بعدما صارت الأدوية مفقودة في مختلف الهياكل الصحية الموزعة عبر التراب الوطني والندرة الحادة في مختلف اللقاحات والأمصال المضادة، ناهيك عن انعدام بعض المستلزمات لاسيما التي تخص التحاليل الطبية والتبرع بالدم وهي كلها أساسية، إضافة إلى الأدوية المصنفة ضمن الحالات الاستعجالية التي تستدعي التدخل الفوري للمسعفين من أطباء وجراحين وممرضين في مصالح الاستعجالات الطبية. واعتبر المتحدث ذاته ”أن كل ما يحدث هو صورة سلبية عن القطاع، في حين تصر الوزارة والوزير على القول بأن كل شيء على ما يرام، ويرافق ذلك سلسلة التصريحات المتناقضة للمسؤول الأول عن القطاع بوجود الأدوية وبكميات كافية، وبتوفر اللقاحات، لكن الواقع أثبت العكس أكثر من مرة. وتطرقت الرسالة ذاتها إلى ”كل الممارسات التي يقوم بها الوزير بإصدار تعليمات تمنع دخول مسؤولي النقابات إلى الوزارة من جهة وتخيير القواعد (المنخرطين) بالتخلي عن مسؤوليهم أو الإبقاء على أبواب الحوار مغلقة، مع العلم أنه أغلق أبواب الحوار ورفض التعامل مع الشركاء الاجتماعيين، مع الاستمرار في التضييق على العمل النقابي وهو ما يمثل تعديا صارخا على القوانين والتشريعات التي تنظمه وتضبطه”. وفي سياق متعلق بالوقفة الاحتجاجية المقررة هذا الثلاثاء أمام وزارة الصحة والسكان التي تعتزم تنسيقية مهنيي الصحة القيام بها، قال الناطق الرسمي، الدكتور مرابط الياس، إن النقابات الأربع الناشطة في القطاع وهي ممارسي الصحة العمومية، الممارسين الأخصائيين، النفسانيين وسلك شبه الطبي، تحضر لها وتعمل جاهدة لحشد أكبر عدد من منخرطيها للمشاركة في هذا التجمع الذي ”نريد من خلاله التعبير عن الرفض المطلق لما يحدث في القطاع وتحميل المسؤولية كاملة لمسؤولي الوزارة، وعليها التكفل بالمطالب المهنية والاجتماعية للموظفين والعمال دون استثناء وفتح أبواب الحوار وحرية العمل النقابي”.