تجتمع اليوم تنسيقية مهنيي الصحة للنظر في مختلف القضايا التي تهم القطاع، منها العودة إلى الاحتجاجات والتي سيكون أولها الأسبوع المقبل، وذلك في وقت تعكف فيه النقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية على إعداد تحقيق مفصل حول ندرة الأدوية وخاصة اللقاحات. وأوضح رئيس النقابة الدكتور مرابط إلياس الذي يتولى منصب الناطق الرسمي لتنسيقية مهنيي الصحة أن هذه الأخيرة ستعقد اجتماعا سيعقد اليوم، وفيه يناقش المسؤولون النقابيون كل ما جرى خلال الأسابيع المنصرمة من تطورات ومستجدات، وستكون على موعد مع وقفة احتجاجية خلال الأسبوع المقبل يحدد تاريخها ومكانها لاحقا. وفي موضوع ذي صلة، قال رئيس النقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية، الدكتور مرابط إلياس، أن التحقيق الذي باشرت النقابة في إنجازه بشأن ندرة الأدوية والمستلزمات الطبية على مستوى ولايات الوسط (12 ولاية) سيتوسع ليشمل ولايات الشرق والغرب لاحقا، وسيوشك على الانتهاء منه نهاية الأسبوع الجاري، وتشير المعلومات الأولية المتحصل عليها أن العديد من الأدوية ومن بينها أدوية أساسية تنعدم بمصالح الاستعجالات الطبية منها دواء "سوليميدرول" الذي يستعمل في علاج مرض الربو ونوباته، والأمر كذلك بالنسبة لدواء "أفتالان" للمرضى المصابين بالربو، والمصل المضاد لداء "التيتانوس" يستعمل مع اللقاح المضاد له، وأظهرت نتائج التحقيق الأولي ندرة حادة في هذه الأدوية التي ستضاف إليها أدوية أخرى عند الانتهاء من هذا التحقيق الميداني والذي سيكون قريبا. وأوضح المتحدث أمس، في تصريح ل"الفجر"، أن النقابة بصدد التحضير لرسالة ستوجهها إلى رئيس الجمهورية من أجل التدخل العاجل ووضع حد للمشاكل التي تتخبط فيها المنظومة الصحية جراء "سوء التسيير بعدما رفع وزير الصحة والسكان يده عن تحمل كامل مسؤولياته إزاء ما يعيشه القطاع منذ توليه تسييره، وفي نفس الوقت أشهر سيفه في وجه الشركاء الاجتماعيين الذين رفضوا السير في نهجه ومعه ورفضوا أن يقولوا إن الأمور على ما يرام وهو ما جعله يغضب ويؤجج نار الانتقام منهم، فراح يصدر الأوامر والتعليمات ويمنعهم من دخول الوزارة، والتضييق على العمل النقابي وخنق الحريات النقابية، وغلق أبواب الحوار وترك باب الصراع مفتوحا على مصراعيه والأزمة تزيد اشتدادا والصحة العمومية تتجه نحو الهاوية مفضلا أسلوب التهديد والوعيد والتصريحات المتناقضة لربح الوقت والهروب نحو الأمام". وعن مضمون الرسالة ستودعها النقابة على مستوى رئاسة الجمهورية، فهي كما قال المتحدث ذاته لا تبتعد عن التطورات والمستجدات الأخيرة، خاصة ما تعلق بالتضييق على الحريات النقابية، وتدخل الإدارة في شؤون النقابات، واللجوء إلى العدالة لتكسير الإضراب، والتفاعل السلبي لوزير الصحة مع المطالب المهنية والاجتماعية لعمال وموظفي قطاع الصحة والعمل على التكفل بهم، و"ذلك مقارنة مع التعليمات والتصريحات وسياسة الإصلاحات التي باشرها رئيس الجمهورية، وندعوه من خلالها إلى نزع فتيل الأزمة وإنصاف الموظفين ورفع المشاكل التي يعيشها قطاع الصحة العمومية".