طالبت الامارات العربية المتحدة السبت بعقد اجتماع عاجل لجامعة الدول العربية لمناقشة المجزرة التي أودت بعشرات المدنيين في مدينة الحولة السورية وأثارت تنديدا دوليا عارما، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية. وقالت الوكالة إن وزير الخارجية الإماراتي، الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان ”دعا إلى عقد اجتماع عاجل لجامعة الدول العربية لبحث مجزرة الحولة بضواحي مدينة حمص السورية والتي راح ضحيتها أكثر من مئة وستة أشخاص من المدنيين”. من جهته، أعلن الجيش السوري الحر السبت أنه سيوقف التزامه بخطة الموفد الدولي الخاص إلى سوريا كوفي عنان إذا لم يتحرك مجلس الامن بسرعة لحماية المدنيين، وذلك غداة مقتل أكثر من تسعين شخصا في مدينة الحولة في وسط البلاد في قصف من قوات النظام. وجاء في بيان للقيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل ”نعلن أنه إذا لم يتخذ مجلس الأمن الدولي إجراءات سريعة وعاجلة وطارئة لحماية المدنيين فلتذهب خطة عنان الى الجحيم”. وأضاف البيان ”بعد طول انتظار وصبر وتحمل، تعلن القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل بأنه لم يعد ممكنا الالتزام بخطة كوفي عنان التي ينتهزها النظام من أجل الاستمرار في ارتكاب المجازر والإبادة والتهجير وتدمير المدن والبلدات والقرى وقتل الاطفال والنساء”، وتابع ”لا مبادرات ولا فرص ولا حلول سياسية بعد اليوم”، مضيفا أن ”ما حدث ويحدث من مجازر الآن في الحولة وفي مدن وبلدات سورية أخرى وتحت أنظار المراقبين الدوليين والمجتمع الدولي دليل قاطع على وفاة خطة عنان وتأكيد على أن بشار الأسد وعصابته لا يفهمون سوى لغة القوة والعنف”. وأكد أن الجيش الحر ”لن يسمح بهدنة تلو أخرى تطيل من عمر الأزمة لسنوات”. وطالب مجلس الأمن والمجتمع الدولي ”بتحمل المسؤولية وإعلان فشل خطة عنان واتخاذ قرارات سريعة وحاسمة لإنقاذ سوريا وشعبها وإنقاذ المنطقة برمتها بتشكيل ائتلاف عسكري دولي خارج مجلس الأمن لتوجيه ضربات جوية الى مفاصل النظام العسكرية والأمنية”. وفي السياق، ذكرت صحيفة ”نيويورك تايمز” الأحد أن إدارة الرئيس باراك أوباما تسعى لإقناع روسيا بحلّ للأزمة السورية يستند إلى التجربة اليمنية، حيث تنحى الرئيس علي عبد الله صالح عن الحكم ولكن بقي أفراد من حكومته في السلطة. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين لم تسمهم أن الخطة تدعو إلى تسوية سياسية من الممكن أن ترضي فرقاء المعارضة السورية، ولكن قد تبقي عناصر من حكومة الرئيس بشار الأسد بمواقعهم، مشيرين إلى أن الخطة تعتمد على موافقة روسيا عليها بعد أن كانت عارضت إزاحة الأسد. وقالت الصحيفة إن روسيا تواجه ضغوطا دولية متزايدة لاستخدام نفوذها لتنحية الأسد مع ازدياد القتل في سوريا، وآخرها مقتل أكثر 90 شخصا في بلدة الحولة بحمص. وأشارت إلى أن النموذج اليمني يخضع للكثير من المناقشة في روسيا، إلى حد أنه أصبح يعرف في الولاياتالمتحدة باسمه الروسي ”ييمينسكي فاريانت”. وقال مسؤولون أمريكيون إن أوباما سيبحث هذا المقترح باللقاء الأول الذي يجمعه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وأوضحوا أن مستشار الأمن القومي الأميركي توماس دونيلون سبق وناقش الخطة مع بوتين في موسكو قبل ثلاثة أسابيع.